Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

د. عثمان العامر على هامش ورشة عمل المجلس العربي للطفولة: د. عثمان العامر على هامش ورشة عمل المجلس العربي للطفولة:
شبابنا يخدعه السراب والبريق.. والعولمة الحالية ذات وجهين
الطفل العربي يفتقر إلى الإشباع العاطفي ويعاني ازدواجية المعايير

  الدكتور عثمان صالح العامر عميد كلية المعلمين بحائل واحد من ابرز الباحثين الشبان في الثقافة العربية والإسلامية.. فهو استاذ مشارك في الثقافة الإسلامية وحاصل على جائزة التفوق العلمى عن دراسته المهمة «مقومات النهضة في الفكر القومي العربي- دراسة نقدية في ضوء الإسلام»، كما فاز بجائزة الأمير محمد بن فهد الخيرية عن دراسة لمراكز الاحياء التطوعية- رؤية تأصيلية، لا يقصر د. العامر دراساته على تخصصه الدقيق، وانما يمتد برؤاه من الاقتصاد إلى الإعلام.. ومن الطفولة إلى المرأة.. ويوظف العلوم الاجتماعية المختلفة في محاولة جادة لفهم الواقع وتأصيل قضاياه وطرح رؤية إسلامية متفردة بعيداً عن مشاريع التغريب.. التقيناه على هامش الورشة التي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية وكان هذا الحوار:-
* القاهرة مكتب الجزيرة- شريف صالح:
* شاركت في ورشة المجلس العربي للطفولة والتنمية الذي يبحث عن التنشئة الاجتماعية والاخلاقية للطفل. ما سر اهتمامك بهذا الجانب تحديداً؟
- بداية أتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية وللدكتور حمد العقلا الأمين العام على الدعوة الكريمة للمشاركة، واتمنى ان يتحقق للمجلس مزيد من الفاعلية والتقدم.
أما اهتمامي بتنشئة الطفل العربي فتأتي بحكم عملي كعميد لكلية المعلمين بحائل المسؤولة عن تخريج أجيال للتدريس في المرحلة الابتدائية. ومن ناحية اخرى ألاحظ ان الاسرة العربية عندما يبدأ الشاب حياته الزوجية يتضح عدم استيعابه للمسؤولية، ولذلك ترتفع نسبة الطلاق والمعاناة التي يدفع ثمنها الأطفال نتيجة الصراع بين الزوجين. وعلى الرغم ان تحديد الامم المتحدة للطفولة حتى سن 18 يحتاج إلى اعادة نظر في رأيي، الا انه اذا سلمنا بهذا التحديد العمري نجد ان الكثير من شبابنا يخدعه السراب والبريق ولا يعرف حقيقة ما يفعل الا بعد فوات الاوان، ومن هنا اسعى في هذا البحث الى تحمل مسؤولياتي كرجل تربوي وكأب تجاه الاجيال الناشئة وتجاه مستقبل امتنا العربية والإسلامية.
* كيف ترى الصعوبات التي يواجهها الطفل العربي حاليا؟
- في ظل العولمة المطروحة حاليا نجد وجهين لها، وهمي يدندن البعض له عن جمع الاسرة العالمية والتعايش السلمي بين افرادها، ووجه آخر حقيقي يسعى لفرض الرؤية اللبيرالية الغربية البراجماتية على الشعوب الإسلامية، هذه النفعية تجعل المصالح هي المحرك في علاقات الآباء بالابناء، وهذا مغاير تماماً لما يدعونا اليه الفكر الإسلامي القائم على التراحم والتواصل، لذلك فالصعوبات ليست قاصرة على الطفل فقط ولكن على من يتولى تنشئته ايضا فهم يروجون لألعاب التسلية ولوسائل اخرى لإنمائه بطريقة لا تنمي مواهبه وعقليته، ويروجون له افكاراً دسيسة بالمقابل فإن الوضع لدينا يحتاج إلى وقفة.. فكم عدد الصفحات العربية التي يبث من خلالها افكار بديلة للطفل العربي؟ كما ان قنوات التربية لدينا تعاني من ازدواجية المعايير، فالبيت يربي على اخلاق معينة والمدرسة تربي على اخلاق مغايرة ثم نجد للشارع معايير ثالثة على سبيل المثال يقول الاب لابنه لا تدخن على حين يسمح لنفسه بالتدخين، والمدرسة تكلم الصغير بلغة فصحى والشارع يكلمه بالعامية، فالازدواجية موجودة في اللغة والثقافة والسلوك، وتجعل الطفل خاتمة المطاف يشعر انه مشتت الهوية ومفتقد للاشباع العاطفي.
* اذن ما الذي ينقص الطفل العربي تحديداً؟
- تنقصه المصداقية في التعامل معه، وهذا يوجب ان نكون صادقين مع انفسنا سواء اكنا آباء او امهات أو معلمين او ائمة مساجد، اعني بهذه المصداقية الا نجعل لنا تصرفات تختلف عن تصرفاتنا معهم، بل لابد ان تكون المعايير صادقة مستقيمة، تجمع بين الرحمة والجدية والحسم، واتمنى ان يسعى كل اب عربي وكل ام على ان يتدرب ويتعلم كيف«يمارس» دور الابوة حتى يساعد في اعطاء الطفل حقه من التقدير.
* باعتبارك مدير جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بحائل.. متى تأسست الجمعية وما هي اهم انشطتها؟
- جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية للخدمات الاجتماعية تأسست عام 1418هـ على يد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل سابقاً وأمير المدينة المنورة حالياً، وتشرف برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل ورئيس مجلس إدارة الجمعية وتضم الجمعية في عضويتها مجموعة من أبناء المنطقة من القضاة وحملة الدكتواره ورجال الاعمال، وهي جمعية وليدة فكرتها باختصار ايجاد مراكز في الاحياء السكنية تحقق لسكان الحي من جميع الفئات العمرية ما يصبون إليه، والجمعية تتمتع بلائحة تنظيمية وتلقى الدعم من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وجمع من الافراد ورجال الفكر والاعمال، ومازالت الجمعية في خطواتها الأولى من أجل تحقيق الامل المنشود ومن اجل التكاتف والتعاون والتلاحم بين ابناء المنطقة وابناء الحي الواحد.
* وماذا تقدم الجمعية من خدمات لابناء منطقة حائل؟
توجد في الجمعية ثلاث لجان فعالة، لجنة اصلاح ذات البين لحل المشاكل الاسرية والاجتماعية، ولجنة تيسير امور الزواج بالإعانات المعنوية والمادية للمقبلين على الحياة الاسرية واخيراً اللجنة الاجتماعية التي تهتم بأنشطة الشباب وتقيم البرامج الهادفة لاستغلال فراغهم.
* برأيك.. هل اضافت الجمعيات الاهلية والخيرية الى المجتمع العربي؟
- اعتقد ان الجمعيات كان ومايزال لها دور فاعل ومؤثر، وهي الآن اصبحت منتشرة في كثير من مناطق العالم العربي، ومع انتشار حالات الفقر والحاجة يزداد الالحاح والطلب عليها، لكني أعتقد ان العالم العربي بحاجة ماسة إلى جمعيات متخصصة في مجالات معينة مثل جمعيات للطفولة واخرى للمرأة وثالثة للشباب، على ان يتحقق بينها التنسيق والتنظيم حتى لا تضطرب الاهداف وتضيع الجهود.
* وما الذي يميز الجمعيات الاهلية في المملكة عن غيرها؟
- اولاً دعم ولاة الامر، فهذا اهم ما يميزها، وكذلك التنظيم الواعي ودخول وسائل الحاسب الآلي، وان كانت تحتاج إلى تنسيق اكثر في بذل الجهد وبلورة رؤية واضحة، واعتقد ان معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية يولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً جداً، وعلى مستوى المنطقة في حائل تحقق وجود مجلس تنسيقي للجمعيات برعاية ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة الذي تبرع بإنشائه حرصاً على توفير الجهد والوقت وتنسيق الادوار.
* قدمت العديد من الدراسات والابحاث في مجال الثقافة والاعلام مثل«مقومات النهضة في الفكر القومي العربي- دراسة نقدية» ومنها، مفهوم المواطنة في الفكر الغربي»، كيف تقيم الخطاب الاعلامي العربي بعد 11 سبتمبر؟
- للاسف اننا نجعل الاحداث هي المحرك لدائرة التفكير لدينا، لابد ان تكون لدينا خطط نطرح على ضوئها الافكار والرؤى، اما اذا كانت جميع أطروحاتنا وكل افعالنا عبارة عن ردود فعل وصراعات وهمية وحرب كلامية، فنحن في غنى عن كل هذا.. نعم نسمع ما يقوله الآخر لكن دون ان يؤثر على تغيير خططنا وما نرسمه من اهداف، وان نسعى لجعل ما يحدث في العالم في خدمة مصالح الوطن العربي والإسلامي. واذا كانت الاحداث الاخيرة لها عدة سلبيات الا انني اعتقد انه من الواجب الا تكون هذه السلبيات ملغية لما يجب ان نفعله نحو رؤيتنا المستقبلية وتخطيطنا في ظل واقعنا المعاش.
* طالما تحدثنا عن الخطاب الاعلامي العربي.. فما تقييمك لهذا الخطاب في مجال الطفولة؟ وهل يمكن ان تكون هناك صحافة متخصصة للطفل؟
- هناك بعض المجالات التي تصدر في المملكة وتتوجه إلى الطفل وتهتم به، وهي في مجملها ايجابية، وهناك برامج اعلامية تلفزيونية نالت قصب السبق وحظيت بالقبول الكبير لدى جمهور الاطفال، ولعل من اشهرها«مواهب وافكار» وان كان المطلوب من الأندية الادبية والجهات المعنية كوزارة المعارف مثلاً الاهتمام بهذا الجانب واعطائه حقه الاكثر فاعلية لأهمية رعاية الطفل خاصة في هذه السن.
وفي ختام حديثه قال الدكتور العامر باعتباره باحثاً في مجال الاعلام عن التطورات التي شهدتها«الجزيرة» مؤخراً: بحق ارى ان الإداري الناجح تظهر بصماته وبوضوح، والرجل الالف يكون لاياديه وضوح أكثر وأعتقد ان الاستاذ الفاضل«خالد المالك» أحد أولئك الرجال الذين قادوا حركة التجديد الرائدة، وهو من اولئك الذين يصدق عليهم لفظ الرجل الالف.. اذ باستطاعته هو وبجهده ومن خلال علاقاته ومحبة الآخرين له ان يستكتب الكثير من الكتاب، وان يفتح دائرة الحوار الحر الواعي والمدرك لمسؤولياته الوطنية، وان يناقش القضايا من خلال«عزيزتي الجزيرة» برؤية وادراك، وان يحقق للعاملين في هذه الصحيفة العزيزة الارتياح والفاعلية وان يقدم صورة الوطن من خلال الرحلات المتعددة لجميع مناطق المملكة بصورة متميزة فهنيئاً «للجزيرة» به، وهنيئاً له بهذه الثقة التي يوليها له كل محب لهذه الجزيرة، والامل يحدوني بأن يتحقق من خلالها التفاعل الحقيقي للكلمة الايجابية والرؤية الواعية الصحيحة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved