Friday 12th July,200210879العددالجمعة 2 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إنجازات فوق العادة إنجازات فوق العادة
لبنى وجدي الطحلاوي

إن الإنجازات التي حققتها مسيرة النهوض والتنمية في المملكة العربية السعودية، والتي شملت كافة القطاعات الحيوية في البلاد، لايمكن لها أن تغيب عن ذاكرة التاريخ ولا عن مؤرخي المملكة ولا عن المواطن لقد بدأت قلة من بعض الأقلام تطرح أفكاراً جديدة وغريبة فيما يخص قطاع التعليم والمناهج الدراسية، ويطالبون بإلغاء مجانية التعليم، وغابت عنهم ثوابت وأسس هامة تميز هذه البلاد تتعلق بالعقيدة والقيم العريقة في المجتمع أسوة بالسلف الصالح ومن أجل الحفاظ على الثقل الحضاري للمملكة، وغابت عنهم إنجازات وإحصاءات مبهرة مدونة لتلك المسيرة المباركة.
فلابد لمن يطرحون أفكار جديدة وغريبة، وخاصة فيما يتعلق بقطاع حيوي وهام مثل قطاع التعليم أن يتحلون بكثير من بعد النظر والواقعية، لأن بعض الأفكار والمقترحات يمكن أن تمثل انتكاسة خطيرة في حق الانجازات العظيمة التي حققتها الدولة وفي حق المواطن وفي حق أعظم مسيرة نهوض وتنمية شهدها العالم منذ أن تأسس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ لقد كان من أهم مهمات الحكم السعودي (محاربة الجهل في شتى أشكاله وصوره وفي كل بقعة داخل الوطن مهما كانت العقبات) لتطوير البنية التحتية والارتقاء بمستوى حياة المواطنين، فللتعليم أهمية قصوى في فكر الدولة السعودية ومنهجها، فذلك ضمن المادة 13 من دستور البلاد، التي تنص على أن التعليم يهدف إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم محبين لوطنهم ومعتزين بتاريخهم. فذلك هدف استراتيجي من أجل تحقيق رفاهية المواطن، فالمواطن احتل جل اهتمام الدولة وفكرها.
فالثروة البشرية تلعب الدور الأساسي في تطوير المجتمع وتنميته.
وضعت اللبنات الأولى للتعليم على أساس العقيدة الإسلامية الصحيحة والمنهج القرآني والسنة النبوية المطهرة، فوضعت المناهج التعليمية على هذا الأساس، لتوفي بغاياتها في بناء جيل صادق الإيمان خالص الولاء لربه ووطنه.
لاشك أن المهام صعبة للغاية، لكن مع إيمان الرجال وصدق النوايا اُختزِل الزمن وتم تجاوز جميع العقبات والمعوقات، ولذلك الإنجازات كانت تسير بشكل إعجازي، لأن الطاقةالتي كانت تحركها طاقة ديناميكية فاعلة وخلاقة أحدثت نهضة تعليمية غير مسبوقة لأن ما تحقق في سنوات معدودات (في زمن قياسي) حققته دول العالم الأخرى في قرون من الزمن.
أتاحت الدولة كافة الإمكانيات وقدمت كافة أنواع الدعم وبكل سخاء فإلى جانب مجانية التعليم من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة هناك مكافأة شهرية مجزية لجميع الطلاب والطالبات بالكليات العلمية والأدبية منذ السنة الأولى للجامعة حتى التخرج.
فقطاع التعليم يقطع أكثر من20% من مجمل ميزانية الدولة، ونفذت المملكة خطط خمسية (6) شملت كافة القطاعات الحيوية في الدولة، بدأت الخطة الخمسية الأولى عام 1390هـ وآخر الخطط الخمسية التي نفذت كانت عام 1415 - 1420هـ وجميع الخطط التزمت بأهداف ووفقت في تنفيذ برامجها وحققت غاياتها، وإنجازاتها فاقت جميع التوقعات.
