Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بوش يريد كسب أصوات الناخبين اليهود بوش يريد كسب أصوات الناخبين اليهود

* واشنطن - خدمة الجزيرة الصحفية:
عند تصوره لمشروع سلام الشرق الأوسط الذي يحض على التخلص من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في أقرب فرصة ممكنة عاد الرئيس بوش إلى الشمال المغناطيسي لبوصلته السياسية والأخلاقية.
فلم يسبق لبوش أبدا أن احترم عرفات أو وثق به أو أحبه ورفض دوما دعوته إلى البيت الأبيض، ولكن كان الخط الأمريكي الرسمي يقول دائما ان عرفات - على الرغم من كل مثالبه - لا يزال هو الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ورفيق لا غنى عنه على طريق السلام.
لم يعد الامر كذلك الآن فمن خلال مطالبته بالتخلص من عرفات كشرط مسبق للمساندة الأمريكية للدولة الفلسطينية يرى بوش الآن أن الزعيم الفلسطيني غير قابل للإصلاح باعتباره يقف على الجانب الخطأ في صراع الولايات المتحدة ضد قوى الظلام المتمثلة في الإرهاب، وهذا التحول الذي يراه البعض فظا ويراه البعض محيراً ربما يمثل أقوى تأييد ممكن للرؤية الإسرائيلية للصراع الفلسطيني يقدمه رئيس أمريكي عبر عقود، وبذلك فقد يكون له تأثير هام على السياسة الأمريكية الداخلية وكذلك على السياسة الخارجية.
يقول سام لويس السفير الأمريكي السابق في إسرائيل في ظل إدارتي كارتر وريجان حسبما أذكر هذا هو أكثر القرارات حسما لرئيس أمريكي يقبل بالكامل التفسير الإسرائيلي اليميني لما يجب عمله لتحقيق السلام.
ويضيف بأنه يعكس الأولوية المطلقة التي يكنها الرئيس للحرب الشاملة على الإرهاب وهو قبول للمنطق الإسرائيلي القائل بأن حملتهم العسكرية في الضفة الغربية وغزة هي حرب على الإرهاب مثل حرب الولايات المتحدة علي الإرهاب.
وفي الشهور الأخيرة تعرض مذهب بوش المتمثل في عدم مساندة الدول التي تأوي أو تعضد الإرهابيين للاهتزاز مع مواصلة الإدارة التعامل مع عرفات علي الرغم من استمرار العمليات الانتحارية في إسرائيل.
ويقول بعض المراقبين في منطقة الشرق الأوسط أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية معقدة للغاية لدرجة لا تسمح برؤية الرئيس الممثلة في معنا أو ضدنا، وان الإدارة الأمريكية ليس لديها خيار سوي العمل مع عرفات، والواقع أن الإدارة نفسها منقسمة حول كيفية التعامل مع الأزمة.
ولكن كما يقول أحد كبار المسؤولين بالإدارة فقد نفذ صبر الرئيس، وقرر تغيير خطابه المؤجل لكي يضمنه نداء بالتخلص من عرفات على الرغم من أنه لم يذكره بالاسم ويقول المسؤولون ان العنف قد غير من طبيعة الخطاب.
ويصف ريتشارد بيرل مساعد وزير الدفاع في ظل إدارة ريجان تلك الخطوة بأنها « فات أوانها» وبأنها تفتقد الحكمة ويتساءل متى كانت آخر مرة سمعت رئيسا للولايات المتحدة يطالب بقيادة فلسطينية جديدة في الوقت الذي يرى عدد كبير من الناس على الأقل علنا أن عرفات هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني؟.
ويشير المحللون إلى أن مطالبة بوش بقيادة فلسطينية جديدة ومختلفة ولا تهادن الإرهاب تخدم أهداف السياسية الداخلية لكسب أصوات الناخبين وخاصة في الأوساط اليهودية.
ويبين استطلاع جالوب للرأي عن شهر إبريل أن نصف الأمريكيين يتعاطفون مع الإسرائيليين بينما يتعاطف فقط 15% مع الفلسطينيين، وفي نفس الوقت يرى بوش مدى معاناة والده بعد أن تورط في نزاع مع الإسرائيليين حول المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وقد تعامل جانب هام من الخطاب أيضا مع الحاجة إلى إصلاح فلسطيني للحكومة ودستورها وللنظام القضائي ولجهاز الأمن، وبعد الإصلاح فقط يمكن للقادة الجدد والجهود الكاملة للحد من العنف وإجهاض الإرهاب أن تؤدي إلى دولة فلسطينية.
وحسب رأي بيريل ما يقوله بوش هو إذا كنتم ترغبون في مساعدتنا يجب عليكم السعي لكسبها.
وعلى نفس النحو فإن المسألة هي الفلسفة الجوهرية لهذا الرئيس فهي شرط أساسي لكل شيء بدءاً من إصلاح التعليم إلى مضاعفة المعونة الخارجية وهي ما يتوقعه من العاملين معه ومن وزرائه وربما تكون الصفة المميزة لأسلوب حكمه.
وبينما يعلي الكثيرون من شأن فكرة المسألة فإنهم يشيرون إلى أن المبالغة فيها يمكن أن تدمر العملية بأكملها فيقول جيمس ستينبرج مستشار الأمن القومي في عهد كلينتون السؤال هو ماذا يفعل الناس للوصول إلى هناك؟ فإذا جعلت كل شيء شرطا مسبقا فمن الصعوبة البالغة الوصول إلى هناك.
وينتقد الخبراء العرب أيضا الرئيس بسبب وضع الكثير من الشروط بالنسبة للفلسطينيين بينما يطلب القليل من الإسرائيليين حتى يقوم الفلسطينيون بالإصلاح ونبذ الإرهاب، وغاب عن خطابه تماما ما أعلنه من قبل في 4 ابريل وهو المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من المناطق الفلسطينية.
وبينما يمكن لهذا الموقف المنحاز أن يقوض مصداقية الولايات المتحدة كوسيط أمين في مفاوضات الشرق الأوسط يعتقد السفير لويس أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد بعد.
ويقول بأن بوش لا يزال يؤمن بالدولة الفلسطينية وبالتسوية النهائية حتى ولو كان يفتقد الكثير من الأسس للوصول إلى ذلك والرئيس الآن قد أصبح أكثر انغماسا في القضية الإسرائيلية - الفلسطينية من أي وقت مضى ويضيف لويس أنني لا أعتقد أنه سوف يرضى بمجرد دور الوسيط.
وبالطبع خلال حملته الانتخابية عام 2000 انتقد بوش إدارة كلينتون بسبب هذا التورط الشخصي العميق، ومع ذلك بخلاف بل كلينتون يحاول بوش الاعتماد أكثر على مسؤولية أطراف النزاع في تحقيق تقدم في المنطقة، ويقول المحللون إذا فشلت هذه المحاولة لتحقيق السلام فإنه يمكنه القول انهم لا يريدون السلام حقا.

* كريستيان ساينس مونيتور» - خاص

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved