Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعض ثمرات سير الأنبياء والصالحين بعض ثمرات سير الأنبياء والصالحين
د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل

إن دراسة سير الأنبياء والمرسلين والأئمة المهتدين، والدعاة الصالحين الصادقين المخلصين وقراءتها والتأمل فيها، وبيان ما قاموا به من جهاد ومجاهدة متواصلين، ودعوة للناس من أجل تحقيق التوحيد، ورفع رايته، وإعلاء كلمة الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور - بإذن الله - ونبذ البدع باذلين في سبيل ذلك النفس والمال الولد، مرخصين الغالي والنفيس، صابرين محتسبين متحملين الأذى والعنت والصدود، له من الفوائد والثمار، وفيه من العبر والعظات للمطلع عليها والناظر فيها الشيء الكثير نورد ما ييسر الله لنا منها:
وقال: {پلَّهٍ وّلٌيٍَ پَّذٌينّ آمّنٍوا يٍخًرٌجٍهٍم مٌَنّ پظٍَلٍمّاتٌ إلّى پنٍَورٌ} والبقرة:( 257).
* والرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل كانوا قدوة في أقوالهم وأعمالهم وآدابهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وتعاملاتهم وجميع أحوالهم، وكذلك من نهج نهجهم واقتفى أثرهم، وسار على دربهم، ودعا بدعوتهم، وتتبع سيرهم، ضربوا أروع الأمثلة، وسطروا أعظم الشواهد، وأقوى الحجج، وأوضح البراهين على فضل القدوة وأهميتها، أثرها الواضح في جلب الناس، والوصول إلى أعماقهم، وكسب قلوبهم، وتأليفهم وجمعهم على الخير والصلاح وتعاونهم على البر والتقوى.
* وقال: {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا إن تّنصٍرٍوا پلَّهّ يّنصٍرًكٍمً وّيٍثّبٌَتً أّقًدّامّكٍمً} محمد: (7).
د - الاستفادة من منهجهم القويم وطريقهم السليم الذي من خلاله استطاعوا ان يصلوا إلى قلوب الناس، ويمتلكوا عقولهم، ويكسبوا محبتهم ويتأثروا بدعوتهم، فيقفوا معهم، ويناصروهم، ويتعاونوا معهم، ويدافعوا عنهم.
هـ - التعرف على ما خلفوه من تراث عظيم، وتاريخ قويم، ومسيرة حميدة، صار مضرب المثل، ومحط النظر وعبرة لمن يعتبر، يستفاد منه كمنهج حياة، وطريق سلامة، وسبيل نجاة، وفلاح وسعادة في الدنيا والآخرة.فإنه لم يخل قرن من القرون التي كثرت فيها البدع، والشرك والخرافات والاستعانة بالأموات من علماء ربانيين، ودعاة مصلحين، يجددون لهذه الأمة أمر دينها، بالدعوة والتعليم، والقدوة الحسنة وينفون عنه تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، كما يقومون برد الشبهة وقمع الملحدين، وتأييد شريعة سيد المرسلين، وذلك مصداقاً لما ورد في الحديث الذي رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها) ولقد كان الشيخ الكبير والمصلح الشهير، الداعي إلى توحيد الله العلي الكبير محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - من أولئك العدول المجددين، والمصلحين المخلصين، الذين كان لهم الفضل بعد الله في تحقيق التوحيد في هذه البلاد المباركة ونشر العلم الصحيح المستمد من المنبعين الصافيين، والمصدرين الأصليين لهذا الدين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى عادت شعائر الإسلام، ومبادىء الدين الحنيف غضة طرية، يتفيأ ظلالها ويعمل بها كل من عاش في هذه البلاد أو وطأت أقدامه أرضها.

(*)وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved