في الوقت الأصلي
مرة أخرى.. سلمت من الرزايا .. يا وطني
محمد الشهري

من كرم الله ولطفه أن ولّى الأمور العليا لهذه البلاد المتفردة في كل شيء لعيِّنة خاصة من الرجال، الذين تتجلى تمازجية الحكمة بالحلم، وبُعد النظرة بالبصيرة في كل ما يتخذونه من اجراءات وقرارات ذات علاقة بمصلحة هذا الوطن ومن أي نوع.
* ولعل ما تمخضت عنه تداعيات مشاركة منتخبنا في فعاليات مونديال 2002 من قرارات سامية تمثلت بتوجيه سمو نائب خادم الحرمين الشريفين يحفظهما الله.. وما تلاه من تفاعلات وقرارات على مستوى القيادة الرياضية.. والتي هدفت وارتكزت في مجملها على معالجة ما أثبتت التجربة الحاجة الى معالجته من أخطاء.. على وضع الأسس الكفيلة بدفع عجلة تطور ونمو الرياضة الخضراء الى الأمام، بعد ان وضعت الاصبع على الجرح.
* قيادتنا بكافة مستوياتها لم تندفع او تتجاوب كعادتها مع مراجيح ومطافيق (الزفة).. بل مارست الحكمة والأناة في تلمسها لمواقع ومكامن الخلل.. ومن ثم اصدرت بشأنها القرارات الخالية من أية انفعالات غير محسوبة على رأي الشاعر العربي الذي يقول:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
* اللهم احفظ لهذا البلد أمنه وامانه.. واحفظ له رجالاته وقياداته.
هل يفعلها الزعيم؟!
* المعلومات المتوفرة عن الاوضاع الهلالية العامة قبل خوض غمار بطولة السوبر الآسيوي لا تبعث على الطمأنينة من كل النواحي..
* فالإصابات التي طالت عددا من ركائز الفريق البارزة أمثال الجابر والدعيع والدوخي والغامدي، وبالتالي حرمان الفريق من خدماتهم في هذا الوقت العصيب، فضلاً عن عدم الاستفادة من ميزة الاستعانة ببعض العناصر الأجنبية القادرة على تعويض ذلك النقص الهائل والمؤثر.. كلها عوامل ربما احدثت تأثيرها، وألقت بظلالها على المهمة، وعلى الأداء العام للفريق، وبالتالي إحداث صعوبات بالغة في الطريق الى بلوغ الهدف «؟!»
* هذا علاوة على وجود عدد من العوامل الأخرى المساندة لسامسونج الكوري، والمتمثلة بالروح المعنوية التي يتمتع بها أفراد الفريق الكوري كانعكاسات للمستويات المشرفة التي تجلت على مشاركة المنتخب الكوري الجنوبي في فعاليات مونديال «2002»، وبلوغه دور الاربعة كأول انجاز من نوعه على مستوى القارة الصفراء.. في مقابل العكس تماما على صعيد الفريق الهلالي المثقل بسلسلة من المحبطات والمعوقات.. والتي لم يعمل اصحاب الشأن الهلالي على تلافي ما يمكن تلافيه منها، من خلال دعم الفريق بثلاثة عناصر أجنبية بارزة على الأقل..
* يضاف الى كل هذه الأمور مسألة هامة جداً، وتتمثل في نوعية الاستعداد، وإلغاء المعسكر الذي كان من المقرر اقامته قبل البدء بخوض معترك البطولة «؟!»
* كلنا أمل وثقة بالله ثم بقدرة المارد الأزرق على النهوض من وسط هذا الركام، كما عودنا وعود جماهيره وجماهير الوطن.. فهو إن لم يفعلها فلن يكون بمقدور سواه الاضطلاع بمثل هذه المهمة في مثل هذه الظروف..
* بالتوفيق انشاء الله يا زعيم.
شكوزال.. شكوزال
* انقسمت مشاعري وامنياتي ازاء المركز الثالث في مونديال كوريا واليابان بالتساوي بين المنتخب التركي وبين نظيره الكوري الجنوبي..
* تمنيت ان يكون ذلك المركز المرموق من نصيب نجوم كوريا على اعتبار ان ذلك يصب في مصلحة كرة القارة الأكبر مساحة، والأكثر من حيث عدد السكان.. والأوفر تعاسة وتخلفاً كروياً على مستوى العالم رغم الامكانات المادية والتقنية البشرية الهائلة.
* وتمنيته من نصيب «شاش» ورفاقه لاعتبارات ذات علاقة بالروابط الدينية والتاريخية.
* لذلك جاءت النتيجة «سيان» بالنسبة لي.. فكلاهما الكوري والتركي يستحق الإشادة والثناء.. فالتركي استفاد من عامل الاحتكاك بالكرة الاوروبية سواء على مستوى المنتخبات او على مستوى الاندية.. لذلك جاءت محصلة ذلك الاحتكاك مثمرة للغاية.. فها هو المنتخب الكوري يحقق ما عجزت عن تحقيقه أعرق المنتخبات الاوروبية، بعد ان قدّم نفسه للعالم كمنتخب لايشق له غبار.. منتخب تمتزج فيه الجماعية بالاداء الجريء المنظم والرجولي.
* شاهدت لقاءه بالبرازيل، وشاهدت لقطات من لقائه بكوريا على المركز الثالث.. ودهشت لروح الإقدام وعدم الاحساس بالدونية التي يتمتع بها نجومه، وكأنهم يؤدون مبارياتهم على ارض استانبول.
* بالنسبة للمنتخب الكوري الجنوبي، فلعلّي لن آتي بجديد حول استفادته من اقامة البطولة على الارض الكورية مناصفة مع اليابان.. ومن ظروف بعض المباريات التمهيدية.
* وهذا لا يمنع من القول بأن نجوم كوريا بقيادة مدربهم الكبير هدينك قدموا تابلوهات كروية جميلة، ومستويات رائعة توجوها باحتلال مركز مشرف سيدعم موقف القارة الآسيوية مستقبلاً دون شك.
* وهكذا هم الأذكياء.. يعضون على الفرص السانحة بالنواجذ.. شكراً لنجوم كوريا.. وللأتراك أقول: شكوزال.. وتشكرات.
بصمة