Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عندما تتبعثر الأوراق فالنتيجة: عندما تتبعثر الأوراق فالنتيجة:
آباء سلبيون وأبناء منسيون

البيت هو ميدان الطفل وعالمه الصغير .. داخل هذا البيت يتلقن الطفل تعليمه الأول من المجتمع المحيط به وهو مجتمع الأسرة وعقلية وشخصية الطفل تتشكل حسبما تراه وعما تقدمه له هذه الأسرة من تعليم وثقافة وقيم والمراحل الأولى من حياة الطفل هي مراحل امتصاص وتشرّب لحركات وسكنات هذا البيت .. والأسرة بدءا بالأب يجب عليها أن تستغل هذه الأرض المخصبة من المراحل العمرية الأولى للطفل فتملؤها بكل قيمة وبكل معرفة وآداب وثقافة.
الطفل في بداياته جاهز وقابل ومستعد للتقبل والتعلم وما على الأسرة ممثلة بالأب والأم إلا إعطاء الموضوع جانباً من الأهمية ووضع الخطط والبرامج التربوية الملائمة والمناسبة.
إذاً «البيت» هو المدرسة «الحياتية» الأولى وهو الأرضية والقاعدة الصلبة التي سوف تقام وتشيّد عليها «مُنشأة» وبناية المستقبل فإذا استقام البيت استقام وأضاء له درب الحياة والمستقبل وإذا كان هناك خلل أو اعوجاج في تربية وتكوين البيت والأسرة فمن المؤكد أن تتبعثر أوراق وتتلخبط خطوط خريطة المستقبل إلا أن يشاء الله تقدّس وتعالى.
وأيضا البيت دعوني أقول انه هو «المرجعية» و«المحضن» في التربية والمدرسة تكون امتدادا للبيت وتكميلاً له فلا يهمل الأب التأديب والتغذية والتربية ويطالب المدرسة بذلك وإن انحرف الابن وزاغ عن الطريق حملها المسؤولية فهي التي أوصلته إلى هذه الدرجة وجعلته على هذه الحال.
المدرسة مؤسسة تعليمية وتربوية وأيضا تثقيفية يأتي إليها الطالب ليتعلم ويتأدب ويستنير بمعارفها ويستضيء بأخلاقها وآدابها يأتي إليها ليعيش أجواء تختلف عن البيت عالم ممتلئ بالجد والنشاط ويحث على النظام .. يبدأ الطفل في استقبال مجتمع جديد مبرمج منظم؛ الزمن محسوب والوقت مشحون بأنواع المعارف والثقافات ..ولا شك أن الطالب هنا سيستفيد وخاصة في المرحل الأولى ولا بد أن تُستغل هذه المرحلة قبل البيت والمدرسة.
المدرسة دعونا نقول أنها جاءت بما عليها وقد يكون جزءاً بسيطاً ولكن الجزء الآخر والأهم والأكبر على البيت وفي الحقيقة لم يأت هذا البيت بما نريد وما نطمح إليه فأين دورك أيها الأب.
مع احترامي وتقديري لبعض الآباء الجادين والحريصين على تربية أبنائهم وتأديبهم إلا أن هناك مجموعة من الآباء الهامشيين السلبيين الذين لم يقرؤوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته..» الحديث.
قراءة واعية متعمقة مطبقة بل تصوروا أن الرعاية هي تهيئة المسكن والملبس والمشرب وتحقيق مطالبهم الدنيوية وترك الحبل على الغارب ونسوا أن الرعاية هي التخليق والتأديب بأخلاق وآداب الإسلام وأن أنميهم عقلياً وفكرياً وقبل ذلك خُلقياً، أن أذلل لهم الطريق وأدفعهم إلى الطريق المستقيم أن أكون قريبا منهم أعيش مجتمعهم وأقرأ واقعهم لا أكون في الاستراحات والمقاهي وفي مشاغلي الدنيوية وأتركهم والبيت لا أدري ما يفعلون ومع من يغدون ويروحون هناك فترات «عمرية» ومراحل خطيرة يمر بها النشء لا بد أن ينتبه الآباء لها ويعونها ويكون هناك البرامج التربوية المكثفة والمعدة لها .. الذين جرّوا المجتمعات إلى مزالق خطيرة ودمروا أنفسهم ليسوا هم الأبناء بل هم هؤلاء الآباء السلبيون الهامشيون الذين يحتقرون أبناءهم ويستكبرون ويستخسرون بضعة دقائق للجلوس معهم والنظر في أمورهم والبحث في أدق تفاصيلهم .. فهم مشغولون ولزحمة هذه المشاغل لا يعرفون في أي مدرسة وأي مستوى يدرس أبناؤهم وثقافتهم ومفهومهم «للتربية» هي أنها تكتسب من المدرسة فهي المسؤولة عن تربية الأبناء أما المنزل والأسرة فليس لهم أي علاقة فقط هما مكان آمن للأكل والنوم بسلام ..
إنكم حقاً سلبيون أيها الآباء إن تنازلتم وسألتم أبناءكم عن أوضاعهم وحالهم فهي أسئلة سطحية من نوع ما هي أخبار المدرسة؟ نجحتم أم رسبتم؟ ليس هناك وقت للتعمق أكثر في المدرسة ومعرفة أخلاق ومستوى الابن داخل المدرسة والمتابعة الجادة منذ بداية الدراسة .. ليس هناك وقت لمعرفة سير الابن في البيت وكيف يقضي وقته وما هي الطرق والوسائل لسد وملء هذا الفراغ والمدرسة قامت بدورها وحفظت ابن هذا الأب الهامشي المهمل ساعات طويلة لكن المدرسة الآن أغلقت أبوابها وذهب الجميع يستمتعون بالإجازة فيا ترى كيف حال هؤلاء الهامشيين السلبيين وأبنائهم مع الإجازة..؟
لا شك أن الأب يعد نفسه ويحزم شنطه لرحلات مكوكية عبر العالم والفضاء أما المساكين الأبناء فلسان حالهم قول الشاعر الصغير:


