editorial picture

الهيمنة الإعلامية لن تحجب جرائم إسرائيل

صحيح أن الإعلام الصهيوني يهيمن على مفاصل القرار في الكثير من الدول حتى تلك الدول الكبرى، لكن الصحيح أيضاً أن كل ما تقوله تلك الأبواق الإعلامية لن ينطلي، وفي كل الأوقات، على الجميع، فتزيين وتجميل صورة إسرائيل ومحاولة إبعاد صفة القمع عنها لا يغيران من حقيقة أن إسرائيل كيان غاصب ومحتل لأراضي الفلسطينيين، وأنها تستخدم التعذيب على نطاق واسع ضد الفلسطينيين وأنها قتلت الآلاف منهم.
في بريطانيا انتقدت إحدى الصحف قيام سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن الدكتور غازي القصيبي بإدانة الممارسات الوحشية غير الشرعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. ولو جاء هذا الانتقاد للدكتور القصيبي من أي جهة أخرى ربما كان مفهوماً، لكن أن يأتي من قبل صحيفة يفترض أنها على اطلاع على الأوضاع فهو أمر لا يجوز إلا إذا كانت هذه الصحيفة تدور في فلك الإعلام الصهيوني المتحامل على العرب، وهو إعلام يحاول تقديم إسرائيل المجرمة «كواحة للديمقراطية» - حسبما يرددون صباح مساء.
إن كون إسرائيل تحظى بدعم سياسي غربي وبغطاء إعلامي مهيمن فإن ذلك لن يغير من حقائق الأوضاع على الأرض، ويعرف الكثيرون من الشرفاء حتى في دول غربية كيف أن إسرائيل تحاول فرض وجودها بقوة السلاح.
وقد أحال د. القصيبي منتقدي إدانته لإسرائيل إلى ما يقوله أبناء جلدتهم من اليهود الذين يعيشون بين ظهرانيهم، وبالتحديد النائب البريطاني اليهودي الديانة الذي قال لإحدى صحف لندن: «إن الصور التي نشرت عن المساجين الفلسطينيين وهم معصوبو الأعين قد بثت الهلع في نفسي وصفوف العديد من اليهود الذين يؤيدون إسرائيل» مشيراً إلى قتل إسرائيل العام الماضي أكثر من ألف فلسطيني من بينهم رضع وأطفال صغار.
إن القفز على حقائق الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وما تقوم به إسرائيل من جرائم ومحاولة إيجاد المبررات لإسرائيل، كل ذلك يسهم في تعقيد المشكلة القائمة.وكان ينبغي على وسائل الإعلام، بما فيها البريطانية، إبراز الحقائق كما هي والوقوف إلى جانب الحق، فهي إن فعلت ذلك ستسهم وبصورة فاعلة في تهيئة الأجواء نحو التسوية من خلال خلق رأي عام عالمي يضغط على إسرائيل ويجبرها على التعاطي بصورة جادة مع الأسس العادلة للسلام.


jazirah logo