Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الخطوط السعودية وأبناؤنا الطلاب الخطوط السعودية وأبناؤنا الطلاب
هل فكر مسؤولو الخطوط في إيجاد الحلول؟

كنت قد كتبت في زاوية (منطق) في هذه الجريدة مقالة من جزأين كان عنوانها (خطوطنا الجوية رائعة في السماء، ولكن؟) نشرت بتاريخ 18 من ذي الحجة 1419هـ و25/12/1419هـ، وتحدثت في تلك المقالة عن مستوى الخدمات التي تقدمها خطوطنا السعودية لعملائها في السماء، وكيف أنها تعتبر من أفضل شركات الطيران في العالم من حيث نوعية أسطولها الحديث والعملاق ومن حيث أمانها الذي تحقق بعد توفيق الله نتيجة برامجها التدريبية عالية المستوى، وأشرت إلى ان الخطوط السعودية تعد من أفضل المؤسسات التي حققت نسبة عالية في سعودة الوظائف بجميع مستوياتها، ثم عرجت على بعض السلبيات التي نلمسها على الأرض.. أرض الواقع، عندما نتعامل مع الخطوط السعودية في مكاتب المبيعات.
وفي هذه المقالة لن أكرر ما سبق ذكره في المقالتين السابقتين. فحديثي هذه المرة سيناقش بعض ما استجد في موضوع علاقة الخطوط بنا وعلاقتنا بها من خلال المكاتب، أقصد مكاتب المبيعات، والجديد خبر نشر في جريدة الرياض بتاريخ 1/4/1423هـ جاء فيه أن مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدت بتاريخ 16/2/1423هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أكد أن قرار مجلس الوزراء رقم (56) وتاريخ 9/3/1402هـ الخاص بتخفيض تذاكر الاركاب على طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية للرحلات الداخلية يشمل جميع الطلبة السعوديين المدنيين والعسكريين بنين وبنات في جميع المدارس والمعاهد والكليات والجامعات دون استثناء سواء كانت حكومية أم أهلية بمن فيهم طلبة البرامج الإعدادية بمعهد الإدارة العامة وطلبة كلية الأمير سلطان للسياحة، وجاء في الخبر أن مجلس الوزراء الموقر أصدر هذا القرار بعد ان (رفضت) الخطوط السعودية منح تخفيض لطلاب البرامج الإعدادية بمعهد الادارة العامة وكلية الأمير سلطان للسياحة (انتهى الخبر).
لم أفاجأ بهذا الخبر إذ إن تجاربي الخاصة وما أسمع وأقرأ من تجارب الآخرين مع الخطوط السعودية وبعض موظفيها يجعلني أتوقع أكثر مما حصل. وتجعلني هذه الحال أتساءل إلى متى ونحن نعاني من قدم الأنظمة المتعلقة ببيع التذاكر والتخفيضات في الخطوط السعودية؟، ومتى يأتي اليوم الذي سنصبح فيه كالآخرين؟ أقصد كالمتحضرين.
ففي معظم البلدان المتحضرة تعطي خطوط الطيران الوطنية صلاحيات كبيرة بل ربما كاملة لمعظم وكلائها من المكاتب السياحية المنتشرة في المدن والقرى، وتتمثل هذه الصلاحيات في اصدار التذاكر المختلفة بما فيها تذاكر الطلاب المخفضة أو تذاكر المعوقين المخفضة، أو أوامر الاركاب الحكومية وغيرها. وذلك يقضي على الزحام الشديد في المكاتب الرئيسية للمبيعات والذي نكابده مع خطوطنا السعودية في كل مناسبة وخاصة مناسبة بداية الإجازة الصيفية. وعندما أجد نفسي في ذلك (السرا) الطويل والانتظار ساعات طويلة من أجل إنجاز عمل ما تحتم عليّ (الأنظمة) إنجازه (فقط) في المكاتب الرئيسية للخطوط، أصبح في حالة لا أصدق معها أنه لا يوجد في الخطوط السعودية مسؤول واحد ليست لديه القدرة على التفكير في إيجاد حل حضاري لهذه السلبية التي نلمسها وتضيع وقتنا الثمين، بل وتتكرر في كل موسم، وبصورة متزايدة، فالزحام هذه السنة أكثر وأشد من العام الماضي والعام القادم سيكون أكثر سوءاً إذا لم يوضع حل من قبل المسؤولين في الخطوط.
وقد حدث معي وأنا طالب مبتعث في (ليون) أن قررت السفر فتوجهت إلى أقرب مكتب سياحي وطلبت شراء تذكرة مخفضة للطلاب فسألتني الموظفة إن كنت أحمل ما يثبت أنني طالب فأبرزت جوازي وكانت المهنة في الجواز (طالب) فقامت بتصوير جوازي بما في ذلك الصفحة التي كتبت فيها المهنة، وأصدرت لي تذكرة مخفضة 50% بصفتي طالباً. ولم يتطلب مني الأمر بطاقة جامعية ولا نموذجا خاصا ولا توقيعا مسجلا أو مدير الجامعة ولا ختما ولا شيئا من كل (الروتين) الممل الذي يفرضه علينا النظام العتيق في خطوطنا السعودية. بل إن موظفة الوكالة لم ترفض وتقل لي إنهم مكتب سياحي وكيل، وإنه يحرم عليهم إصدار تذاكر الطلاب. حدث هذا قبل أكثر من 18 عاما، اما نحن هنا مع الخطوط السعودية فما زلنا نصر على إبقاء روتين الأختام والأوراق وليست أية أوراق، فمثلاً لو حضر شاب إلى مكتب الخطوط السعودية ومعه شهادة حررت على ورق عادي وذكر فيها أنه طالب وكانت هذه الورقة موقعة من مدير مدرسته ومختومة بختم المدرسة، فإني لا أضمن أن يصدقها ويقبل بها موظفو الخطوط!. بل لابد من نموذج محدد فرضه (النظام) بل فرضناه نحن لأننا نحن الذين صنعنا النظام.
والأكثر غرابة هو ما يحدث عندما يكون ابن أحدنا أو ابنته تجاوز عمره الـ 12 سنة ولو بيوم واحد، مع أنه يكون حينئذ بالميلادي أقل من 12 سنة بأشهر، والخطوط السعودية تتعامل في تذاكرها وفي كثير من إجراءاتها بالتاريخ الميلادي، ومع هذا سنكون ملزمين بدفع تذكرة كاملة لهذا الابن أو البنت إن لم نستطع إحضار نموذج تخفيض موقع ومختوم من المدرسة التي يدرسون بها. تصوروا أن بلداً مثل المملكة العربية السعودية حفظها الله والتي تتميز بأن نسبة عالية قد تصل الى 98% ممن عمرهم بين 12 و18 سنة طلاب يدرسون في مدارس ومعاهد، فلماذا نطلب من كل مسافر من هذه الفئة العمرية شهادة موثقة تثبت أنه طالب؟ لكي يحصل علي حق تفضل به ولي الأمر حفظه الله؟ وإن كان الأمر كما يكرر موظفو الخطوط دائما بأن ذلك هو (النظام)، فالأمر أسهل مما يتصورون، حيث إن الذي صاغ هذا النظام قادر بدون شك على تعديله لما يحقق المصلحة ويزيل الضرر. ولنفرض أن أحدنا قرر السفر برفقة أبنائه الطلاب خلال العطلة الصيفية وكان بعيدا عن مقر إقامته فماذا يصنع لكي يحصل لهم على نماذج موقعة ومختومة؟
واقترح أن يتكرم المسؤولون في خطوطنا السعودية بالتسهيل على المواطنين والطلاب ويكتفوا بصورة البطاقة الجامعية بالنسبة للطلاب الجامعيين، وينسقوا مع وزارة المعارف لإصدار بطاقات للراغبين في السفر جوا من الطلاب والطالبات يحضرها الطالب أو ولي أمره مع صورتها لشراء التذاكر المخفضة. والله ولي التوفيق.

د. عبدالله آل وزرة
جامعة الملك سعود كلية الآداب

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved