حمص الثمامة
علي الخزيم

تبدأ المنتزهات التجارية بالثمامة أو غيرها وديعةً لطيفةً مع المتنزهين من حيث الأسعار وشروط وأنظمة الدخول عند بداية تدشينها، فيلمس رب الأسرة نوعاً من المرونة المعقولة نسبياً إذا ما قارن ذلك ببعض المتنزهات المماثلة فيعود لارتياده مرات ويذكر ذلك لأصحابه وجيرانه منوهاً بهذا المتنزه، وحين يتعرَّف الناس على الاسم والموقع وتدبُّ الحياة السياحية فيه وتهلُّ الدراهم كالمطر.. فإن صاحب المشروع لا يقتنع بالأمطار، بل كان يخطط لوديان وأنهار وذلك بالتدرج برفع رسوم الدخول ورسم آخر على دخول السيارة للمواقف ورسم آخر باهظ وأغلى من السوق على وجبة للعشاء مكونة من صحن حمص وآخر متبل ونصف رغيف مع بضعة أعواد من مقلي البطاطس. أما الشواء والسلطات والمرطبات فهي حسب الطلب ويقصد بهذه العبارة «ادفع لتتعشى مثل بني آدم»، وحين تسأل عن مصير الخمسة والسبعين ريالاً التي دفعتها للفرد الواحد من عائلتك نظير ما قيل إنه وجبة العشاء، يصلك الجواب: الحمص قدامك يا عسل، ولا تبغى زيادة خبز؟!
ثم لا بد من تذكيركم بأن المرحلة القادمة هي «ممنوع الجلوس على العشب والثيل»، ولا بد من حجز دكَّة وخيمة وكل منهما له ثمنه ودورة المياه مشتركة لعدد من الخيام، وهذا كله خلاف قيمة الألعاب وركوب الخيول ونحو ذلك من المسلِّيات للأطفال الصغار منهم والكبار وإن تلثموا خجلاً رغم أن اللهو البريء لا عيب فيه غير أننا نكبِّل أنفسنا في عقد لا مبرر لها وكأننا قد خُلقنا بمشاعر وأحاسيس خلاف جنس البشر.. لا بأس بالوقار ولكن ليس أمام دبابات وخيول الثمامة، وساعة للمرح مع العائلة لا تنقص من قيمتنا شيئا، بل تزيد في نظر الأولاد.. وأم الأولاد.. وهنا مربط الفرس.. بل الفرس بعينها.