عاش الفنان هنري مور بين عامي 1898 و1986 ميلادي بعد أن أسس مدرسة فن النحت الحديث وأصبح أبرز فناني القرن العشرين وكان اتجاهه الجديد المعاصر في النحت سببا في طرده عام 1931م من المعهد الملكي البريطاني نتيجة لابتكاره أشكالاً جريئة في صياغة مواد النحت استثارت غضب النقاد البريطانيين المحافظين على التقاليد العريقة التقليدية في النحت الأوروبي بصيغه التقليدية الرائجة منذ عصر النهضة والمناسبة والمطابقة للنحت الإغريقي المعتمدة والمرتكزة على التفاصيل في أشكال المنحوتات للكائنات.
إلا أن الفنان مور كسر تلك القيود واتجه إلى اكتشاف اللغة التعبيرية الديناميكية التي تكمن في أعماق الكتلة بتشكل دائم يفجر كوامن الجمال فيها ورغم بحثه في الفنون العالمية المختلفة مثل فنون المايا إلا أنه وجد عالمه في الفنون البدائية وفيها وجد ضالته في الشكل الجديد بين التشخيصية والتجريدية في وقت واحد.
ولد هنري مور عام 1898م في مدينة كاستلفورد في بريطانيا وهو ابن لعامل مناجم التحق عقب ذلك في كل من مدرسة لسيدس والكلية الملكية البريطانية لدراسة الفنون بعد خدمته في الجندية البريطانية إبان الحرب العالمية الأولى ويعتبر الفنان مور فنانا أكثر شمولية فقد استلهم إبداعه عودا إلى بحثه في الفنون البدائية ولهذا فقد ظهرت أعماله بإيحاءات سوريالية مستخدما فيها أسلوب التشكيل الميداني للتماثيل الكبيرة في الساحات العامة بجانب استلهامه من النحت الأوتروسيكي كما في عمله عروس عام 1940م وذلك عبر كتل حجرية تكعيبية متقابلة.
وقد استفاد الفنان من مرجعيته الطبيعية فأدخل بعض موادها في النحت كالعظام والقطع المعدنية وأوراق الشجر والرصاص ومخلفات البحر بتكوينات مجردة وقد منح هنري مور أعماله شعورا لمخاطبة العقل الباطني أكثر منه تفسيراً للوعي الظاهر.
| 
