Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

صدى الإبداع 9/5 صدى الإبداع 9/5
د. سلطان القحطاني

3 النقد الأكاديمي التوثيقي:
كان النقد فيما مضى منصباً على دراسة الشعر ونقده، ولم يكن للدراسات النقدية النثرية نصيب مما يدرس، وكان خوف الدارسين منصباً على عدم وجود المراجع من جهة وتجربة دراسة النثر من جهة أخرى، وكانت أول رسالة تسجل في مجال الدراسة النثرية في حقل الرواية، دراسة كاتب هذا البحث، في جامعة جلاسكو «اسكوتلاندا» قسم الدراسات الشرفية، في المملكة المتحدة عام 1988م، تحت عنوان «الرواية في المملكة العربية السعودية، نشأتها وتطورها من 1930 ـ 1989» «12» وهي أول دراسة توثيقية تاريخية نقدية، وما إن صدرت هذه الدراسة في طبعتها العربية حتى فتحت الباب لدراسة هذا الفن المغمور من قبل طلبة الدراسات الأخرى التي قام بها بعض الاخوة العرب، مثل دراسة الدكتور محمد صالح الشنطي.
«الرواية في الأدب السعودي المعاصر» وتفرعت عنها دراسات جانبية، فقد درس حسن حجاب الحازمي البطل في الرواية السعودية، ونال عليها درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وصدرت في كتاب، وأخذت الدراسات التوثيقية النقدية في التزايد في الجامعات السعودية لدراسة هذا الفن الذي كان يخيف الدارسين ولم يأت ذلك من فراغ، فقد كان عذر الدارس فيما مضى يكمن في قلة المراجع والمصادر حول الأدب السعودي، وإذا وجدت فأين مكانها؟ إضافة إلى قلة النتاج الفكري النثري إبداعا ونقداً، بصفة عامة، أما اليوم وقد بنى أكبر صرح ثقافي في المملكة كأكبر دار للكتاب، مكتبة الملك فهد في الرياض، وذلك بأمر من الملك فهد نفسه، فعندما تولى مقاليد الحكم في البلاد سنة 1402 ـ 1982م، أراد أهل الرياض أن يقيموا له حفلاً بهذه المناسبة، لكن آثر ذلك ببناء مكتبة وطنية، كدار للكتب في المملكة أول مرة، وفعلاً بدئ العمل بها، لذلك لم يصبح المرجع معضلة للباحث وكان لظهور دراسة سحمي ماجد الهاجري عن القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية التي صدرت في مطلع القرن الخامس عشر الهجري كبير الأثر في الدراسات النثرية، وخاصة القصة القصيرة وظروف نشأتها في المملكة، في المرحلة المتقدمة من عمر الفن القصصي، وكانت دراسة لم تكتمل، من الناحية الزمنية، حيث وقف الباحث عند مرحلة الستينيات الميلادية، الثمانينيات الهجرية، ولم يكمل تطورها، وعلى كل حال، تعدّ خطوة أولى في طريق الدرس الأدبي في المملكة، وكانت الدراسة عبارة عن رسالة ماجستير من دار العلوم في القاهرة، وهناك عدد من الدراسات الأدبية في الجامعات السعودية والعربية عن الأدب السعودي بشكل عام، والرواية بشكل خاص، وأغلبها لم ينته بعد، وقد صدرت دراسة عن السيرة في الأدب السعودي، قام بها عبدالله الحيدري، لنيل درجة الماجستير، رصد فيها الأعمال السيرية، وفصّل فيها القول حول معنى السيرة وما قيل فيها من نقد ودراسة في العالم العربي. مركزاً الدراسة على الأدب السعودي، وبما ان هذه الدراسات التي تحدثنا عنها دراسات اكاديمية ترتبط بنظام الجامعة التي تدرس فيها، وبالقوانين العرفية للدراسات العلمية وتتأثر برأي المشرف الخاص، فإن القيمة الفنية النقدية تتأثر بهذا النظام من الناحية الفكرية، لكنها تتميز عن غيرها بالصدق العلمي وشدة المراجعة وقوة التوثيق لذا تبقى مرجعاً موثوقاً به للدارسين فيما بعد، فبإمكان الدارس ان يطور من هذا العمل في مصلحة العمل نفسه، أضف إلى ذلك ما قام من الدراسات الجانبية، غير الأكاديمية على ضوء هذه الدراسات، مستفيدة منها، من ناحيتين: الناحية العملية، والناحية الفنية، فالدراسة الأكاديمية هي الدراسة المسؤولة عن رصد العمل الأدبي وتوثيقه، لأنها الجهة المسؤولة قبل غيرها عن الرجوع إلى ماقدمته، على أنه عمل موثق نقدياً وعلمياً، ومن ثم تبنى عليه الدراسات الجانبية التي تعتمد في مجملها على الذوق الخاص، والرؤية الفنية، إضافة إلى وشائج المجاملة والإعجاب ببعض الإنتاج على حساب النقد الفني.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved