Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصيدة قصيدة
تساؤلات
تغريد الحامد

تسائلينني في حيرة لدى
الدموع
هل لي أن أحكي لك عن ماضٍ يفيق
في مقلتيّ كلما اعتراني
السكون..
هل لي أن أروي لك جرحاً بات في النزف
ولم يأذن له بالصحو بعد!
تسائلينني عن فراق دام شهرا..
دام عمراً.. طال بُعد
لا تسأليني عن الفراق
حروف ما يترجمها الفؤاد
كلام بين شفاهي صار صمتا،
والصمت دام حتى صار كهفا!!
والدمع تحجّر في عينيّ حتى صار غيما،
والغيم تكثف.. حتى صار رعداً وبرقا!!
***
لا تسأليني عن الغياب..
واسأليني ما الغياب؟!
كسر ما يجبره اللقاء..
ونزف ما يقهره العتاق
لا تسألي..
أرجوك لا تسألي عن جرحٍ
ما يضمده الإياب
***
يا أرضاً شددت عنها فجأة رحلي
ودفنت في جرحها وجدي
وبقايا ال«آه» من صمتي..
كفاني من الشرق الى الغرب حرقتي..
وكفاني من الشمال الى الجنوب غربتي..
وكفاني من الوريد الى الوريد لوعتي..
***
آهٍ من وداع يقضم أمسي
لمن تُراي شكوت الوجع ساعة وقع
الرمح في صدري
وإبر الشوك توغل في الوخز من قاع
جرحي..
***
آهٍ من مساءٍ كان وانقضى،
بل لم ينقض بعد!
مرَّ دونما حسبان.. مرّ دونما انذار
ليته ما مر
ليته لم يكن.. وليتني لم أكن
ليته سقط من عمر الزمن
ليته ضاع واندثر..
***
ما كان حُلماً مثلما تمنيت
أو كان وهماً مثلما تخيلّت
بل كان مساءً مظلماً ودعت فيه
فضاءً تظللني برفق
وودعت فيه ألف.. ألف رسم
وذكرى
***
والآن.. وبعد طول من الغياب
تأتين وبعينيك آثار سؤال..
وتسألين
أين أنتِ.. وكيف أنتِ؟!
ما لصوتك اختفى من بين القلاع!
تأتين والحيرة تفيض من مقلتيك
وتكسو شفتيك
وتسألينني:
ما سرُّ هذا الجفا.. ولِمَ الغياب!
هل جفّت منابع حبنا.. أم أنه
عزَّ اللقاء
***
يا رفيقة..
لا تسألي فلن تكوني سوى حبيبة
فأنتِ الشوق.. وأنتِ الحرف
وأنت الوجد.. والالهام والذكرى
***
كم كنت انتظر على شوقٍ
هذا الإياب،
كم كنت انتظر على جمرٍ
هذا الاشتياق
وانتظرت طويلاً.. طويلاً
والآن..
وبعد أن مات الانتظار
تعودين.. ولكن
ألف.. ألف عذرٍ
وبقايا جرح
فلقد تأخرت كثيراً.. كثيراً يا صديقة!
اعذريني.. وارجعي
واقبلي مني الوداع
فما أظن الجرح يشفى
ما أظن الجرح يشفى

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved