Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الجدار الرابع الجدار الرابع
التراث المسرحي مسؤولية من ؟
فهد الحوشاني

مدخل:
لا اعرف ان كان لدينا تراث مسرحي يعتد به، ولا أدري ايضاً ان كان لدينا حركة مسرحية أو ان ما يوجد كما اقول دائما هو مسرحيات متناثرة..
لقد قال الدكتور نذير العظمة انه لم يجد ارشيفا للمسرح السعودي.
***
المسرح احد المؤسسات الاجتماعية التي لا بد لها ان تتفاعل مع تغيرات المجتمع حيث تؤثر وتتأثر به. فتلك التغيرات لا بد ان يكون لها ردود افعال أو مواقف فنية أو فكرية لدى المبدعين سواء مسرحيين أو غيرهم. كما انه على المبدع احيانا ألا يكتفي بان يتبع أثر التغير بل انه احيانا يتنبأ به ويرحب أو يحذر منه!
وفي كثير من الدول تجد تراثاً مسرحياً هائلاً يتم الرجوع اليه عند الرغبة في دراسة مواقف اجتماعية معينة مر بها المجتمع وكوّنت انواعاً من الأنماط السلوكية. وفي مصر مثلا سيجد الباحث رصيداً كبيراً اذا تتبع الانتاج المسرحي في الستينات والسبعينات والثمانينات وسيجد ان كل قضية اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية تفاعل معها المسرحيون بكتاباتهم الابداعية لان المسرح يكون غالبا انعكاسا لأحداث يمر بها المجتمع.
والظاهرة المسرحية ليست انتاجاً فردياً بل جماعي ترعاه المؤسسة الرسمية فالمؤلف لا يمكن ان يقال ان ابداعاته دائماً تكون منعزلة عن المجتمع بل هي نتاج لعناصر التغيير الداخلية والخارجية.
ويمكن للمتتبع في أي بلد ان يجد مادة مسرحية سواء على مستوى النصوص أو مستوى الكتابات النقدية التي تتعقب حركة المسرح من السهل عليه ان يجد مادة تعينه في دراسته لكن لدينا الحال يختلف كثيراً فهو لن يجد ما يبل الريق. فكل الذي حدث هو مجرد مسرحيات في فترات متقطعة ما كتب عنها مجرد اخبار صحفية لا تجاوز الاسطر المعدودة،
والنصوص التي قدمت على مستوى الثلاثين سنة أو أكثر لا يمكن لباحث متتبع ان يجدها اذ انه ليس لدينا جهة لديها اهتمام بهذا الأمر ويوجد لديها ارشيف مسرحي ومركز دراسات مسرحية فالعشوائية هي التي تسيطر على المسرح والعرض المسرحي يموت بلا تكفين اذ يقضى عليه في الليلة الأولى وتبعثر الاوراق وتضيع،
لهذا فربما يحتفظ المؤلفون بنصوصهم التي سبق ان عرضت على المسرح ولكن حتى تلك النصوص نظراً لقلتها وضعفها غالباً فهي لا تشكل صورة حقيقية عن الموقف المسرحي تجاه الاحداث الاجتماعية أو غيرها.
ولقد تسببت جريدة الجزيرة وهي تعيش نقلتها النوعية هذه الأيام وبصفحتها التاريخية بتداعيات هذا المقال وبسؤال مفاده انه هل يمكن لنا كمسرحيين ان نحصل بسهولة على عروض الأمس كنصوص واذا كان ذلك ممكنا فمن اين؟ لقد كان الأمر بالنسبة للجزيرة سهلا جداً فالارشيف محفوظ حفظاً منهجياً يتيح الحصول على الصفحات المطلوبة بسهولة ولكن هل ذلك ممكن بالنسبة للمسرح؟
هل يعرف احدكم فرداً أو هيئة خدمت المسرح السعودي فوثقت اعماله وحركاته المسرحية منذ نشأته حتى الآن!
ولأنني اعرف جواب هذا السؤال فأستجاوز اجابته إلى سؤال آخر لا أعرف اجابته وهو: هل تتوقعون ان يكون لدينا من يحترم جهود المسرحيين الذين ضاعت جهودهم طوال هذه السنين دون توثيق.. وهذا السؤال فعلاً انا لا أعرف اجابته ولكني اعتقد ان ذلك لو حصل فلن يحصل قبل الثلاث سنوات التي ستلي الثلاث والثلاثين سنة القادمة!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved