في مقلتيَّ إلى مرأى حماكَ ظما
يا موطناً في ذرا الأمجاد عزَّ حمى
وفي فؤاديَ شوقٌ لم يحلَّ به
ركب الجديدين إلا زاده ضرما
وذو الغرام وإن ألوى المشيب به
يعبُّ كأس تباريح الهوى نهما
وإن تخنه قوى التعبير عن ولهٍ
بدا بعينيه ما في القلب وارتسما
وأبلغ القول إعراباً وأصدقُه
إذا التقى الصبُّ من يهواه بوحُهما
أنشودة المجد.. يا ثغراً تعشَّقه
منِّي الجنان بديع السحر مبتسما
أتيت أحمل صفو الحب من وطنٍ
يضم طيبة في برديه والحرما
آيُ الهداية في ربعيهما نزلت
نوراً به ماد ركن الجهل وانهدما
وبين أحضانه نجدٌ نسيم صبا
معطَّراً بعرارٍ في التلال نما
وجئت نهر ودادٍ جاد منبعه
غيثٌ من الأمنيات الممرعات همى
أنشودة المجد.. يا أنشودة صدحت
بها ملايين عشَّاق العلا نغما
عشقت، منذ الصبا، مغناك ملحمة
من الإباء وسِفْراً يزدهي شمما
صحائفاً ناصعاتِ الذكر أسطرها
سمت حروف جهادٍ وارتقت كلما
كان الأمير.. وما كانت بطولته
إلا المنار بدرب النصر والعلَما
وكان فكر ابن باديسٍ بدعوته
إلى الأصالة فكراً يحفز الهمما
قطبان في فلك التاريخ كم سعدت
غرُّ الكواكب بالتطواف حولهما
أنشودة المجد.. يا أسطورة دفعت
مهر التحرُّر من جور الطغاة دما
وثورة ما انثنى أبطالها خوراً
عن الوغى أو تفادوا خوضها سأما
مضت شهيداً يغذِّيها فيخلفه
من برَّ بالوعد إقداماً ومقتحما
حتى علت في صباح النصر ألوية
جذلى تقبِّل أرضاً حرةَّ وسما
أنشودة المجد.. ما أحلاك حاضنةً
ذكرى انتصارك طرفاً ملهماً وفما
مليحةً ترتدي في يوم زينتها
ثوب الوئام قشيب اللون محتشما
وأجمل الفرحة الكبرى معطِّرة
بمستطاب نداها الدين والرحما
أنتِ العظيمة أمساً جلّ تضحية
وأنت أجدر أن ترعي له الذمما
مدِّي جناحك في الأرجاء مرحمة
وأمطري فوق محروس الثرى كرما