Wednesday 10th July,200210877العددالاربعاء 29 ,ربيع الآخر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في حوار صحفي حول «الأدب الأندلسي» في حوار صحفي حول «الأدب الأندلسي»
د. ثقفان: أدب تلك الديار يستحق منا كل الاهتمام

لقاء- علي سعد القحطاني
تعلق بالادب الاندلسي منذ بواكير حياته وشعر بالرغبة في الاستزادة من هذا العلم فأكب في دراسته على أدب تلك الديار وانتج أكثر من عشرة كتب من بينها المجالس الادبية في الاندلس والانتماء في الادب الاندلسي والشكوى من الصلة في ادب الاندلسيين وكتب عن المقومات الفنية في القصيدة الاندلسية خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين وهو آخر كتاب اصدرته للمؤلف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض .
وقد قمنا باجراء حوار مع الدكتور عبدالله ثقفان لمراجعة أوراقه ودراساته حول الأدب الاندلسي.
*ما سر اهتمامك بالدراسات حول الأدب الاندلسي؟
- كنت في بداية حياتي العلمية أسمع لالتماس ما لا يسوغ جهله ولا يحسن اغفاله، ولكن، وبعد مرور الايام والشهور والسنين زادت المعاناة داخل ذاتي تدفعني إلى ماهو أبعد من ذلك، فإذا بي اشعر برغبة في الاستزادة من العلم بعد أن ادركت أن العلم أصل والعمل فرع، وأن العمل مكان للعلم، ولم يكن العلم مكاناً للعمل.. أو كما قال أحد فلاسفة اليونان، وهي استزادة لم تأت من فراع، بل نشأت عن حاجة التخصص الذي رغبت فيه وتعلمته، وقد زادني التعلق به أنني من جملة هذه الامة الباكية على ذلك الفردوس الضائع، أو كما قال أرسلان في حلله، فكان أن تأثرت لمعاناتين، أو هما أثرت فيَّ:
معاناة ما افتقدته الامة من مساحة فكرية كانت قد شعت في أوروبا.
معاناة خاصة، جعلتني أتفاعل مع أدب تلك الديار التي كانت أهلَّتها بدوراً، ونجومها شموساً.
لقد أدركت أن أدب تلك الديار ينبغي أن يدرس دراسة متأنية، ولكن هذا الادراك جاء بعد ظروف مرت بي أو أنا مررت بها، فمع بزوغ الشيب حاولت قراءة الفكر الاندلسي بشكل عام تاركاً كل ما يتعلق بي من متعلقات خاصة، وزاد هذا أو ذاك الادراك بعد أن اشتعل الرأس شيباً، فاكببت على الدرس وكأنني أحد طلاب الجامعة المبتدئين حتي تمثلت ذلك الفكر، وحاولت الالمام به، وتمثلي ذلك أخذ من عمري سنين على حساب حياتي الخاصة والعامة، ولن ولم يدرك ذلك أحد، الا المتصرف في الكون، فانتجت بفضل الله ومنته أكثر من عشرة كتب وأكثر من عشرة بحوث علمية محكمة، ومن بين تلك الكتب التي أزعم أنها احتلت أو اخذت مكانة في المكتبة العربية عامة، والاندلسية خاصة، الكتب الآتية:
- المجالس الادبية في الاندلس، وهو من الكتب المهمة، وقد انتشر في المغرب العربي أكثر من المشرق، كما أن هناك من يرغب ترجمته للاسبانية والانجليزية وهذه الترجمة ستكون قريباً إن شاء الله.
- الشكوى من الصلة في أدب الاندلسيين.
- الانتماء في الأدب الأندلسي.
- الأدب الأندلسي بين حقيقته ومحاولة اغتياله.