خلالكِ الجوُّ فبيضي وأصفري
نقّري ما شئت ان تنقّري

خالد عبد العزيز الحماد / بريدة ثانوية الأمير عبد الإله
******
بلدية المعابدة لـ « الجزيرة »:
لا يقع ضمن نطاقنا سوى مكتبكم
سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»
المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إشارة إلى ما نُشر بالعدد «10814» من صحيفتكم الغراء الصادر في 25/2/1423هـ بعنوان «لماذا الجزيرة يا بلدية المعابدة».
فقد تلقت هذه الإدارة رد الجهة المختصة بهذه الوزارة والمتضمن بأن مطالبة البلدية للمكتب بما ذكر إنما تم بناء على التعليمات المبلغة لكافة الأمانات والمديريات وبلديات المناطق بضرورة حصول بعض الأنشطة ومنها مكاتب الصحف اليومية على تراخيص من البلديات المختصة وفقاً للنصوص الواردة في نظام البلديات اضافة إلى التراخيص الأخرى من الجهات الحكومية المختصة بكل نشاط حيث ترخيص البلدية يعنى ترخيصاً بمزاولة النشاط بعد التأكد من توفر الشروط الصحية والفنية واستفياء الرسوم النظامية المقررة، أما عن كون البلدية لم تعامل مكاتب الصحف الأخرى بمثل ما عاملت به مكتب جريدة «الجزيرة» فذلك لأنه لا يقع ضمن نطاق عمل بلدية المعابدة الفرعية سوى مكتب جريدة «الجزيرة» فقط.
آمل الاطلاع والنشر شاكرين لصحيفة «الجزيرة» اهتمامها بنشر ملاحظات ومطالب المواطنين الهادفة لخدمة المصلحة العامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مدير عام العلاقات العامة والإعلام
صالح بن عبدالرحمن السويدان

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved