منذ عشرات السنين تكشَّف وتبيَّن الكثير من مضار التدخين ومن خلال البحوث والدراسات العلمية والمخبرية ازدادت تلك الأضرار والمخاطر ثبوتاً ووضوحاً وتبيَّن عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة حقائق مخيفة ومرعبة عن عدد الوفيات بسبب التدخين نتيجة إصابة المدخنين بعدد من الأمراض الفتاكة كما بينت الاحصائية الصادرة من منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات بسبب التدخين يفوق جميع الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأمراض الوبائية جميعها.
ومن الأمراض الفتاكة التي تصيب المدخنين أمراض القلب والجهاز التنفسي وضيق الشرايين التاجية «الذبحة الصدرية» وجلطات القلب وجلطات الأوعية الدموية في الدماغ والتهاب الأحبال الصوتية وتمدد الرئة وانتفاخها والالتهابات المزمنة للجهاز الهضمي وعسر الهضم وقرحة المعدة والتهاب الجيوب الأنفية وإصابة الجهاز العصبي بارتعاش في الأطراف وتقلصات في العضلات وأيضا إصابة الجهاز الدوري فيحدث زيادة في سرعة دقات القلب وجفاف الفم والحلق ومن الأضرار الجسيمة هبوط عمل الكلى والكبد وتصلُّب الشرايين وضعف الإبصار وفي مقدمة هذه الأمراض الإصابة بمرض السرطان الرئوي وسرطان المعدة وسرطان القصبة الهوائية وسرطان الحنجرة وسرطان اللسان.
ومرض السرطان مرض عضال لأنه يتخلل الجهاز التنفسي ومن المعلوم أن السجائر تحتوي على العديد من المركبات الكيميائية وأكثرها ضرراً مادة «النيكوتين» وهي مادة سامة وعنصر فعَّال في الدخان وهو من أفتك السموم والقطران يؤدي إلى انسداد المجاري التنفسية ويترسب عليها ومع مرور الزمن تتكون طبقة من القطران في الرئتين ويكسوها باللون الأسود.
أما أكسيد الكربون الأول فهو أحد السموم التي يستنشقها المدخن وهو غاز سام جدا ويوجد في غاز الفحم ويوجد في دخان عوادم السيارات ولهذا الغاز أثر سريع مباشر على الجهاز العصبي المركزي ويكون المخ أول ما يتأثر به ثم يسري إلى الحبل الشوكي والنخاع وبقية الغازات الأخرى التي تتكون منها السجائر مثل غاز الأمونيا وغاز الميثلامين والهيدروجين والبيريدين وغيرها وكل منها له مفعول قتال.
ويقول الدكتور توماس أديسون إن ضرر التدخين يأتي أيضا من الورق الذي يغلف به الدخان عند احتراقه به فانه يكون مركباً ساماً من النوع المعروف باسم «الأكرولين» ويؤثر على المراكز العصبية تأثيراً بالغاً يؤدي بالتالي إلى إضعاف الخلايا المخية وإتلافها.
ويقول الدكتور «سيربار كلي» كبير جراحي انجلترا ان للتدخين اليد الطولى في إحداث قروح المعدة فهو يؤثر في غدد المعدة تأثيرا بليغاً يزيد إفرازها للعصارة التي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك وهذه الزيادة لا تدعو إلى تقرح المعدة فقط، بل تمنع شفاءها وبالإضافة إلى ما ذكر من أضرار التدخين فان المدخنين يشكون من الأرق والقلق والكآبة ووهن الإرادة وضعف الذاكرة والكسل والخمول. ولا يفوتني هنا أن أذكِّر المدخنين، أن شركات إنتاج السجائر معظمها شركات صهيونية تزيد من معدلات إنتاجها من الدخان وأكثر من نصفه يصدر للدول الإسلامية بزيادة مادة النيكوتين والقطران بينما يخفف في المخصص للدول الأوروبية وأمريكا حسبما حددته منظمة الصحة العالمية.
وكلنا نعرف أن حكومتنا الرشيدة رائدة في مجال مكافحة التدخين، فبتاريخ 11/1/1404ه أصدر مجلس الوزراء الموقر تعميماً بمنع التدخين في الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس والمستشفيات وقاعات الندوات والاجتماعات ووسائل المواصلات، كما أمر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمنع التدخين في مطارات وطائرات المملكة اعتباراً من 1/11/1417ه حرصاً من سموه حفظه الله ورعاه على صحة المواطنين.
| 
