بعد حصوله على البورد الأمريكي في علاج أعصاب الأسنان
د. الفوزان لـ « الجزيرة »:اكتشافي العلمي فريد من نوعه على مستوى العالم لعلاج ضاحكة سنية سفلى بأربع قنوات

حوار فهد المطرفي
قبل أسابيع قليلة أوردت بعض صحفنا المحلية خبراً صغيراً حول منح الهيئة العامة الأمريكية لجراحة أعصاب الأسنان شهادة البورد الأمريكي في جراحة وعلاج أعصاب الأسنان لأحد الأطباء السعوديين. وهذه الشهاة تعتبر أعلى درجة علمية عالمية في هذا المجال. وقد مر هذا الخبر مرور الكرام ولم تسلط الأضواء على هذا الإنجاز الكبير حيث يعتبر الدكتور خالد الفوزان الطبيب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني أول من يحصل على هذه الدرجة العلمية في منطقة الخليج والثاني على مستوى الشرق الأوسط. وحتى نسلط الضوء على هذا الإنجاز إليكم هذا اللقاء مع الدكتور الفوزان.
كان لنا
س 1: د. خالد في البداية نهنئكم على نيلكم هذه الشهادة العلمية العالمية ونرجو إعطاءنا فكرة عن هذه الشهادة وكونك أول سعودي يحصل على هذه الدرجة العلمية في هذا المجال؟
في البداية أشكر لكم اهتمامكم وهذه الشهادة العلمية التي حصلت عليها أقدمها هدية لهذا الوطن المعطاء الذي يراعي أبناءه في جميع المجالات وهذا أمر ليس بالمستغرب على ولاة الأمر الذين يدعمون الحركة العلمية والتعليمية في هذا البلد وما حصلت عليه ما هو إلا ثمرة لهذا العطاء المستمر أرجو من الله أن ينفع هذا الوطن بأبنائه وهذه كلمة حق لا بد من ذكرها إذ ان الفضل ينسب لأهله وأخص بالشكر معالي الدكتور/ فهد العبدالجبار لما بذله ويبذله من أجل خدمة مدينة الملك عبدالعزيز الطبية فوجوده وتوجيهاته وحماسه كان له الأثر الكبير في مسيرتي العلمية وكذلك على أداء المدينة الطبية ككل.
أما بشأن هذه الشهادة العلمية فهي تمنح من قبل الهيئة العامة الأمريكية لجراحة أعصاب الأسنان وهي هيئة مستقلة تمنح شهادة البورد الأمريكي في جراحة وعلاج أعصاب الأسنان وهي عبارة عن أعلى درجة علمية وعالمية في هذا المجال.. وللحصول على هذه الشهادة لا بد للطبيب ان يجتاز ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى وتشمل أداء اختبارات تخصصية دقيقة للغاية في ذات المجال وتستلزم الدراسة والمراجعة المستفيضة لكل ما تلقاه الطبيب في سنوات دراسته السابقة إضافة إلى اطلاعه الدؤوب على كل جديد في هذا العلم حيث تتسم هذه المرحلة بربط الطبيب بكل ما هو جديد من أبحاث وكتب وتقارير في مجال أعصاب الأسنان.
المرحلة الثانية وهي مرحلة التطبيق والممارسة الفعلية لكل تلك المعارف والعلوم التي تلقاها الطبيب بعد اجتيازه المرحلة الأولى وهي مرحلة يغلب عليها الطابع الاكلينيكي بمعنى علاج حالات معقدة للغاية تميز من أراد الحصول على تلك الشهادة عن غيره من اخصائيي الأعصاب وتتطلب هذه المرحلة المتابعة الدقيقة لفترة أقلها سنة على تلك الحالات والوقوف على نتائج العلاج وهذه المرحلة تختلط مع الأولى من ناحية ان الطبيب لابد ان يستمر في زيادة اطلاعه على كل ما هو جديد من الأبحاث العلمية فلا يعني انهاء المرحلة الأولى انفصال الطبيب عن المذاكرة والمتابعة لكل ما هو جديد بل ان هذا شيء متعارف عليه طبياً إذ ان الطبيب لابد ان يطلع على كل ما هو جديد ومتقدم للرقي بنفسه علمياً ولفائدة المرضى على وجه الخصوص.
