*حاجز قلندية - الضفة الغربية - رويترز:
لم يستثن الجنود الاسرائيليون فلسطينيا سواء كان رجل اعمال او عاملا أو تلميذة في مدرسة او مسنا يتكىء على عصا الا وفتشوا بيته واستجوبوه بعدما شهدت مدينة القدس تفجيرين.
ودائرة الاشتباه الاسرائيلي في الفلسطينيين لا تعرف حدودا حيث اصبحت القدس في حالة تأهب قصوى بعد أن قتل مهاجم فلسطيني 19 اسرائيليا عندما فجر نفسه في حافلة يوم الثلاثاء الماضي وبعدما لقي ستة اسرائيليين آخرين حتفهم في اليوم التالي في تفجير مماثل في موقف للحافلات.
قال ناشر فلسطيني عمره 41 عاما «لا يهم مظهرك ولا عمرك ما دمت فلسطينيا.. أصبحنا كلنا في فئة واحدة».
وتابع قائلا قبل ان يعبر نقطة تفتيش من رام الله المشمولة بالحكم الفلسطيني الى القدس ويفتح حقيبته كي يفتشها الجنود «لا أحد منا كبيرا كان ام صغيرا افضل حالا من غيره».
ومع تشديد اجراءات الامن بعد تحذيرات من وقوع مزيد من الهجمات أخضعت اسرائيل الفلسطينيين لنوع من التفتيش بفتح الباب أمام اتهامات بالتعامل مع الناس على اساس عنصري اذا حدث في دول اخرى كالولايات المتحدة.
لكن اسرائيل شهدت اكثر من 30 هجوما فدائيا كبيرا على مدى 20 شهرا نفذها فلسطينيون.
ومنذ بدء الانتفاضة على الاحتلال الاسرائيلي في سبتمبر ايلول 2000 نفذ نشطاء تفجيرات رد ا على اغتيالات وعمليات توغل اسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وتقول اسرائيل ان جيشها يستهدف النشطاء.
وقال رون كيتري كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي لراديو الجيش ان هناك «تركيزا غير مألوف حتى في اطار معايير الاشهر الاخيرة على التحذيرات» بشن مزيد من الهجمات.
وتم سحب افراد الشرطة من مدارس التدريب ونشرهم في الشوارع. واقاموا نقاط تفتيش ارتجالية ووضعت سلاسل ممتدة على الطرق الرئيسية لمراقبة تدفق السيارات. وفتش الشرطة جميع السيارات حتى سيارة كان جميع ركابها سيدات محجبات.
ويطلب رجال الشرطة الذين يصعدون الى الحافلات ويلقون نظرة على الركاب من الرجال ذوي البشرة السمراء الذين يبدو انهم عرب ابراز بطاقات هويتهم. وعلى حاجز على مشارف القدس اصطف فلسطينيون يحملون حقائب اوراق يبدو انهم عمال.
قالت مها حمودة (13 عاما) التي ترتدي زيا مدرسيا اخضر اللون بعد ان عبرت الحاجز عائدة من المدرسة في القدس الى رام الله «يفتشون حقائبنا المدرسية كل يوم. وهذا يشمل الجميع حتى الاطفال الصغار». وعندما سئلت مها ان كانت تعرف هي او زميلاتها في المدرسة ما يفتش عنه الجنود قالت صديقتها «نعم .. عن قنبلة».
وقال مسؤولون اسرائيليون ان المهاجمين يتنكرون غالبا، ويتخفى بعضهم في زي جنود، واحدهم كان يحمل جيتارا وكانت ترافقه شابة في طريقه لهدفه.
وتقول الشرطة ان هيئة المهاجمين تغيرت بطرق كثيرة عدا انهم فلسطينيون.
قال كليمان «كانت هناك قواعد عامة في وقت ما وحدث فجأة انها تغيرت.. الآن قد يكونوا متزوجين في صحبة اطفالهم او شابات او مسنين».
وقال ليئور يافن المتحدث باسم جماعة بتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان «لا أعرف منذ متى بدأوا يتعاملون مع الناس بملامحهم على أساس عنصري هنا، يمكن رؤية ذلك في كل مكان في شوارع القدس او عندما تقترب الشرطة من اشخاص يبدو انهم فلسطينيون».
ومضى يافن يقول «تشير تقارير اعلامية الى ان الشرطة تهين اليهودي الذي يبدو أسمر بعض الشيء.. هذا ملمح واضح للحياة هنا لذا اندهشت عندما سمعت في البداية انها تحولت الى قضية مثارة في الولايات المتحدة».
وتعرضت الحكومة الامريكية لانتقادات عندما كشفت هذا الشهر عن خطة لتسجيل الاجانب واخذ بصماتهم في اطار جهود لمحاربة الارهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول.
وقال المعارضون ان من المرجح ان يكون الاجانب المقصودون شرق اوسطيين ويقولون ان الخطة تعتمد على التعامل مع ملامح الناس على اساس عنصري.
لكن كليمان أشار الى انه يطلب حتى من الاسرائيليين فتح حقائبهم لتفتيشها في المتاجر والمطاعم، وقال ان الشرطة اوقفت اسرائيليين تصرفوا على نحو مريب أمام مدرسة عربية في القدس مؤخرا، واحتجز بعضهم ووجهت لهم اتهامات بالتخطيط لشن هجوم بقنبلة.
لكن الفلسطينيين يقولون ان دائرة الاشتباه الاسرائيلية تصل الى حدود بعيدة عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين وقد تصل الى القتل أحيانا.ففي قطاع غزة اطلق الجيش الاسرائيلي النار على فلسطينيين قال انهم «يثيرون الريبة» على ما يبدو ثم تبين في وقت لاحق انهم لم يكونوا يحملون اي متفجرات او اسلحة.
ويقول سائقو سيارات اجرة فلسطينيون ان الشرطة تفتشهم بدقة عندما يكونون في القدس الغربية التي تسكنها اغلبية يهودية.
قال يافن «لسنا في وضع من يقدم بدائل... لا أعتقد أنه يمكننا لومهم، لكن نرى ان ذلك يضع المجتمع كله موضع الشبهات».
قوات العدو تواصل الاعتقالات الهمجية ضد أي فلسطيني . أ . ف . ب .
|