د. كريمان عبدالسلام مؤكدة أهمية تنمية أحاسيس الأطفال:
الوسائط التعليمية ما قبل الدراسة تُعّد الصغار للحياة المستقبلية

  * الرياض روضة الجيزاني:
تمثل الوسائط التعليمية لدى الأطفال القدرة الفاعلة في اكسابهم القدرة التعليمية في مرحلة ماقبل المدرسة حيث تنمي الوعي بالاحساس وتنبه بالاضرار الناتجة من التلوث البيئي، فهي تشكل عنصراً هاماً ايضاً في الحصول على المعلومات الصحيحة من خلال ماتعرضه من معلومات تشويقية وجذابة.
وقد أجريت العديد من الأبحاث على مجموعة من الأطفال من اعمار 5 ـ 6 سنوات عن مدى فاعلية الوسائط التعليمية في فهم الاطفال تحدثنا عنها الدكتورة كريمان عبدالسلام بدير استاذ مساعد بكلية البنات عين شمس واستاذ مشارك بكلية الزراعة جامعة الملك سعود. حيث تقول:
يلعب التصميم التعليمي دوراً هاماً في اعداد التلاميذ للحياة في المجتمع، ويعد استخدام الوسائط المتعددة مصدراً هاماً من مصادر الحصول على المعلومات لانها تسهم في تطويع اكثر من حاسة من حواس المتعلم، كما تتنوع من خلالها المصادر وتقلل من التحيز الثقافي في محاولة لربط التعليم بالمجتمع ومشكلاته، حيث يجب على القائمين بالعملية التعليمية توجيه محتوى التعليم لحل المشكلات البيئية بأساليب تكنولوجية لتحقيق الاهداف الوطنية والعصر الحالي يؤكد على ان دور المعلمين لايقتصر على سرد المعلومات من خلال المادة التعليمية فحسب بل يجب ان يساهم في خلق جيل قادر على المشاركة بفاعلية في حل المشكلات المحيطة به.
وعن الوسائل المبكرة للارتقاء بوعي الطفل للتقليل من اخطار التلوث البيئي اشارت الى انه على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذل من قبل المسؤولين لتقليل اخطار التلوث البيئي إلا أنه من المجدي ان نعتمد على ان الفرد يعتاد السلوك الذي نشأ وتربى عليه منذ الصغر وهذا من الممكن ان يأتي من خلال العملية التعليمية في الطفولة المبكرة للارتقاء بمستوى المتعلمين الحضاري واكسابهم الوعي بهذه المشكلة اما الاسباب، فقد أقرت منظمة الصحة العالمية ان تلوث البيئة يحصد عدد خمسة ملايين طفل بسبب تلوث المياه والحشرات ويموت خمسة وثلاثون الف طفل في سن الخامسة كل عام بسبب التلوث لأن الاطفال ليسوا قوة للتصدي او المشاركة في مقاومة التلوث، كما ان هناك ملاحظة على الاطفال في مرحلة الحضانة ورياض الاطفال بوضع الاشياء في الفم دون دراية بالتأثيرات الناتجة عن ذلك، وقد اثبتت نتائج الابحاث في هذا الصدد ان ابتلاع قدر ضئيل من الرصاص المكون للاوراق يرفع نسبة الرصاص في الدم وهذا بدوره يؤدي الى حدوث تلف في الجهاز العصبي وتأثيرات سامة على وظائف الدم والدماغ مثل اوراق الصحف والتواليت ومص اقلام الرصاص والمأكولات المكشوفة.
علاقة السرطان بالمياه الملوثة
كما أقرت منظمة الصحة العالمية 1984 ان هناك علاقة بين ظهور بعض الاورام السرطانية عند الاطفال وشرب المياه الملوثة التي ترتفع بها نسبة النترات والتي تتحول الى نيتروز أمين المسرطن، وأوضحت الدراسات ان انتشار مرض الكبد الوبائي يأتي بسبب مياه الشرب الملوثة بالفضلات الآدمية ويأتي الاطفال عن طريق تلوث اواني الطهي وغسلها في مياه ملوثة بالفيروس، ومن هنا علينا توعية الاطفال منذ الصغر بخطورة مشكلة التلوث البيئي كلما ساعد هذا على اكتسابهم عادات مرغوبة توجه سلوكهم نحو هذه القضية.
دور الوسائط في التعليم
وعن فاعلية الوسائط التعليمية في تعليم الطفل، قالت الدكتورة كريمان عبدالسلام:
تعد دراسة فاعلية الوسائط المتعددة في تكوين الوعي بالتلوث البيئي إحدى ركائز استراتيجيات الاتصال داخل الروضة التي تحقق الاستثارة والفاعلية لتسهيل عملية التعليم والتي من الممكن ان تسهم في تحقيق الوعي المبكر لفهم التلوث واشارة الى دراسة ليمومن 1996 الى ان اهمية التعليم باستخدام التكنولوجيا اظهرت هذه الدراسة علاقة التفاعل بين الوسائط المتعددة وتعليم الاطفال من سن « 3 ـ 5 سنوات» باستخدام الفيديو والمواد الصوتية والصور واستطاعت تحقيق الاتصال بين الاطفال والمادة التعليمية حيث كان الاطفال من البداية يستكشفونها واوضحت هذه الدراسة مزايا عديدة للوسائط المتعددة منها:
الايجاز والتخليص واستخدام الفن كعناصر محببة للطفل، كما اشارت عدة دراسات الى ان استخدام الوسائط المتعددة سهلت من اكتساب الاطفال القدرة في تعليمهم معلومات بيئية بطريقة فردية في اعمار 3 ـ 6 سنوات، كما ان تنشيط برامج تعليم طفل ما قبل المدرسة واختيار المواد والاجهزة في هذا تدعم معارف الاطفال نحو الطبيعة ونموهم الطبيعي والاجتماعي وذلك يستوجب تنظيم الفصل الى مناطق للاكتشاف والرسم والحركة على ان التزاوج بين مواد سمعية وبصرية يعد ضرورياً للتعلم داخل الفصل المدرسي، اما الموضوعات فيجب ان تضم الطعام، الغذاء، وعلوم الغذاء، وتنظيم الوجبات، ولكي نستطيع تيسير وتسهيل عملية التعلم منذ الصغر يجب توفير الوسائط التعليمية من اجل الوقوف موقفاً ايجابياً منها ومعرفة كيفية التصدي لها.