- المقومات الفنية في القصيدة الاندلسية خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهو آخر كتاب صدر لي، وقد أصدرته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض.
أقول: إن تلك بعض الكتب، والسر في تعلقي بالادب الاندلسي، أنه أدب يمثل معاناة الانسانية بحق، كما أنه يمثل الادب العربي الخالص عبر القرون المتعددة، والممتدة ففيه نغمة المعلقات، وبوح الصعلكة، وادب السياسة، وحكمة العقل، وعاطفة الانسان، وكل ما يتعلق به، كما أن فيه مساساً بحياة الامة كلها، الحاكم والمحكوم.. إنه أدب انساني بكل ما تعنيه كلمة الانسانية.
إن من يقرأ الادب الاندلسي سيجد ذاته قد حوت في عقلها أدب المشارقة عبر عصوره، وذلك لا يعني أن أدب تلك الديار ما هو إلا صدى، بل إنه يعني أن الاندلسيين قد جعلوا من فكرهم صورة مصغرة لادب مشرقي متكامل فأبدعوا فيه أيما ابداع، كما حاولوا جعل بلادهم، أنموذجاً للبلدان الاسلامية، فدافعت عن الارض وعن الفكر، ولكن الاعداء احاطوا بها «احاطة القلادة بالعنق، والسوار بالمعصم» أو كمال قال «ابن الخطيب) رحمه الله: ان الاندلس الارض قد كانت فيها مدن سميت بأسماء المدن المشرقية «كحمص ودمشق» كما ان فيها مناطق اخرى سميت فأماكن مشرقية مثل «الاردن» كما أن الاندلس فيها: امرئ القيس وعنترة وزهير والمتنبي والمعري وأبو تمام والبحتري..الخ. ذلك من الاعلام المشرقية، كما أن فيها من الحكام من تلقيت بالقاب حكام المشرق، كالمعتضد والمعتمد.
ان الاندلس بأناسها وارضها قد احبت المشرق وتمثلته، فكان أدبها قد تمثل أدب المشارقة، بل قرأه كله، ثم تمثله، ثم عقله، ثم انتج بعد ذلك ثم ابدع ادباً يمثل الاندلس، واليها ينتمي.
انني حقيقة وجدت متعة في ادب تلك الديار، لدرجة أنني وكما أزعم أحاول أن أكون في محاضراتي وفي مؤلفاتي وفي بحوثي كالشاعر الذي يتفاعل مع الشيء، ثم يدركه في عقله، أو بعقله، ثم ينتج المنتج الذي يعبر عن هذه الحالة الشعورية، ولهذا فإن الكم الذي اظهرته أو ظهر لي من المؤلفات والبحوث لا يعبر عن السنين التي قضيتها وأنا اقرأ الفكر الاندلسي، إذ إنني أعاني في كل منتج، وهو الأمر قد دفعني لكتابة البحوث أكثر من تأليف الكتب التي هي معاناة بحد ذاتها.
ان تعلقي بذاك الادب العربي الاسلامي لا يمثل شيئاً إذا ما قيس بتعلق الجامعات في شتى بلدان العالم العربي والاسلامي به، فما من جامعة الا وتعنى بأدب اهل الاندلس، وهذا الاهتمام قد تعدى إلى الشارع العربي، فما من مدينة إلا وتحوي اسماً لمدينة أو لعلم من اهل الاندلس، إن اسم قرطبة واشبيلية وغرناطة وبلنسية وجيان، بل «الاندلس» كاسم عام.. اقول ان تلك الاسماء ما يزال صداها عالقاً في الاذهان، أقصد في ذهن العربي في أي مكان، ناهيك عن اسماء ملوكها وامرائها، خاصة الادباء، منهم مثل (ابن عباد) وكذلك مفكروها كابن ماجة وابن رشد وادبائها كابن شهيد وابن زيدون وابن اللبانة وابن الخطيب، ذلكم الذي قال وهو يعاني من المعاناة:


وكنا عظاماً فصرنا عظاماً
وكنا نقوت، فها نحن قوت
وكم سبق للقبر في خرقة
فتى ملئت من كساه التخوت
فقل للعدى، ذهب ابن الخطيب
وفات، ومن ذا الذي لا يفوت؟!

و(العقيلي) الذي قال وهو يعاني هو وأميره ابن الاحمر:


كنا ملوكاً لنا في ارضنا دُولٌ
نمنا بها تحت اُفنان من النعم
فايقظتنا سهام للردى صُيِّبٌ
يُرمى بافجع حتف مَنْ بهن رمي
فلا تنم تحت ظل الملك نومتنا
واي مُلكٍ بظل الملك لم ينم
يبكي عليه الذي قد كان يعرفه
بأدمع مُزِجَت أمواهها بدمِ

وغير الادباء، هناك الفقهاء الادباء، مثل (ابن حزم، وقبله المنذر بن سعيد البلوطي)، وهناك النحاة (كابن مالك).. إلى غير ذلك من الاسماء اللامعة لدرجة أن (الرندي) صالح بن شريف والذي نسيت أن اذكره مع جملة الادباء، اعتقد ان اسم هذا الشاعر غير غريب.
على أي انسان عربي لشهرة قصيدته، تلك التي منها:


لكل شيء اذا ماتم نقصان
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسان

ان العلم والعمل قد دفعاني للاهتمام بأدب تلك الديار، فهو يستحق منا كل اهتمام، ففي احيائه احياء لتراث الامة، وفي نبشه اهتمام، بما تركه الجدود من اثر طيب على تراب تلك الديار، قال الشاعر الوليد بن طعمة:


يا برقُ طالع قصوراً أهلها رحلوا
وحيَّ أجداث ابطال منيخينا
ويا غمام تفقَّد جنات مرسية
وردَّ من زهرها ورداً ونسرينا
اوصيك خيراً بأشجار مباركة
لأنها كلها من غرس أيادينا

