اليهود قوم عرفوا بالغدر واشتهروا بالخيانة صفة توارثوها فلقنها الآباء للأبناء وأخذها الخلف عن السلف.
العارف بصفاتهم والمطلع على تاريخهم لا يفاجأ بأعمالهم المشينة ولا يصدم بما يجري اليوم على أيديهم في أرض فلسطين المكلومة من قتل وتعذيب وتشريد لم يسلم منه الشيوخ لكبرهم ولا المرضى لعجزهم ولا النساء لضعفهن ولا الأطفال لبراءتهم.
إن هؤلاء اليهود يعضون كل يد تمتد لتصافحهم ويرفسون بأقدامهم من يركض إليهم أو يرتمي في أحضانهم.
هؤلاء يئدون كل مشروع يسعى للمصالحة العادلة معهم وقد ذكَّرنا الله بصفاتهم وأخبرنا بغدرهم وخيانتهم قال تعالى: {فّبٌمّا نّقًضٌهٌم مٌَيثّاقّهٍمً لّعّنَّاهٍمً وّجّعّلًنّا قٍلٍوبّهٍمً قّاسٌيّةْ يٍحّرٌَفٍونّ پًكّلٌمّ عّن مَّوّاضٌعٌه}.
إن هؤلاء اليهود أحرص الناس على حياة، فهم يسعون إلى مصالحهم دون النظر إلى دين أو خلق، فهم ينظرون إلى العهود والمواثيق التي يوقِّعونها مع غيرهم أنها ضرورة فرضتها عليهم الظروف وأجبرتهم عليها الأحداث فهي إذاً لغرض مرحلي إذا زال نقضوا الميثاق وخانوا العهد.
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة وأسس الدولة الإسلامية وقَّع مع اليهود معاهدة ذكرت كتب التاريخ والسير بنودها.
فهل التزم اليهود العهد واحترموا الميثاق؟
كلا، فقد غدر يهود بني قينقاع ونقضوا العهد بعد معركة بدر الكبرى في قصة معروفة مما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يجليهم عن المدينة ويطردهم منها فلا يجاوره فيها خائن ولا غادر.
ثم غدرت يهود بني النضير بعد معركة أحد بمحاولتهم قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلاهم عليه الصلاة والسلام عن المدينة.
(25) وّأّنزّلّ پَّذٌينّ ظّاهّرٍوهٍم مٌَنً أّهًلٌ پًكٌتّابٌ مٌن صّيّاصٌيهٌمً وّقّذّفّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمٍ پرٍَعًبّ فّرٌيقْا تّقًتٍلٍونّ وّتّأًسٌرٍونّ فّرٌيقْا}.
جامعة أم القرى/ مكة المكرمة - ص.ب 13663
|