Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من المسؤول عن العنوسة؟ من المسؤول عن العنوسة؟

عش الزوجية وظلال الاسرة الحانية اهم اسباب السعادة ولذا فزرع الاشواك ووضع العقبات امام الوصول لهذا الحلم المشروع لكل احد هو جريمة بحق الفرد والمجتمع.
ان المطلع على بعض الاحصائيات الاجتماعية المختصة بهذا الشأن يصاب بالدهشة من ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع بارقام تفوق التصور رغم ان الاحصائيات الدقيقة يصعب الوصول اليها في ظل عقبات كثيرة. المرأة هي الطرف الاكثر تضرراً من هذه المشكلة الاجتماعية بيد انها احد اسبابها فهي الجانية والضحية في كثير من الاحيان فمن اسباب العنوسة التي تعود الى الفتاة نفسها احجامها عن الزواج بحجة اكمال الدراسة او الحصول على الوظيفة ثم تجري خلف هذا السراب فإذا اعياها التعب وجدت نفسها وقد خلفها الركب فتستيقظ بعد فوات الأوان.
والحقيقة التي نراها ونحسها ونماذجها كثيرة في المجتمع هي ان لا تعارض بين الزواج والدراسة او الزواج والوظيفة ومن ثم ينبغي توعية الفتيات بهذه الجوانب حتى لا تجني على نفسها بسبب هذا الفهم القاصر الذي يرد عليه واقع كثير من الفتيات الناجحات في حياتهن الزوجية وفي مسيرتهن التعليمية.
وثمة امر آخر يعود للفتاة نفسها وهو المثالية في طلب صفات ومواصفات الرجل فكم هي الفتاة التي ترد طُراق الابواب وطلاب الحلال بدعوى ان هذا لم تعجب بشكله وذاك بمنصبه والآخر بشهادته وهلم جرا خصوصاً اذا كانت الفتاة على قدر من الجمال حيث يجني عليها جمالها فاذا استمرت في الاستعلاء وطلب المثالية والاعراض عن نصائح الناصحين وتوجيهات المشفقين فقد ذبحت نفسها بيدها وقضت على حلمها باختيارها ومع ان الفتاة في السببين السابقين هي الجانية والضحية الا ان المجتمع يتحمل بعض المسؤولية بسبب ضعف التوعية الاجتماعية وقلة طرق وعلاج مثل هذه المسائل المهمة.
وهناك طرف آخر يتحمل القسط الاكبر من حدوث هذه المشكلة وتفاقهما وهو الولي الذي يحول بين موليته والسعادة فيرد الخطاب باسباب واهية وربما حقيقة الامر وسبب الرفض يعود الى طمعه في مرتب موليته فيخشى ان هي خرجت الى بيت الزوجية انقطع عنه هذا المال فيبيع امانته في حفنة نقود.وكم هي الامثلة لهذا النوع من الاولياء الذين لا يخافون الله فيجنون على الفتاة وعلى المجتمع.
سبب آخر لا يقل اهمية عما مضى وهو عقبة كؤود في طريق العفة وهو المغالاة في المهور فهو الذي يحول بين الشباب وبين الزواج في كثير من الاحيان فهو السبب الرئيس في مشكلة العنوسة وينبغي ان تتضافر الجهود لحل هذه المشكلة كأول خطوات القضاء على العنوسة فرفقاً بالقوارير ورحمة بالضعفاء والراحمون يرحمهم الله.

د. عبدالله بن محمد الرميان
جامعة ام القرى مكة المكرمة ص.ب 13663

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved