لايوجد منتخب في العالم ملتزم بهذا الكم الهائل من المشاركات الاقليمية والقارية والعالمية غير المنتخب السعودي، وهذا الالتزام الكامل وان كان في بعضه القاري والعالمي واجباً لاثبات جدارة الكرة السعودية وتطوير مستواها، إلا أنه في بعضه الاقليمي لايرقى لمستوى منتخب وصل إلى العالمية أكثر من مرة ويريد أن يضع لنفسه مكاناً دائماً في صفوفها الأولى هذا إن لم يكن هذا الالتزام سبباً في ابعاده عن مستواه المعروف.
فالمشاركات الاقليمية «العربية او الخليجية» انموذج للتخطيط السيئ والإعداد الضعيف، فعدم ثبات مواعيدها وتغيرها شهراً بعد شهر والاعتذارات المتكررة من اغلب المنتخبات واذا ما بدأت البطولة بعد جهد كبير تتفاجأ بالمستوى الهزيل ثم يأتي المهزومون بطلبات الانسحاب حفاظا على باقي الوجه.
والمنتخب السعودي هو الوحيد الحاضر دائما في هذه البطولات رغبة في رفع المستوى والتجمع العربي والخليجي، إلا أن الوضع الحالي والاعتذارات الكثيرة للمنتخبات لاتسمح للمنتخب بأن يضحي بتاريخه واستعداداته العالمية وبطولاته المحلية التي انجبت عمالقة الكرة العربية من اجل بطولات لايعرف متى مواعيدها فضلاً عن الفرق المشاركة.
فقبل كأس العالم لعب المنتخب بطولة الخليج وفاز بها ورغم فرحنا بالفوز إلا ان المستوى للبطولة عموماً ضعيف وليس في صالح منتخب يستعد لنهائيات كأس العالم مع منتخبات لها باع طويل في كرة القدم ان يكون استعداده بهذا الشكل.
ونأتي بعدها لكأس العرب التي كانت مقررة قبل كأس العالم بحوالي الشهر لتبدأ الاستعدادات لها وتوضع الخطط ومرة أخرى تؤجل البطولة كالعادة لتعاد الحسابات من جديد وتختلط الخطط الموضوعة؟
وبسبب هذا وذاك ومع اسباب اخرى كانت الفضيحة الكارثية في ساورو ورغم انها لم تكن في الحسبان إلا أنها واقعية بنسبة كبيرة، فالخطط الموضوعة للمنتخب عفا عليها الزمن واللجنة المعنية بشؤون المنتخب لم تدرس كل الاشياء والظروف المتعلقة بالمنتخب.
في هذه الكارثة يجب ان يكون الدرس للجميع، فاللاعبون استوعبوا الدرس سريعاً وقدموا مباراة رائعة امام الكاميرون والجهاز الفني كذلك ورغم انها كانت هزيمة إلا أن تغير الحال في ظرف ايام قلائل يضع اكثر من علامة استفهام حول كل شيء خاص بالمنتخب؟؟
أتمنى إعادة النظر في المشاركات الخارجية للمنتخب ونستبشر خيراً باللجنة المقترحة من سمو الأمير نواف لتتولى الاعداد لمشاركات المنتخب ونتمنى ان تكون بداية التصحيح ولابد لكي تنجح هذه اللجنة ان تكثف من تعاونها مع لجنة البطولات المحلية إذا ما أرادت ان تحقق نجاحاً كبيراً.
نعيم البكر | 
