تغنى بها الشعراء واشتاق لها طلال مداح:
المغرب.. جمال وحضارة (بالزاف يا لزاف)

  * كتب أسامة النصار:
تعتبر المملكة المغربية الشقيقة من أجمل بلدان الوطن العربي بل انها تحتضن اجمل مدن العالم من حيث المناخ المعتدل والبيئة السياحية الأكثر ملاءمة لكل فئات السياح مزجت بين الضيافة العربية الأصيلة والطبيعة الخلابة.
(الجزيرة) شاركت في زيارة نظمتها الخطوط الملكية المغربية ممثلها بمكتبها الاقليمي في الرياض ضمن وفد ضم عددا من رجال الاعمال والإعلام اليكم بعض تفاصيلها:
(صباح الخير)
* خط الوفد رحاله فور وصوله الى العاصمة التجارية والاقتصادية في المغرب الدار البيضاء المعروفة ب (كازبلانكا) حيث كان الوقت صباحا والناس في حركة دؤوبة كل في طريقه الى العمل والطقس مشبع بالهواء العليل والبساط الأخضر يغطي جل المساحات في منظر لا يتوفر إلا في بعض المناطق الأوروبية وبعد استراحة قصيرة في اشهر فنادق كازبلانكا حياة ريجنسي الذي يتوسط العاصمة التجارية قام الوفد بجولة على اشهر الأماكن السياحية والتاريخية حيث كان من ابرزها مسجد الحسن الثاني الذي يقع على ضفاف شاطىء الدار البيضاء وترتفع منه اعلى منارة في العالم بطول (200) متر وهو يعد من ابرز معالم هذه المدينة والمغرب بصفة عامة ثم اتجهت الجولة إلى الأسواق الشعبية القديمة التي تعطي نموذجاً قريباً من الأسواق العربية القديمة وبها كل المنتوجات وخاصة الشعبية حيث حرص الجميع على اقتناء الجلابية المعروفة لدى الجميع بالأضافة الى الجلابيات النسائية والفستان المغربي المميز المعروف و(التكشيطة) وكذلك النعال المغربية (البلغة) التي تعيد ذاكرة مرتاديها الى عصور التقدم العربي قديما وتميزهم في ثقافتهم وزيهم ذي الرونق الخاص.
هكذا كان وجه الدار البيضاء صباحا بينما في المساء ومع غروب الشمس ارتدت حلة جديدة جميلة خاصة في منطقة عين ذياب المطلة على البحر حيث المقاهي واماكن الترفيه وقوافل الناس الذين اختاروا هذا المكان بعد عناء العمل.
الوفد وجد ضالته في هذا المكان وانتشروا فيه يبحلقون في امواج البحر العالية ويستمتعون بالطقس بالذي لا مثيل له زاد جماله الشاي المغربي الشهير بمذاقه الخاص.
واليوم لم ينته الى هنا فكان موعد العشاء حيث اعد المضيف حفل عشاء بمطعم (الخيمة) العربي بمأكولاته المغربية الشعبية مثل الحريرة والبسطيلة والكسكس والطاجن والمشوي على الطريقة المغربية وزاد هذا جمالا انغام اللون الشعبي المغربي المشابهة لانغام السامبا في حيويتها.
(دار النخيل)
في اليوم الثاني اتجه الوفد الى المدينة التاريخية المعروفة (مراكش) وهي ثالث اكبر المدن المغربية بعد كازبلانكا والرباط العاصمة حيث اسس هذه المدينة قائد الفتوحات الاسلامية يوسف بن تاشفين وتقع بين سلسلة من الجبال ويحدها في بعض اطرافها سهل خصب ترتكز عليه النخيل التي تشتهر به هذه المنطقة فقد حط الوفد رحاله في منتجع سياحي كبير يعرف ب (النخيل) يضم فندقا كبيرا اسمه (قولف بلاس) بالاضافة الى عشرات الوحدات السكنية من الفلل والشقق التي يتوسطها ملعب كبير للغولف وبعض المسابح والمجاري المائية.
بعضنا اصبح يشاهد الآخر ولسان حاله يقول هل لدينا في الوطن العربي مثل المنتجات السياحية والبعض لا يدري عنها والآخر يقول اين نحن من هذه الأماكن من زمان.
وبعد راحة من عناء الطريق ارتقب الجميع زيارة قرية على بلفلاح السياحية التي حدثنا عنها المراكشيون منذ وصولنا حيث يعمل فيها مئات الأشخاص يمثلون طاقم الخدمة والفرق الشعبية وتقديم الاستعراضات المختلفة مثل مداعبة الثعابين ونفخ النار.
وبعد جولة شاملة في هذه القرية تمثل مختلف الطقوس واوجه الطراز المعماري المغربي مدعما بمشاهدة العروض الشعبية واداء الرقصات تذكرنا تظاهرة الجنادرية التي نستتمع بها في كل عام جلسنا على مائدة العشاء التي ميزها (المندي) على الطريقة المغربية كما يعرف لديهم ب (المشوي) بالإضافة إلى الطنجية المراكشية المعروفة لدرجة جعلتنا نقول لمن قدمها لنا (مزيان بالزاف) كما يجب ان يقولها المغاربة.
وفي صباح اليوم التالي كانت الوجهة الى ابرز معلم مراكشي مغربي وهي ساحة جامع الفناء التي لا يتوقف فيها النشاط صباحا ومساءً وهي اشبه بسوق عكاظ قديما حيث يلقى فيها الشعر وتقدم فيها جميع الفنون ويباع فيها كل شيء قديم وحديث مما مكن هذا المكان ليصبح في سجلات اليونسكو الخاصة أهم المعالم الثقافية في العالم.وليس ببعيد عن هذا المكان تقع الكتبية التي تعدمن أشهر المعالم الثقافية والعلمية قديما وحديثا وتخرج منها العديد من العلماء وتحيط بها المحال التجارية والمطاعم والمقاهي وهي تعد بجانب ساحة الفناء اشهر مناطق الجذب السياحي في المغرب.
ولليل حياة في مراكش حيث توجد العديد من الاماكن الترفيهية والمقاهي في شارع فرنسا الشهير حيث قضينا بعض الوقت هناك تفرجنا فيه على بعض تفاصيل الحياة البسيطة للمغاربة الذين يميزهم اسلوب حديثهم الجذاب رغم صعوبته للمستمع الخليجي لكننا تعلمنا بعض الكلمات حتى اصبحنا نحس بحلاوة (الهدرة) المغربية كما يقولون عنها.
(بوابة الجنوب)
اغادير بوابة الجنوب كان لها نصيب من هذه الرحلة حيث تقع على البحر الابيض المتوسط ويحيط بها جبال شاهقة من جهة وسهل خصب من جهة اخرى توجد بها فنادق كثيرة وشهيرة وتوجد بها كل اوجه الترفيه البري والبحري وتتمتع بطقس جميل يميل إلى البرودة طوال العام مما جعلها مرتعا لكل سياح العالم.
استمتعنا فيها بالطابع الامازيغي العريق والراحة التامة وعذوبة الاسلوب المغربي المميز تفاصيل هذه الفترة باختصار كانت تجمع بين الطقس العليل والحضارة والضيافة المغربية ومتعة الأوقات كون سياح من كل العالم فيها وهذه كانت كل اوقات رحلتنا في المغرب.
(مشتاق للمغرب)
المغرب لم تكن غائبة عن عشق الخليجيين تحديدا لها فقد تغنى بجمالها عدد من الشعراء وغنى لها عدد من الفنانين ابرزهم الراحل طلال مداح حين قال (يالله يا طيار اعبر بنا فاس بانطر محبيني وهم خيرة الناس.. حبي لهم كالبحر من دون مقياس.. مشتاق للمغرب ولي قلب حساس) فالمغرب جمالها لا يقف عند حد أو مدينة معينة فجمالها يمتد في كل بقعة فيها من طنجة ونطوان شمالا إلى اغادير والعيون جنوبا بالاضافة الى فاس ومكناس والرباط والقنيطرة والجديدة والمحمدية والصخيرات وغارة وسجل جميل لا يقف عند حد معين.
(في الانتظار)
مدير الخطوط الملكية المغربية في الرياض الاستاذ رشيد عاجلي قال في حديث جانبي لي اثناء الرحلة إنهم يعولون على عدد كبير من سياح المملكة إلى المغرب هذا العام حيث بدأ العمل بطائرة جديدة كبيرة وحديثة على خط الرياض الدار البيضاء وتم اجراء كثير من الاستعدادات لتوفير مناخ سياحي ملائم للعائلات والعزاب في المغرب لاسيما وان الغالبية سينخفض توجههم إلى اوروبا وامريكا اعقاب احداث (11) سبتمبر.