Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مقياس السلام لشهر حزيران 2002 في إسرائيل مقياس السلام لشهر حزيران 2002 في إسرائيل
80 في المائة من اليهود في إسرائيل يؤيدون عملية «الطريق الحازم»

  * عمان الجزيرة «خاص»:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ان أغلبية اليهود في استطلاع السلام لشهر حزيران تؤيد عملية «الطريق الحازم» رغم ادراكها ان ذلك لن يحل مشكلة الارهاب، وتؤيد إقامة الجدار الفاصل وخطاب بوش.
وقالت الصحيفة إن عملية «الطريق الحازم» تحظى مثل سابقتها «السور الواقي» في هذه الأيام بتأييد واسع في أوساط الجمهور اليهودي، مدركين بشكل واضح ان الهدف في هذه المرة هو بقاء جيش الدفاع في المدن الفلسطينية لفترة طويلة، هذا رغم التقدير السائد بأن السيطرة على المدن الفلسطينية يمكن ان تقلل من الارهاب بدرجة ملموسة لفترة زمنية قصيرة فقط. ربع المستطلعين فقط لا يصدقون ان تصريح شارون انه إذا توقفت الهجمات الفلسطينية فإنه مستعد للعودة إلى طاولة المفاوضات وان لديه خطة سياسية قادرة على لعب دور الأساس للتوصل للاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.
في الوقت الحالي تعتبر اقامة السور الفاصل من أفضل السياسات حتى وإن كان خط مساره سيترك جزءا من المستوطنات اليهودية خارج المساحة المحكمة السداد، هذا يحدث على ما يبدو في ظل التقدير بأن أغلبية صغيرة فقط في الجانب الفلسطيني تتحفظ من ارهاب الانتحاريين وان لا علاقة تقريباً بين تأييد الانتحاريين وسياسة إسرائيل تجاه السكان الفلسطينيين في المناطق.
وبالنسبة لخطاب بوش فهناك أغلبية واضحة في الجمهور الإسرائيلي اليهودي تؤيد المسار الذي يقترحه، رغم انه يتضمن دعوة لانسحاب جيش الدفاع للمواقع التي كان موجوداً فيها قبل اندلاع الانتفاضة الحالية وإلى تجميد المستوطنات وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية.
كانت هذه أهم المسائل التي تمخضت عن استطلاع مقياس السلام لشهر حزيران المعقود في يومي الثلاثاء والخميس 25 ـ 27 من شهر حزيران.
80 في المائة من المستطلعين يؤيدون أو يؤيدون جداً دخول جيش الدفاع إلى المدن الفلسطينية، علماً بأن هدف هذه العملية المعلنة هو البقاء هناك أطول فترة زمنية مطلوبة. هذا التأييد سائد أكثر في معسكر اليمين ولكن في أوساط معسكر اليسار أيضاً نجد تأييداً لعملية «الطريق الحازم» الأخيرة. نسبة المؤيدين في أوساط ناخبي شارون كانت 90 في المائة مقابل 68 في المائة في أوساط ناخبي باراك، و27 في المائة فقط ضد هذه العملية.
30 في المائة يعتقدون ان وجود جيش الدفاع في هذه المدن يمكن ان يقلل من الارهاب لفترة طويلة. الأغلبية 55 في المائة يتوقعون بأن يؤدي ذلك إلى تقليل الارهاب لفترة قصيرة فقط، وان يؤدي عموماً إلى تقليل الارهاب. 3 في المائة يعتقدون ان هذه الخطوات ستؤدي إلى زيادة الارهاب، والاستخلاص المطلوب من ذلك هو ان الجمهور مستعد اليوم على ما يبدو على خلفية العمليات الارهابية الشديدة في الأشهر الأخيرة ان يؤيد اتخاذ كل وسائل مكافحة الارهاب بما في ذلك إعادة السيطرة على المناطق مجدداً حتى وإن كان الأمر مجدياً لمدى قصير فقط.
ويتوجب ان نذكر ان أقلية قليلة من الجمهور الإسرائيلي اليهودي كانت تؤيد في الماضي اعادة احتلال المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.. ففي استطلاع مقياس السلام لشهر تشرين الثاني 2001 مثلاً تبين ان رُبع الجمهور اليهودي اعتقد بعد دخول جيش الدفاع للمدن الفلسطينية ان عليه ان يبقى لفترة غير محدودة، وضمن هذا المفهوم نحن نشهد إذاً تغيراً ملموساً في مواقف الجمهور الإسرائيلي اليهودي.
في المقابل تشير المعطيات إلى درجة عالية من الثقة في صدق نوايا شارون في العودة إلى طاولة المفاوضات إذا توقف الارهاب، ويصدقون تصريحاته حول وجود خطة سياسية لديها القدرة على ان تلعب دور الأساس للمفاوضات المستقبلية. 65 في المائة ادعوا انهم يصدقون أقواله مقابل 25 في المائة فقط قالوا إن شارون لا يمتلك مثل هذه الخطة بالمرة وانه غير معني فعلاً باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وبالمقارنة مع الإجابات التي تم التوصل إليها على السؤال الذي طرح في شهر شباط 2001 الماضي فقد كانت نسبة من يصدقون شارون هي 55 في المائة، ومن لا يصدقونه 30 في المائة، ومن الملفت للنظر ان نسبة من يصدقون شارون اليوم في أوساط اليسار تبلغ 49 في المائة وهي نسبة تفوق نسبة من لا يصدقونه «36 في المائة». وفي أوساط ناخبي اليمين نجد ان الفجوة بين من يصدقون شارون 75 في المائة وبين من لا يصدقونه 18 في المائة أكبر بكثير مما هو متوقع.
اليوم أيضاً مع البدء في التنفيذ العملي للجدار الفاصل نجد ان تأييد اتخاذ هذه الخطوة عال جدا كما كان عليه في السابق. 57 في المائة أيدوا هذه الخطة حتى عندما أوضح السؤال المطروح ان أي مسار من مسارات الجدار ليس معروفاً بشكل واضح، ومن الواضح أيضاً ان قسماً من المستوطنات اليهودية الموجودة في المناطق سيبقى خارج المنطقة المحصنة.. 34 في المائة فقط عبروا عن تحفظهم من اقامة جدار في هذه الظروف، وترك مستوطنات خارج الجدار يوضح على ما يبدو نسبة التأييد العالية في أوساط اليسار «75 في المائة» لهذه الخطوة، بينما كانت النسبة في اليمين 47 في المائة «مع» و41 في المائة «ضد».
تأييد إقامة الجدار يفسر بدرجة كبيرة من خلال الرؤية السائدة «67 في المائة» في ان اقلية قليلة فقط من الجمهور الفلسطيني تتحفظ من العمليات الانتحارية هذا الموقف الذي عبر عنه مؤخراً 200 مفكر فلسطيني في بيان نشروه في صحيفة «القدس». «14» في المائة فقط يقدرون انه قد يكون لهذا البيان تأثير واسع على مجموع الجمهور الفلسطيني، هذا بينما قال 46 في المائة ان تأثيره محدود، وقال 33 في المائة ان هذا البيان وغيره لا يمكن ان يؤثر على الجمهور الفلسطيني الواسع، ويجب ان نذكر ان التقدير في الجانب اليهودي بصدد التأييد الواسع للجمهور الفلسطيني للعمليات الارهابية يتساوى مع نتائج استطلاعات الرأي الفلسطينية المختلفة التي تعتقد بأن 70 في المائة وأكثر من سكان المناطق يؤيدون هذا النوع من الارهاب.
على هذه الخلفية من الملفت للنظر بشكل خاص النتيجة التي تفيد بأن 57 في المائة من الجمهور اليهودي تعتقد اليوم انه حتى إذا سهلت إسرائيل حياة الفلسطينيين في المناطق مثل تخفيف قيود الحركة وغيرها فإن الأمر لن يغير من مواقف الفلسطينيين المؤيدة للعمليات الانتحارية ولن يعزز الأصوات المعارضة لمثل هذه العمليات، أي انه يبدو ان الجمهور اليهودي في البلاد على قناعة بأن هذه العمليات ليست ناجمة عن السياسة اليومية التي تتبعها إسرائيل في المناطق.
قبل عدة أشهر إبان فرض الحصار على عرفات في رام الله وجدنا ان ثلثي الجمهور اليهودي في إسرائيل يؤيد التخفيف عن السكان الفلسطينيين في الحياة اليومية قدر المستطاع في موازاة مواصلة ضغوطها على عرفات، على افتراض ان هذا التوجه لم يتغير بشكل جوهري، ففي نفس الفترة حدثت عمليات ارهابية صعبة أيضاً، ومن هنا يمكن الاستخلاص ان الجمهور اليهودي يفصل بين الجانب الإنساني والجانب المنفعي في مواقفه من السياسة المتبعة مع السكان الفلسطينيين.
هل يوجد حل في الأفق من وجهة نظر الجمهور اليهودي إذاً؟ بعد ان طرحنا أهم النقاط الواردة في خطاب بوش كرزمة واحدة بكل عناصرها بما في ذلك دعوة جيش الدفاع للانسحاب حتى مواقعه ما قبل الانتفاضة وتجميد المستوطنات وانهاء الاحتلال، تبين ان هذا الخطاب يحظى بدعم يبلغ 26 في المائة من اليهود، في الوقت الذي يعارضه 31 في المائة، ويبدو ان ذلك يعود إلى ان توجيه متطلبات من إسرائيل في هذا الخطاب يحظى بدعم واسع في أوساط اليسار «76» في المائة «منه في أوساط اليمين 58 في المائة»، ومع ذلك نجد ان الجمهور منقسم بشكل متكافئ «46» في المائة و46 في المائة حول رأيه مع إمكانية تأثير هذه الخطة على تغيير الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين أو عدم تأثيرها.
كما وجدنا في السابق مواقف الجمهور العربي في أغلبية المسائل هي عكس ما وجدناه عند الجمهور اليهودي، فهناك مثلاً أغلبية حاسمة «86 في المائة» تعارض عملية «الطريق الحازم» و80 في المائة لا يصدقون بأن شارون يملك خطة سياسية وانه معني بالعودة إلى طاولة المفاوضات. في أوساط الجمهور العربي هناك أيضاً أغلبية لمعارضي اقامة الجدار الفاصل «60 في المائة»، وكذلك الحال لخطاب بوش «58 في المائة»، والمسألة الوحيدة التي يوجد تشابه فيها بين موقف الجمهور اليهودي والعربي في البلاد هي حول التقدير بشأن درجة دعم الفلسطينيين للعمليات الارهابية. اليهود والعرب على حد سواء يعتقدون ان أقلية من الفلسطينيين فقط تعارض هذه العمليات.
مقاييس السلام لهذا الشهر كانت: مقياس السلام العام 9 ،54 نقطة، مقابل 8 ،52 نقطة في العينة اليهودية. مقياس أوسلو 5 ،30 نقطة مقابل 3 ،27 نقطة في العينة اليهودية، ومقياس سوريا 5 ،37 نقطة مقابل 33 نقطة في العينة اليهودية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved