Friday 28th June,200210865العددالجمعة 17 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في حراج الصواريخ بجدة في حراج الصواريخ بجدة
بيع «الموت» بتزوير تاريخ الصلاحية

  * تحقيق علي أحمد السهيمي - جدة:
ضعف الحالة الاقتصادية والزواج الفاشل والأمراض النفسية أهم
الأسباب
في حراج الصواريخ بمحافظة جدة كل شيء مطروح للبيع بدءاً من إبرة الخياطة ومروراً بالملابس القديمة «المهترئة» والمستخدمة سلفاً، وكذلك كل ما هو «منتهي الصلاحية» من أدوات كهربائية بعضها أحيل للتقاعد منذ زمن وعجز عن اصلاحها «أعتى عتاولة» فن الهندسة الالكترونية فتلقفتها أيدي باعة «السمك وهو لازال في البحر» ليقوموا بالتحريج عليها بعد تلميعها وتنظيفها خارجياً لجذب أعين الزبون «المغفّل» او الغافل لا فرق، وغير ذلك من الكماليات والمفروشات المتخم بها حراج الصواريخ بجديدها «القليل» وقديمها «الكثير» والتي لمقتنيها بعلمه او بغير علمه مطلق الحرية الكاملة في ذلك لأن ضررها لو حصل وهو بالفعل حاصل سيكون عليه وحده وسيكون «جيبه» هو الخاسر الوحيد مادياً جراء شرائه «السكر في ماء» كما يردد «المحرّجون» هناك..
متاجرة بالأرواح
ولكن حين يتعدى الأمر حدود «الجيوب» والماديات ويصل الى المتاجرة بأرواح البشر بل وتعريضها للموت والقتل ونشر الأمراض والعاهات المستديمة بينها. هنا يجب ان نصرخ بكل ما أوتينا من صوت ونهدر هدير الغضب في وجوه أولئك المتاجرين بأرواحنا وبصحة فلذات أكبادنا من بائعي المواد «المنتهية الصلاحية» من الأغذية الضرورية التي لا تخلو منها موائدنا اليومية، ولو كان بائعو تلك المواد الغذائية يعرضونها بتاريخها القديم ويكون المشتري على علم بانتهاء صلاحيتها وبالتالي يصبح هو مخيراً في شرائها من عدمه، لهان الأمر بعض الشيء لكن المؤسف والمزري فعلاً أنّ أولئك الباعة يتذاكون ويستغفلون الجميع بعملية «طمس» التاريخ القديم ووضع ملصق جديد بتاريخ جديد وبشكل لا يكتشفه إلا القليل من الناس.
أين الرقيب؟
صالح الغامدي أحد رواد الحراج يستغرب من بيع المواد الغذائية هنا ويقول لمثل هذه المواد أماكن لبيعها مثل الأسواق التموينية الكبرى والبقالات المتخصصة والمشددة عليها الرقابة والمفروض ان يكون عند الجميع وعي وإدراك بحيث لا يعرض الواحد منا نفسه وأسرته للهلاك والتسمم والمرض ويشتري «سكراً في مويه» وخصوصاً الأكل.
سألناه: وكيف نتصدى لمثل هذه الظاهرة ومن المسؤول يا ترى عن هذا الوضع؟ قال: أنا اتساءل مثلكم اين الرقيب وما هو دور البلدية والتجارة؟ وهما الجهتان المسؤولتان عن هذه الظاهرة والتصدّي لها يكون عن طريق هاتين الجهتين وذلك بزيادة جرعة التوعية للمواطنين والمقيمين ضد كل ما يضرّ بصحتهم وأيضاً بالوقوف بحزم ضد كل من يقدم ببيع تلك المواد وتغيير تاريخها والضحك على الناس والمتاجرة بأرواحهم.
ثم التقينا الأخ حسن جبران الصبياني الموظف بوزارة الصحة وقال: انظر لمن يقف خلف هذه البضائع ويقوم بالترويج لها ومخاطبة الزبون انهم غالباً من الاخوة الوافدين وبعضهم لا يحمل إقامة يعني هم مخالفون لأنظمة الإقامة والعمل ومستعدون لبيع أي شيء من ضمير وأمانة وإنسانية في سبيل تحصيل النقود حتى لو كان على حساب صحة الناس وأرواحهم. والدور هنا متشعب والمعنيون به جهات كُثر وهي البلدية والتجارة والجوازات والشرطة فلو تم التشديد الرقابي وتطبيق النظام والأنظمة الموضوعة من قبل الدولة -حرسها الله- ضد هؤلاء لما رأيت أحداً منهم يصول ويجول ويبيع ويشتري في الأنفس والثمرات دون ان يضع في حسبانه مراقبة رقيب او محاسبة حسيب ويكمل الصبياني كلامه بالقول: يا ليت قبل أن نطالب المواطنين على اختلاف ثقافاتهم ومشاربهم بعدم الشراء من «بائعي الموت والسم» ياليتنا نشحذ سيف النظام ونشدد الرقابة الصارمة فيما يختص بالحفاظ على الصحة والروح وهما في نظر الجميع أغلى من كل الممتلكات وأثمنها، ويجب علينا جميعاً الإبلاغ عنهم للحد من استهتارهم.
المقيم السوري «ابو حسام» قال: إنه أتى «للتمشية» في الحراج ولم ولن يشتري شيئاً «يؤكل» منها مهما رخص ثمنه «فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى» كما قال آباؤنا وواجب الجميع كما يرى من مواطنين ومقيمين هو التبليغ عن كل «مفسد» يبيع المواد الفاسدة، او المنتهية الصلاحية أو المغشوشة التاريخ ولو كان أقرب الأقربين. فماذا ستنفعني قرابته لي اذا قتلني او قتل احد ابنائي وتسبب في جلب الأذى لي أو لأحد أفراد اسرتي.
من الجولة
- أحد الباعة عندما هممنا بالتقاط الصور لبضاعته أرعد وأزبد قائلاً: إنه احد الموزعين لنفس الصنف، وقد حصل على هذه الكمية كعمولة له من الجهة المنتجة ولعدم حاجته لها قام بعرضها للبيع، وعندما بيّنا له انتهاء تاريخ صلاحيتها رجع عن كلامه الأول وقال: أنا على باب الله وأحاول أن أكسب لقمتي بالحلال.
- البعض حاولنا تحذيرهم من شراء هذه المواد لكنهم نهرونا وبعضهم قال هل تريدون مني ان اشتري هذا الحليب من البقالة بعشرين ريالاً للعلبة الواحدة وهنا تباع الثلاث علب بخمسة وثلاثين ريالاً؟!
- بعض الباعة الوافدين حاول الاعتداء على «المحرر» وسحب آلة التسجيل والكاميرا بالقوة ولم يُفك الاشتباك إلا بعد جهدٍ جهيد وبمساعدة صديق «المحرر» الذي صادف وجوده في الحراج وقتئذ.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved