Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من مآسي الأسر من مآسي الأسر
ابراهيم بن سعد الماجد / الرياض

الإهداء: إليها وإليه.. قبل أن يكون الحزن
(38)} مرت أيام وليالٍ وسنوات وحقق هذا الرجل ثروة جيدة جعل زوجته وأم طفليه تعيش عيشة الأغنياء سكناً ومركباً وخدماً. ومثل أي أسرة كان هناك اختلاف في وجهات نظر سببت كارثة الكوارث «الطلاق». فارقته وفارقها رجعت إلى أسرتها الأولى التي تتكون من أم فقط في منزلٍ متواضع جداً بينما هو أخذ طفليه وغادر المدينة التي كانا فيها إلى مدينة أخرى ليعيش مع طفليه وزوجة جديدة في بحبوحة من العيش وينسى أم طفليه وتمر الأيام وهذه الزوجة «الحزينة» تعيش في وضع مادي ونفسي سيء جداً. حاولت ثم حاولت الاتصال به ولكنه كان صاداً عنها لا يريد أن تكون لها أي علاقة به ولا بطفليهما. مرت أيام وأشهر وهذه الأم المسكينة تقاسي ألم الفراق.. فراق زوج وفراق أطفال وفراق عيشة هنيئة ذات صباح قررت قراراً آنياً سريعاً أغلقت باب المطبخ وفتحت أنبوب الغاز حتى امتلأ المكان وأشعلت عود كبريت لتكون الفاجعة وتلتهمها النيران فيسرع الجيران إلى انقاذها ويتم الانقاذ بعد أن أكلت النار هذا الجسم النحيل مثل ما أكلت الهموم والأحزان القلب المكلوم.
بقيت في المستشفى أشهراً ثم خرجت لتعيش في بيت متواضع أمنه لها الطبيبات والممرضات اللاتي عايشن جزءاً من مأساتها. فقد زارها زوجها السابق وقال لها إن كنت طلقتك في السابق واحدة فأنا أطلقك اليوم ثلاثاً..!! ومنع عنها أطفالها الذين أصلاً لم يتعرفوا عليها لأن النار غيرت ملامحها!!
واقعة لكم أن تصدقوها لأنها حقيقة ولكم أن تكذبوها لأنها مؤلمة جداً ربما تقض مضاجع القلوب الرحيمة. واقعة لا شك أن لها مثيلاً وان اختلفت الأدوار والضحايا.. واقعة إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف الوازع الديني ليس إلا.
إن الأسرة اليوم في ظل المتغيرات المتسارعة تحتاج من المجتمع إلى الترابط أكثر ويحتاج من علمائنا إلى جهود أكثر وأكبر ولا أعني بالجهود كتابة المقالات واقامة الندوات الفضائية وإنما أعني محاولة تكوين جمعيات خيرية تعنى بشؤون الأسرة ليس المادية وإنما الأخلاقية والنفسية ومحاولة ربط كل حي بهيئة شرعية خيرية تتلمس احتياجات الناس وتحاول التدخل في الوقت المناسب لحل كل مشكلة قبل أن تتفاقم المشكلة وتحل الكارثة وتكون المأساة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved