رجال الهيئة والحسبة دائماً متهمون في أي قضية أو مشكلة تحدث في المجتمع لأنهم في عرف بعض الناس بمثابة الشرارة التي تزيد من ضراوة النار فيشار لهم ببنان الاتهام في كل قضية حتى قبل أن يتبين الجاني من المجني عليه ومعرفة الظالم من المظلوم..فلماذا هذا الاستهداف لهؤلاء الرجال المخلصين الذين يقفون شامخين لقمع الرذيلة ودفء شموخهم ينشر بالطول والعرض في مجال الدعوة والارشاد فهم وإن حدثت منهم هفوات وأخطاء فأي الرجال المهذب؟هل الأطباء والمهندسون والمعلمون وكل من يتصدر الوظائف في المؤسسات الخاصة والعامة تسقط عنه الزلات.
وهل يزعم الانسان لنفسه العصمة والوقوع في براثن الخطأ ويدعي أنه قد وصل إلى المثالية الكمالية في العبادات أو في المعاملات.
لطالما سمعنا وقرأنا عن حالات وفاة حدثت بسبب تجاوزات وقع فيها الأطباء فالإهمال والتقصير في أداء الوظيفة ينشأ عنهما ما لا تحمد عقباه.. وليس هذا تأشيرة جواز للمرور من جسر الأخطاء وللتقصير في حق الوظيفة.. فكل منا يتطلع للمثالية في مجال عمله ليرضي الله عز وجل قبل أن يرضي الآخرين.. إلا أن الأخطاء واردة وامتهان تلك الأعمال التي تهدف إلى اصلاح المسلمين لا تجعل المرء معصوماً من الخطأ وهذا يتنافى مع طبيعة البشر..فلماذا ينظر إلى رجال الهيئة وكأنهم مجبولون على فطرة الاستقامة؟ ولماذا نضخم من هفواتهم التي لا تقارن بايجابياتهم الممتدة في اقالة عثرات التائهين واحباط شر المفسدين وطبيعة عملي كمشرفة اجتماعية تعاني ما تعانيه من تصدع الطالبات السلوكي وإيذاء الشباب في انعدام الوازع الديني لحقوق الآخرين في الطرقات العامة والأسواق.
وللأسف بمشاركة من سبات الأهالي العميق عن سلوكيات أبنائهم وبناتهم والخلل الواضح تجاه مسؤوليات الأسرة..
وزود رجال الهيئة بهذه القوة الايجابية في التضييق على الفساد وتجنيب بناتنا مزالق الشيطان يجعلني أقف لهم تحية واكباراً ومن أجل ذلك أرجو من أخواتنا وحبيباتنا في الله ألا يرددن ما يثرثر ويبهت به في اللقاءات من واقع افتقارها إلى الحقائق حتى وإن أسندت إلى وقائع لا تعمم حتى لا يساهم الآخرون في آليات تعمقها في معطيات الحياة..
وانصافاً للحقيقة نقول ان عشرات الموظفين من آلاف الذين تحدث منهم أخطاء وتجاوزات تمس الآخرين وتنتقص من حقوقهم ممن ينتسبون إلى هذا الصرح الديني لا يجعلنا ننظر للقضية نظرة فردية الحالة ويجب علينا اخراجها من دائرة الخصوصية.. والنظر إلى القضية نظرة عامة الهدف منها اقتلاع بؤرة الفساد من أوكارها..وطريقتنا هذه في جعل رجال الهيئة في فوهة كل مصيبة ترمي عليهم التهم جزافاً يزيد من رقعة الجفوة في تبادل الحوار والتقليل من تفعيل هذه الجهة بين المؤسسات التربوية والفكرية والعلمية وهذا ما ينفي المصلحة العامة لا الخاصة التي يتطلع إليها الجميع عدا أنه عبء للقيم الأخلاقية وقمع للدعوة من أن تنشر خيوطها الشامخة لتدفئ الجميع. ثم ما الذي يمنع أن يكون هنالك تناصح فيما بيننا وبين رجال الهيئة بحيث نوجههم إلى الصواب إذا ما وجد تقصير في أدائهم لعملهم مع عدم ممالاتهم على اخطائهم إذا وجدت فذلك خير من التحدث عن أعمالهم بهذه الجريرة.
وقفة:
اخوتي رجال الهيئة انكم تنتسبون إلى صرح ديني شامخ وهو من الأهمية بمكان ونحن دائماً في حاجة إلى فعاليات نصحكم وارشادكم..
فإذا حدث تقصير في قيامكم بهذه الوظيفة الدينية أو حتى اتبع بعضكم طريقة سلبية في ازالة المنكر فلا بد من المناصحة فيما بينكم وفيما بينكم وبين الناس وكونوا مثلاً أعلى حتى في قبولكم التوجيه من قبل الآخرين ليتم ترسيخ معايير طيبة داخل الانسان لتمنحه مسؤولية كاملة تجاه نفسه لتقيه شرارة الحوادث الفردية ولتخرس الألسنة التي تعاني من رياح الشر من حين لآخر.
واعلموا أننا نقر بفضلكم ونطمئن بدفء جهودكم في عز البرد والصقيع فبعد الله مساعداتكم أبواب تشرع شامخة لتقف كالطود في طوفان مأزق الشياطين من الانس والجن.ولا عيب أن يخضع رجال الهيئة والحسبة لدورات تدريبية في مجال الدعوة والارشاد في الجوانب التربوية تنظمها الجهات المختصة.
سارة علي السلطان
|