*من هم - برأيك- الادباء والاكاديميون الذين عنوا بهذا الادب؟
- الذين عنوا بالادب الاندلسي كثر، اذكر منهم: الدكاترة احسان عباس ومحمود مكي والطاهر مكي والداية وابن شريفة وجمعة بن شيخه، وهيكل والزباخ ودعدور وكنون وعتيق ومنجد بهجت ومصطفى عليان وعلي محمد سلامه ومصطفى سويف واشرف نجا وسعد شلبي وجودت الركابي واحمد عبدالقادر صلاحية وكذا ضيف (احمد)، وشوقي ضيف وفوزي عيسى ونافع محمود والمعطاني والوراكلي والحسيني والنعمي والربيع والعواد والفدا والهليل والخانجي والعطار وخفاجي وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم وان كنت قد تتلمذت على كتبهم أو على بحوثهم، وبالتالي فإن عدم ذكري لكل الاسماء لا يعني الاهمال، فحقوقهم محفوظة، وتقديرهم سيبقى ما بقي التعامل مع كتبهم وبحوثهم، وما دامت الصلة بيني وبين الادب الاندلسي، وهي صلة حميمة تزداد بمرور الايام، وتدعمها الامانة العلمية التي ينبغي أن تتوافر في طالب العلم.
*ماهي أبرز المقومات الفنية التي اتسمت بها القصيدة الأندلسية؟
- كل صفحة من صفحات كتابي «المقومات الفنية» قد تحدثت عن هذا السؤال، ولذلك فان الاجابة عليه تعني تفكيك صفحاته، تلك التي ازعم انها كالقصيدة الشاعرة المتماسكة مع بعضها، وأخذ بيت أو بيتين يعني تفكيكها. إنني أرى أن الحكم النهائي على القصيدة يتأتى من خلال الوقوف على جزئيات متعددة تتعلق بالارض وبالناس وبالفكر المنتج، وكل هذه الاشياء قد ظهرت من خلال الحديث عن واقع الاندلس لينتقل ذلك الواقع إلى واقع القصيدة، كما ظهرت من خلال واقع المبدع نفسه وثقافته ومحصوله، كما ظهرت ايضاً من خلال الوقوف على كل جزئية من جزئيات المنتج (القصيدة) كاللفظة والجملة والمعجم والموسيقى.. إن ذلك كله يمثل كماً خرجت من خلاله بميزات للقصيدة الاندلسية، وهي ميزات حاولت أن يتحقق خلالها العنوان (المقومات).
*«الأندلس» كانت ارضاً خصبة لاحياء جذوة الشعر.. ما هو تقييمكم للتجربة الشعرية في تلك البلاد؟
- الشعر لا ينشأ إلا على ارض تتعارك فوق ترابها الرؤى والافكار، ومن ثم تتشابك لتكون شبيهة بطلح وادي اشبيلية الملتف مع بعضه البعض ليكون غابة جميلة تصدح فوقها الطيور، وتتغنى من بين اغصانها نسمات الهواء، والاندلس فوق أنها أرض جهاد وموطن رباط، فقد تصارعت فوق ترابها الافكار الوافدة مع الافكار المتعلمة والتي تحاول البحث عن الذات المعبرة عن الارض والناس، كما تصارعت ايضاً وفي نفس المفكر الامال والالام لتمثل قلقاً عايشه الاندلسي.. فكانت كل هذه التصارعات تمثل دافعاً قوياً وتجربة ثرة ادت كل معطياتها إلى نضج القصيدة الاندلسية بكل ما تعنيه كلمة (النضج) خاصة إذا ما علمنا إن التجربة تمثل «مجموعة الاحساسات والمشاعر والافكار التي تتراكم في نفس الشاعر أو الاديب، وتكون محصلا لاحتكاكه بمجتمعه وطرائق اتصاله به والتفاعل بينهما..» أو كما قال «جبور» في معجمه.
*كان الشاعر الاندلسي يمتلك مخزونا هائلا من الثقافة التي ظهرت على قصيدته؟
- الشاعر الاندلسي لم يكن مجرد شاعر يفوه بكلمات متراصة، انه يحاول أن يكشف عن الجمال المخبأ (حسب تعريف شلي) داخل ذاته وذلك بعدما تأثرت هذه الذات بكل ما يحيط بها، ولعل من أهم ما احاط بهذه الذات الثقافة والمعلومة، ولان الشاعر في الاندلس قد أحب الشعر بصدق وحرارة، فإن ذلك قد دفعه للوقوف على تراث الامة، ومن ثم تمثله وذلك بعد قراءته قراءة متأنية وهذا في الواقع جعله لا يجارى ولا يلحق خاصة في صوره واخليته التي تأثرت بما حوله، وهي صور واخيلة ظهرت كنتاج طبعي لعقلية متحركة، تأخذ وتعطي، تتمثل وتقلد، تبدع وتتأثر، تبني وتزين.. انها عقلية رائعة لم تعان من الحواجز والقيود أمام كل ما يحيط بها، إذ كان المجال أمامها متاحاً، فوقفت على كل ما من شأنه الرقي بها، وإذا كان ذلك حالها «فلا أشبَّ الله قرنها» كما قال (الخوارزمي) إذا لم تستفد من كل هذه المعطيات.
ان الواقع الفكري للاندلس وللاندلسيين قد أنبأنا أن تلك العقلية المبدعة قد احتوت كل الابداعات المشرقية والمحلية، كما احتوت كل العلوم، فاصبحت تئن بما حوته من علوم ومعارف شتى، زاد اشتعالها جمال الارض، وقلق الناس والحياة.
