سلوكيات إدارية تفيض خوفاً ونفاقاً!

يقول الكاتب يوسف القبلان في إحدى مقالاته التي ضمنها كتابه (أفكار إدارية) ان مدير الإدارة كتب مذكرة داخلية يطلب فيها من الزملاء تعبئة نموذج لإعداد دليل يخدم المنظمة ككل ولكن تجاوب الزملاء لم يكن مشجعاً برغم انه أكد الطلب السابق بمذكرة إلحاقية ومع ذلك لم يلق هذا الاستجداء آذاناً صاغية.
وأمام هذا المأزق وللحاجة الماسة لهذا الدليل اضطر مدير الإدارة إلى كتابة مذكرة ثانية ولكنها هذه المرة بتوقيع المدير العام، وكانت المفاجأة ان بعض الزملاء بمجرد تسلمهم لهذه المذكرة بادروا إلى الهاتف للإفادة بأنهم سوف يرسلون النموذج بأسرع ما يمكن، وبرر بعضهم التأخير بسبب عدم توافر النموذج ووعد آخرون بإرساله والنتيجة واحدة وهي ان الاستجابة هذه المرة تحققت!
وتساءل القبلان قائلاً: لا أدري كيف أعلِّق على هذه الظاهرة ولكني أؤكد انها حدثت وأقترح إضافتها إلى أدبيات السلوك الإداري.
ونرى نحن ان ما فعله هؤلاء الموظفون إنما يكشف عن شيئين، النفاق عند البعض والخوف عند البعض الآخر، وهما صفتان موجودتان على الدوام في 70% من الموظفين لأسباب ربما يعود بعضها إلى السلوك الإداري المتوارث وإلى مؤثرات خارجية أخرى تخص كل موظف على حدة.