المرحلة الثالثة وهي المرحلة الأخيرة التي يتم فيها فحص ما توصل إليه الاخصائي في المرحلتين الأولى والثانية وما نتج عنهما من فائدة علمية وعملية على الاخصائي إذ تعقد لجنة يشارك فيها تسعة من أشهر وأكبر البروفسورات في مجال طب وجراحة وعلاج جذور الأسنان على مستوى العالم وهم في الغالب من المنظرين في مجال التخصص، ولا بد في هذه المرحلة وأثناء الاختبار الشفوي ان يبين الطبيب فلسفته في العلاج وما هي الأسس والأبحاث العلمية التي استند إليها في كل مرحلة من مراحل علاجه للحالة كذلك يشمل هذا الاختبار ما لدى الاخصائي في علوم ومعارف في التخصصات الرديفة التي تساعد الاخصائي من اتخاذ قراره العلاجي وعلى ضوء ما لدى الاخصائي من مخزون معرفي علمي متقدم يمنح هذه الشهادة والمدة القصوى لإنهاء هذه المراحل الثلاث هي عشر سنوات يستوجب على الاخصائي اجتيازها في تلك المدة علماً بأن 10% من المتقدمين لهذه الشهادة يجتازون تلك المراحل.
ولله الحمد والمنة انهيت تلك المراحل الثلاث في زمن قياسي وهو ما يقارب الأربع سنوات وقد كنت أول من يحصل على هذه الدرجة العلمية في منطقة الخليج العربي والثاني على مستوى الشرق الأوسط.
س2: بودنا لو تحدثنا دكتور عن أهم المحطات العلمية بحياتك؟
1 تخرجت من جامعة الملك سعود كلية طب الأسنان عام 92م بتقدير جيد جدا وكان ترتيبي الثاني على دفعتي.
2 ابتعثت للولايات المتحدة الأمريكية عام 1995م والتحقت بجامعة جنوب كاليفورنيا وحصلت على شهادتين خلال فترة السنة:
أ الدبلوم العالي في علاج جذور وأعصاب الأسنان.
ب شهادة الماجستير في تعليم طب الأسنان من نفس الجامعة.
3 حصلت على الناشونال بورد الأمريكي عام 1998م من الهيئة الأمريكية لطب الأسنان «ADA» وهي شهادة تؤهل الحاصل عليها للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية.
4 حصلت على البورد الأمريكي في جراحة وأعصاب الأسنان عام 2002م.
5 عملت على وظيفة بروفسور مساعد في جامعة كاليفورنيا كلية طب الأسنان عام 1997 1999م.
س3: ما هي أهم الاكتشافات العلمية والأبحاث التي أجريتها؟
أولاً: فيما يخص الاكتشافات العلمية وفقت في اكتشاف علمي فريد من نوعه على مستوى العالم وهو عبارة عن علاج ضاحكة سنية سفلى بأربع قنوات مسجل هذا الاكتشاف العلمي في الجمعية الأمريكية العالمية لأطباء أعصاب الأسنان في اجتماعها 57 المنعقد في مدينة هاوي عام 2000م وقد منحت شهادة تقدير من الجمعية وأشيد بهذا الاكتشاف الذي تم على يد أحد أبناء المملكة العربية السعودية وقد أشار إلى هذا راعي المؤتمر، وتم نشر هذا الاكتشاف الأول من نوعه في مجلة علمية متخصصة على مستوى العالم، «المجلة العالمية لأعصاب الأسنان»، وذلك لتميز البحث وأهميته. وهذه المجلة لا تنشر إلا الأبحاث المتميزة على مستوى العالم.
ثانياً: أجريت أبحاثاً عدة في دراسة مدى التئام الجروح الجراحية وهذه الأبحاث تهدف إلى معرفة التطور البيلوجي للخلايا المتعددة بعد الجراحات بقصد ايجاد طريقة سريعة وآمنة لالتئام الجروح الجراحية للتخفيف من معاناة المرضى والسيطرة على المضاعفات الحادثة بعد العمليات الجراحية.
ثالثاً: بحث علمي متخصص عن احصاء نسبة القنوات المنعكسة على شكل «C» وقدم هذا البحث للجمعية الأمريكية العالمية لأطباء أعصاب الأسنان وسجل ذلك في الاجتماع 589 ونلت عليه شهادة من الجمعية وتقديرها باعتباره أول بحث في هذا المجال وقد نشر هذا البحث في المجلة العالمية لأعصاب الأسنان وذلك لأهميته وتميز الدراسة والنتائج فيه.
رابعاً: بحث متخصص قدم للجمعية الأمريكية لأطباء أعصاب الأسنان عن نسبة كسر وفصل أجهزة البورفايل في علاج جذور وأعصاب الأسنان وذلك في اجتماعها السنوي رقم 59، عام 2002م. وهذا البحث يهدف إلى رفع نسبة نجاح عمليات أعصاب الأسنان.
خامساً: نشرت أول دراسة متميزة عن مدى فاعلية التعليم المستمر في المملكة العربية السعودية في مجال طب الأسنان وعن احتياجات أطباء الأسنان ومدى فاعلية المؤتمرات المقامة لذلك الغرض وقد نشر في المجلة السعودية لأطباء الأسنان وفي المجلة المصرية لأطباء الأسنان، وقد كانت الدراسة عبارة عن جزأين، الجزء الأول اكلينيكي، وهو المنشور في المجلة السعودية لأطباء الأسنان والجزء الثاني في العلوم الأساسية في طب الأسنان وهو المنشور في المجلة المصرية.
سادساً: قمت بنشر العديد من الأبحاث العلمية على المستوى المحلي والعملي والعالمي لا يتسع المجال لذكرها وألقيت العديد من المحاضرات في العديد من المحافل العلمية على مستوى العالم وقد تم وضع اسمي في كتاب المنظومة العالمية «Whoصs is who?» وسوف يصدر عام 2003م. وهذا الكتاب ينشر أسماء وإنجازات المتميزين على مستوى العالم في جميع التخصصات والذين قدموا للعلم والحركة العلمية ما هو جديد ومميز في فترة وجيزة بما يخدم الحركة العلمية الطبية العالمية تقديراً وعرفاناً بما قدموه ويصدر في الولايات المتحدة الأمريكية.
س4: ما هي أهم طموحاتك في مجال دراستك في الفترة القادمة وكيف تنظر لمستوى طب الأسنان في المملكة حالياً؟
الطموحات كثيرة ولله الحمد، فإن هذه البلاد توفر لكل مجتهد الفرصة والبيئة المناسبة لتحقيق ما هو جديد ومفيد، وأنا الآن عاكف على إعداد مجموعة من الأبحاث سوف ترى النور قريباً أرجو من الله ان يكون فيها فائدة لأبناء هذا الوطن وأن تسهم في إثراء الحركة النهضوية لهذا البلد الكريم إذ إن المطالع عن كثب يرى هناك طفرة علمية وثقافية واجتماعية تسير جنباً إلى جنب مع بعضها وهذا دليل على أن الأمور مخطط لها من لدن خبير عارف بما يريد وأرجو ان اكون عند حسن الظن إن شاء الله.
أما فيما يخص مستوى طب الأسنان في المملكة حالياً فهو ليس في حاجة إلى ايضاح ذلك ان الرعاية الطبية ككل في المملكة تعد في مستوى عال جداً ومتقدم ويندرج ذلك على طب الأسنان فمستشفيات المملكة لها كوادر طبية متخصصة على أعلى درجة علمية من التخصص تضاهي أشهر المستشفيات على مستوى العالم وهذا كله يرجع إلى جهود ولاة الأمر في العناية بكل ما هو مفيد ومتقدم في الطب وتسخير كافة الطاقات للرقي بالمستوى الطبي في المملكة مع جعل ذلك الاهتمام يؤتي ثماره المتمثلة في هذه النهضة الطبية الشاملة.