*هل تعرضت القصيدة الاندلسية لتيار الحداثة والتجديد؟
- القصيدة الاندلسية مرآة عاكسة لعقلية قائلها، وبالتالي فهي تخضع لما تخضع له تلك العقلية. والعقلية الاندلسية كانت قد وقفت على القديم من الشعر، كما خضعت للمؤثرات المحلية، تلك المؤثرات التي فرضت ظهور نبتة جديدة من الشعر، هي «الموشحات»، وهذه المؤثرات المحلية، وتلك المؤثرات القديمة قد دفعت المبدع والمفكر إلى التأثر بمذهبين، هما:
- مذهب العرب الأول في الشعر (فخامة اللفظة وجزالتها..)
- مذهب المحدثين المشارقة (تجديد بشار وأبي نواس...)
ولان القصيدة الاندلسية اخذت في التكون حين كان الشعر المشرقي يشهد التجدد أو التجديد في القصيدة، ويقف على مفترق الطرق بين مذهبي ابي تمام والبحتري أو كما قال الدكتور احسان عباس، فإن الاندلسيين في هذه المرحلة وهم يتطلعون للمشارقة، وهم ايضاً يتأثرون بالواقع المعيشي، قد اتخذوا شعر المحدثين مثالاً، كما أن عقلياتهم اخذت تردد صدى الماضي، وهو صدى لم تنفك عنه طيلة وجودها على تراب الارض الاندلسية، ومن هنا، فإن القصيدة الاندلسية قد تعرضت لتيار التجديد كما سارت ايضاً على نفس المسار القديم، وبالتالي فقد جمعت باقتدار بين الجديد والقديم،
فكانت انموذجاً لهذا التوازن، على أنها في الموشحة قد جددت بعد أن فرض عليها الواقع ذلك، وهو واقع قد فرض على اشخاص دون اخرين، والآخرون هنا، يمثلون صدى لما كان في المشرق من حركات فكرية، لكنهم هذبوا تلك وجمعوا بينها، فظهرت بصورة تتماشى مع الاندلس (الارض والناس) والتي هي بكل تأكيد تختلف عن ارض المشرق واختلاف بيئاته الفكرية والطبيعية، بل وحتى الحياتية، فقد كان كشف الرأس في الاندلس اناقة، بينما هو في العراق يعد هواناً، وقد كانت بيوتهم تطلى باللون الابيض، والناس في احزانهم يلبسون البياض، بينما في المشرق كان العكس (انظر: الحداثة العباسية في قرطبة..)، ان الاندلسيين قد خالفوا المشارقة وبالتالي فإن التحديث في كل شيء كان يمثل هماً داخلياً، بل وقلقاً نفسياً أدى إلى ظهوره في ابداع تلك الديار.
*عاش المجتمع الاندلسي بجميع تناقضاته من تدن وزهد ومجون ولهو وأدى ذلك الصراع إلى ظهور اعراض القلق كما قلت ذلك في دراستك على القصيدة الاندلسية؟
- اذا كان الابداع يعد صورة صادقة للمبدع، اذ ينقل لنا رؤاه وافكاره، احزانه وافراحه، آماله وتطلعاته، فإن القصيدة الاندلسية وهي تمثل ذلك المنتج كانت صورة للناس وللارض الاندلسية، فتأثرت بقائلها وما يحمله ويتأثر به أو يؤثر فيه، فإذا هي تحوي كل المؤثرات المحيطة بالمجتمع وتعدد مشاربه واجناسه والوانه وافكاره، كما تأثرت بعقلية المبدع وما تحمله، بل كانت صدى لما حصل على تراب تلك الارض من صراعات وفتن وحروب..، كما نقلت جمال الارض، فإذا بنا نلمس ذلك الجمال في الابيات الشعرية وكأننا ننظر لتلك الرياحين والورود والازهار والعصافير المغردة والانهار والعيون الجارية وهي ماثلة امامنا.
اننا ونحن نقرأ القصيدة الاندلسية نجدها قد عايشت المجتمع الاندلسي بكل متناقضاته من تدين وزهد ومجون ولهو وفرح وحزن وقلق، وبالتالي فهي لم تمض على مسار واحد، بل كانت قلقة كقلق المجتمع، مضطربة كاضطراب الارض، مؤثرة ومتأثرة وهذا هو سر ابداعها، بل تفوقها في كثير من الافكار والرؤى على غيرها من الشعر الذي لم يستطع مجاراة الحدث خاصة في المشرق العربي.
إن القصيدة الاندلسية كانت صورة صادقة للانسان الاندلسي وهو يعاني من التيارات الفكرية والرؤى المتصارعة ومحاولة التعبير عن الارض والناس..
كلمة أخيرة؟
- شكراً لكم على هذا اللقاء والذي ارجو أن يكون بداية للقاءات اخرى تتعلق بأدب تلك الديار، وهو أدب يستحق منا الاهتمام والعناية، على أنه ينبغي أن أذكرك أن هذا الكتاب الذي كان سبباً في هذا ا للقاء، وعلى حد زعمي كان كالاندلس.. خميلة جميلة جمعت فيه بين الدراسات القديمة والحديثة، النقدية منها والبلاغية، التأريخية والجغرافية، النحوية والصرفية. الخ ،
ومن هنا، فإنني اطمح أن يحتل مكانة رفيعة في المكتبة الاندلسية، وأن يكون ممثلاً لجهد بذلته فيه، والله بذلك عليم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved