بني قومي أفيدوني لماذا
تأخرتم وقد مر القطارُ
رجال العلم يحدوكم بعزمٍ
فجدوا وازرعوا تُؤتى الثمارُ
أبا سلمان قد وجب المسار
وشطت عن أماكنها الديارُ
وقد رغبت رُبى نجران فيكم
وشق ببلدتي هذا المسارُ
ترحب يا أبا سلمان دار
بمقدمكم ويدعمها قرارُ
لكم يا شيخ بين الناس قدرٌ
وود ما يلاحقه انحسارُ
شرورى تشتكي فرقى عزيزٍ
له في كل تربتها قرارُ
خدمت العلم ما يثنيك نأيٌ
وقد فهم الأكابر والصغارُ
ودور العلم قد أحييت فيها
نشاطاً للشباب له انتشارُ
وعمرت المساجد عاليات
مآذنها ويحييها اعتمارُ
يردِّدُ من مآذنها شجيُّ
من الأصواتِ يرفعه الكبارُ
وقربت التباعد بين قومٍ
فقد نضجتْ بمسعاكم ثمارُ
فتحت الباب للإحسان رحباً
به نال الأرامل والكبارُ
فكيف الحال والترحال عنا
وعزك في القلوب له قرارُ
فتصحبك السلامة في رحيلٍ
تغذيها الإقامة والمسارُ
فقد غارت لفقدكم شرورى
وإنَّ الشهمَ للفرقى يغارُ
ليالينا تفرقُ كلَّ جمع
ولو جمعت نوادينا الديارُ
سيحذو حذو سيرتكم رجالٌ
لهم في العلم آمالٌ كبارُ
فهذا الشيخ حمّادٌ(1) نهارٌ
يضيء الدربَ إن ذهبَ النهارُ
وشيخُ العدلِ(2) مسعاهُ حثيثٌ
لفعل الخير ما بقي الديارُ
غرستمْ في رُبى بلدي علوماً
ينالُ قِطافها أهل وجارُ
ستذكركم بلادي كلَّ ليلٍ
كذا إن لاحَ في الأفق النهارُ