Wednesday 26th June,200210863العددالاربعاء 15 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

على ضفاف الواقع على ضفاف الواقع
آخر عناقيد... الحلم
غادة عبدالله الخضير

«1»
من رسالة الوفاء للياسمين ل«غادة السمان»..
علميني كيف يعود العطر إلى وردته ألام لأعود إليك..
علميني كيف يعود الرماد جمراً..
والأنهار نبعاً..
والبروق غيوماً..
وكيف ترجع أوراق الخريف إلى أغصانها ثانية.
لأعود إليك.
كل ما يعذبني غير موجود.
الوجوه التي ارتدت وجوهاً أخرى..
حكايا الحب التي لم أعرف كيف أعيشها.
ولم انجح في حفظها محنطة داخل صناديق الذاكرة الموصدة..
فظلت نصف حية تهيم في قاع روحي.. كالأشباح الغامضة المجهولة..
عبثاً أحاول أن أنسى بإتقان.. أو أتذكر بإتقان كل ماكان..
كل ما يعذبني له جسد الضباب.. يخترقه الرصاص الذي أطلقه عليه..
ولا تندفع معه التعاويذ..
كل ما يعذبني غائب على حافة الحضور.. وحقيقي على حافة الوهم..
تطالعني وجوه أحباب الماضي وجهاً وجهاً..
راكضة بسرعة كصفحات دفتر تقلبه الريح..
لن أدع النار تشب في أطرافه!!
«2»
«هل انتهى الحلم ياباسمه؟
وانتهيئا إلى الحرية من كل ما يثقل عبء الحياة على أرواحنا التي لم تعرف إلا الركض من الأشياء للأشياء.. ومن الملامح للملامح..؟!
هل انتهى إغراء الحلم. وتجلت لنا حقائقه أنه يمكن أن يحقق بأقل الخسائر الممكنة دون عناء ومشاحنات.. وخوف..؟؟
أم أنه «الشرير» هكذا يكون أجمل؟؟ يكون أكثر اختراقاً للقلب؟؟ ويكون أكثر هيمنة على الذاكرة؟! ويكون أكثر إثراء للبوح والكتابة؟
كنا «مختلفين» أشعر بذلك تماماً الآن.. ربما لذلك جاء الحلم معنا مختلفاً أيضاً.. بارعاً في احتواء شخصياتنا التي لم تكن تلتقي في شيء.. في حين أنها تلتقي بكل الأشياء.. معادلة الحلم الذي جمعنا كانت غريبة ولهذا.. ارتشفنا مذاقه الخاص حتى الإدمان عليه.
أظننا ياغالية بعد ذلك.. سنحلم بهدوء.. ودون ركض..!!!
ولكن بالرغم مما سببه ذلك الحلم الذي عشناه.. إلا أننا كنا نتقاسم رغيف قلقه سوياً.. بكل ما يتاح لنا من الحياة.. إني أعود إلى كل حروفك وكلماتك التي كنت تقومين بتدوينها على ورق وردي صغير وتزينين بها باب غرفتي.. معبأة بالحنين احياناً وبالشجن احياناً أخرى.. وبعض المرات.. بكرمك في تذكيري بأنك وضعت لي ما يسد جوعي على طاولة المطبخ.
عشنا الحلم حتى آخره.. حتى تحقيقه ولهذا سيبقى في ذاكرة القادم رطباً طرياً كجسد الطفل الوليد تماماً.
تعلمين يا باسمة صوراً حية لك في الذاكرة.. وصوتك لازال عالقاً في أذني بكل عباراتك الشقية التي كنت تغرسينها في سمعي كنخلة شامخة.
تضحكني عباراتك.. أقسم لك تضحكني.. لتصبح الضحكة كالخنجر تماماً عندما يخترق جسد غافل بالأمان.. وبالحب..!!!
«احمدي ربك ياغادة أنك عرفتيني»
«ما بعرف كيف ممكن تعيشي من غيري»
«والله عمرك ما راح تلاقي وحدة بخفة دمي»
«مين راح ينكد عليك من بعدي»
«اعترفي أن ما في مثلي اثنين»
نعم ياغالية..
بقوة أحمد الله أني أعرفك وأنك من أشهر الملامح التي تظهر على شاشة حياتي بدور يشبه دور البطولة!!
وأعترف لك الحياة من دون روح تشبهك.. صعب أن تصبح أجمل.. ومن دون مرحك الذي ينقلب أحياناً إلى كارثة.. تصبح الرتابة شكلاً دائماً لأيامناًً..
أما ياسيدتي الصغيرة.. تلك المسائل التي تتعلق بأنه لا يوجد مثلك اثنان.. فليس لها إلا سجدة الشكر.. حمداً لله.. واعترافا برأفته.. وسعة حلمه على عباده..!!!!!
للبقاء حديث ياغالية
حقيقة حتى نلتقي..
مهرة هي الذاكرة..
جامحة نحو كل ما يلهب الحنين..
والشجن..
والأيام..
إسفنجية هي الذاكرة تمتص كل شيء..
ولهذا هي تنزف باستمرار..
كلما تكدست.. «بهم»..!!!!
صبية هي الذاكرة..
تبعث الحياة.. في تجاعيد الملامح التي تخون..
محراب هي الذاكرة..
ندعو فيها لمن بقي..
نستغفر فيها لمن رحل..!!
أن يمنحها الصبر..
والرحمة..

ص ب 28688 الرياض 11447

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved