كثر الاهتمام ببرامج الصيف ولم يعد الحديث في الصيف منصباً على السفر فقط وهو مؤشر ايجابي على تزايد وعي الناس بأهمية قتل الفراغ بأشكال عدة بعضها متوفر وبعضها الآخر يتم توفيره.
من المهم جداً ألا يترسب في الاذهان أن قضاء مثل هذه الاجازة يعتمد على الترفيه والتسلية ولا كذلك على تنفيذ برامج جادة ولعل إمكانية خلق منطقة وسطى بينهما أكثر نفعاً وملاءمة. ومن هنا وجب التفكير عمن يمكنه توفير مثل ذلك سواء من الجهات الحكومية أو القطاع الخاص.
في الماضي كان كافياً لمدينة مثل الرياض اقامة ثلاثة مراكز صيفية تفتح ابوابها قبل الظهر وتغلقها حوالي العاشرة مساء لتمارس خلالها انشطة متنوعة ومتعددة منها الرياضية والثقافية والفنية وتستوعب اعداداً كبيرة من الشباب ولا تحتاج إلى كثير من الامكانات. ومع ذلك كانت انشطتها تسير بشكل تلقائي وتحقق للمشتركين المتعة والفائدة وتتجاوزهما إلى صقل امكانات الموهوبين منهم وابرازهم، كذلك كانت المكتبات العامة التي لا تتجاوز الثلاث تتلقف مجموعة اخرى من الباحثين عن متعة القراءة يتسلون ببعض القصص التي لا يمكن لهم الحصول عليها إما لعدم قدرتهم على شرائها وإما لعدم توفرها في السوق. ومع ذلك تستوعب هذا الكم المتدفق من الناس وتوفر لهم الاجواء المريحة للقراءة والاطلاع والاستعارة.
واليوم ومدينة مثل الرياض تغص بالناس وبمشاريع الترفيه وبالاندية الرياضية وبالمراكز الصيفية وبالمكتبات المتعددة وبمقاهي الانترنت وبالاندية الصحية وتعجز عن اقناع الشباب بأن بإمكانهم وضع برنامج يلائمهم ويتوافق مع اهتماماتهم يقضون خلاله اجازة الصيف، والسبب يعود إلى عيوب تشغيل مثل هذه الاماكن وهي عيوب متنوعة مثل الاسعار ومواعيد العمل وتصنيف المرتادين والمسافات الفاصلة والانظمة الداخلية لهذه المشاريع والانظمة الخارجية التي تحكمها. من ذلك فإن اعادة النظر في امور كهذه يمكن لها أن تحقق ظروفاً أكثر ملاءمة إذ لا يمكن اقامة مثل هذه المشاريع دون وضع المرتاد في الاعتبار.
فإذا ما وفرنا له السعر المناسب والمواعيد الملائمة لظروفه والاجواء المناسبة له ولأسرته والمقتنيات التي يحرص على استخدامها أو الاطلاع عليها فما الفائدة من اقامة هذه المشاريع اصلاً ولماذا تقام إذا كانت ستقيدها الانظمة بحيث تقلل فاعليتها أو ترتفع اسعارها للحد الذي لا يجعل المستهدفين يستفيدون منها ثم وهذا مهم جداً احاطة هذه المشاريع بأجواء من الثقة وتقديم حسن الظن وعونه على تحقيق اقصى قدر من اهداف اقامته في اطار انظمة مناسبة محكومة بضوابط محددة وواضحة لا تعطي لأحد فرصة المزايدة على قدرتها في تحقيق المصلحة.
| 