ففي عام 1373هـ برزت وزارة المعارف إلى الوجود وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وفي عام 1380هـ برزت الرئاسة العامة لتعليم البنات، لأن خادم الحرمين الشريفين يتمتع بوعي المسلم الذي يميز بين ما يخدم العقيدة وما يرمي إلى إفسادها كان على قناعة تامة بأن المرأة السعودية لابد أن تتعلم على أعلى المراحل والمستويات فالإسلام حث على التعلم والمعرفة ولم يخص الرجل دون المرأة، فالمرأة نصف المجتمع فلا يمكن أن يكون نصف المجتمع مشلولا وعاجزاً عن المشاركة في مسيرة النهوض والتنمية، فهناك وظائف وأدوار أولى بالمرأة أن تلجها لأنها ستبدع فيها وتتفوق على الرجل، فحدث تطور في الكم والكيف في تعليم الفتاة السعودية وتحققت بالفعل نهضة هائلة في مجال تعليم المرأة بالرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي واجهت ذلك نظراً (للتركيبة الأيديولوجية للمجتمع) فوصلت المرأة السعودية الى أعلى المراحل وحصلت على درجات الدكتوراه والبروفيسورة واقتحمت مجالات التربية والطب والعلوم والعلوم الطبية وعلوم المختبرات وعلوم الأغذية والصيدلة وطب الأسنان وعلوم الحاسبات إلى جانب العلوم الإنسانية المختلفة وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد الكليات ومعاهد إعداد المعلمات حتى عام 1420هـ قد بلغ أكثر من 200 كلية ومعهد. حظيت المرأة السعودية بكثير من الدعم والتشجيع من الدولة وأصبح لها حضور وتواجد قوي في أهم المحافل داخل الوطن وخارجه.
كما أنشأت وزارة التعليم العالي عام 1395هـ وانخفضت الأمية تبعا لآخر الإحصائيات إلى 13% بين الرجال و34% بين النساء، فهذه نسبة تعد متقدمة جداً بالمقاييس العالمية، نظرا للجهود المبذولة، فلقد حصلت وزارة المعارف على جوائز من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال محو الأمية الحضارية، وجوائز عالمية من منظمة اليونسكو حصلت عليها وزارة الدفاع والطيران نتيجة الجهود المتواصلة والمتكاملة بين وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات، وبلغت نفقات محو الأمية وفق آخر الإحصائيات 2 بليون دولار، وبلغت ميزانية «محو الأمية وتعليم الكبار» للعام الواحد «174» مليون ريال وبلغ مجموع مدارس محو الأمية وتعليم الكبار الذكور التابعة لوزارة المعارف «2836» مدرسة، ومدارس محو الأمية وتعليم الكبيرات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات «2034» مدرسة في مختلف مناطق المملكة.
كما حظي التعليم والتدريب المهنى الرجالي والنسائي باهتمام خاص من الدولة، فوصل عدد المدارس الفنية للبنين «117» مدرسة و«32» مدرسة للبنات حتى عام 1416هـ.
كما شملت الرعاية الكريمة شريحة المعوقين حتى يتمكن المعوق من مواصلة دراسته إلى المرحلة الجامعية دون عقبات أو عوائق نفسية كانت أو فنية، والكشف عن حالات الإعاقة قبل وقت كاف ليسمح بتوجيه المعوق إلى التعليم الذي يناسب قدراته وفق أحدث التقنيات والتجهيزات، فعدد المعاهد للمعوقين والمعوقات وصل 84 معهداً منها 66 للمعوقين و18 للمعوقات تبعا لآخر الإحصاءات.
* ودمج وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات مؤخرا ما هو إلا تلبية لضرورة ملحة لواقع حضاري بات يفرض نفسه وتحقيقا لحلم، وأمنية للكثير من المثقفين والمثقفات من أبناء هذا الوطن الذين يدركون أهمية تلك الخطوة الحضارية وتبعات وتداعيات ذلك من أجل الصالح العام.
* لقد دون التاريخ ومؤرخو التعليم في المملكة أن خادم الحرمين الشريفين القائد الذي قاد مسيرة المرأة السعودية التعليمية ورائد التعليم الذي سيظل يدين له الجميع من مثقفي ومتعلمي هذا الوطن، وعلى مر الأجيال القادمة، ولاسيما المرأة التي انتشلها من الظلام والجهل إلى نبراس الحضارة وجعل طموحاتها وأحلامها واقعاً بالفعل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved