Tuesday 2nd July,200210869العددالثلاثاء 21 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سياحة في بلادنا سياحة في بلادنا
د. عبد الله بن محمد الرميان / جامعة ام القري

مع حلول موسم الصيف وبداية الإجازة المدرسية والتي يمَّيزها في هذا العام طولها، تتجاذبنا الدعوات السياحية التي تُسمع وتُشاهد وتقرأ في كثير من وسائل الإعلام والتي تدعو لقضاء أجمل الأوقات وأحلى اللحظات في ربوع ذلك البلد او ذاك. صور مغرية ودعايات جذَّابة قد يكون بينها وبين الواقع بون شاسع.
والمشكلات التي تعترض السائح والعقبات التي يجدها في طريقه قد تفسد عليه أو تنغِّص عليه هذه المتعة الموعودة.
بلادنا ولله الحمد واسعة الأرجاء مترامية الأطراف، فيها السهل والجبل والبر والبحر والمناطق الباردة صيفاً والدافئة شتاءً والأهم من ذلك وجود الأماكن المقدَّسة التي تجذب إليها الملايين من أبناء الأمة الإسلامية فمكة شرفها الله مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومنبع الرسالة رغم ارتفاع درجة الحرارة فيها في الإجازة الصيفية إلا انها مازالت تستقبل وفود المعتمرين والزائرين من شتَّى البلاد ليقضوا فيها أسعد الأوقات وأثمن الساعات، ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم تستقطب آخرين وجدوا فيها انشراح الصدور وطمأنينة النفوس يحسُّ الزائر لهذه المدينة المباركة بالمتعة والفائدة فهي كما قيل «عبادة واستفادة».
في السنوات الأخيرة بدأ التعريف بسياحة بلادنا واستقطاب الناس لها وبدأت المشاريع السياحية والقرى الترفيهية والمخيَّمات الدعوية وكلها تصبُّ في أن بلادكم أولى بكم، هذه الجهود المبذولة تحتاج الى جهود وسائل الإعلام لتلقي عليها الضوء لا لتستقطب أبناء البلاد فقط، بل أيضا أخواننا في بلاد الخليج وتحتاج إلى بذل رجال الأعمال وتشجيعهم على الاستثمار في بلادهم ونفع مواطنيهم مع مراعاة خصوصية هذه البلاد وقداستها. والكتَّاب وأصحاب الأقلام عليهم أن يساهموا في تنشيط السياحة الداخلية بالكلمة الواعية والفكرة الجميلة والقدوة الحسنة، لا الذين يأمرون الناس بالبرِّ وينَسوْن أنفسهم، فقد كتب أحدهم كلاماً جميلاً عن السياحة الداخلية وشجَّع عليها ورغَّب فيها لكنه كتب مقالاً في نهاية الإجازة يتحدث فيه عن مشاهداته في البلاد الأجنبية والعربية التي زارها في الإجازة فهدم ما بناه حتى ظن القارئ أن السياحة الداخلية للفقراء الذين لا يقدرون على نفقات السياحة الخارجية فلم يختاروا لأنفسهم إنما على ما جاء في المثل «مكره اخاك لا بطل» وهذا ليس بصحيح فكثير هم الذين يفضلون السياحة الداخلية على السياحة الخارجية رغم قدرتهم المالية.وليس معنى هذا ان من يشجع السياحة الداخلية تحرم عليه السياحة الخارجية إنما رحم الله امرأً كف الغيبة عن نفسه وصار قدوة عملية لغيره.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved