Friday 21st June,200210858العددالجمعة 10 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مدير مركز الدعوة والإرشاد بالرياض لـ الجزيرة : مدير مركز الدعوة والإرشاد بالرياض لـ الجزيرة :
وسائل الاتصال الحديثة تتيح مساحة أكبر لانتشار الدعوة ونشر الخير

الرياض- الجزيرة:
أكد مدير مركز الدعوة والارشاد في الرياض الشيخ عبدالله بن ناصر الصالح ان الدعوة إلى الله تعالى عبادة لابد أن تكون بضوابط الشرع، فتكون باخلاص ومتابعة وتكون الوسائل الدعوية مباحة متاحة، وتكون الفكرة واضحة هادفة، والداعي لابد أن يكتسب من خصائص الدعوة ما يقدره على أن يواكب مسيرة الدعوة، فمن صفات الداعية، الايمان العميق والاتصال الوثيق برب العالمين بالعقيدة الراسخة وقوة الاخلاص، والعلم والعمل به، والحكمة، والحلم، وحسن الخلق، والصبر، والصدق، وجميع الاخلاق الحسنة.
واكد فضيلته أن اجهزة الاعلام والاتصال وسيلة للخير إذا استعملت فيه، فهي بحكم الايدي التي تتولى عليها، وهي غالباً ما تستخدم للشر، إما رغبة في اشاعة الافكار السيئة والعادات القبيحة عن قصر وتخطيط، وإما اشباعاً لرغبات الناس المتنوعة وجذباً لهم دون مراعاة للضوابط الشرعية والخلقية عن إهمال وغفلة، وما إلى ذلك من دوافع واسباب، والدعاة وإن كانوا قد حققوا نجاحاً كبيراً من خلال اللقاء الشخصي، والوسائل العلمية، ومنابر المساجد والجولات الدعوية وغيرها من وسائل الاتصال العام إلا أن وسائل الاتصال الحديثة واجهزة الاعلام تتيح مساحة أكبر لانتشار الدعوة ونشر الخير.
ولفت النظر إلى أن بعض الدعاة قصر في معالجة هذه الوسيلة، واختلفت مواقفهم منها، منهم من هجرها، ومنهم من شارك فيها مشاركة فردية ارتجالية لم تجد في اصلاح واقعها، وعلى الرغم من تنوع هذه المواقف تجاهها لم يحصل تغيير يذكر في واقعها، وانما كثر شيوعها، وعظم تأثيرها في الكبار والصغار، واقبل الناس عليها مستسلمين لواقعها مستقبلين ما ثبته عليهم من خير أو شر، وإن كان غالب ما يبث فيها مشوب مختلط يختلف من قناة إلى قناة، والشبكة العنكبوتية «الانترنت» هي جهة الاتصال التي ليس لها تحكم مركزي فهي مساحة مفتوحة يقال فيها ما يراد ويكتب فيها ما يقال، القارئ هو الناشر، تقرب البعيد وتوضح الغريب يمكن ايصال دعوة الإسلام بها إلى كل بيت مدر ووبر وكل ما يدركه الليل والنهار على وجه الارض، مشيراً إلى أن غاية ما في الامر أننا ندعو دائماً إلى استغلال هذه الوسائل في الدعوة والخير.
وقال مدير مركز الدعوة والارشاد بالرياض: إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هي مهمة الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهي ميراث علماء السلف والخلف: والعلماء ورثة الانبياء: هي أشرف الأعمال وافضلها عند الله- سبحانه وتعالى- فهي أحسن الكلام وافضل القول، بل هي الجهاد: جهاد بالقرآن، وجهاد بالبيان، قال تعالى :{وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى پلَّهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ پًمٍسًلٌمٌينّ } ، وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
* ، وهؤلاء المصطفون من الأنبياء والمرسلين من أعظم الناس أخلاقا واجلهم سلوكا وعبادة واخلاصا، فكان على الداعي الذي يتبع سبيلهم أن يلتزم صفاتهم حتى يكون قادراً على حمل رسالة الدعوة.
* ، وأقرب الاقربين إلى الداعية نفسه التي بين جنبيه، قال الله تعالى :
* } ، ثم أهله قال تعالى :{يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا } والتحريم:( 6) ، ثم يأتي الاقرب فالاقرب حتى الجار وغيره من الناس والمدعو كما أن له حقوقاً فعليه واجبات، فمن حقوقه أن يقصد ويدعى، ولا يستهين بأحد اياً كان شأنه.
* ، والأمة الإسلامية لم توجد لنفسها وإنما وجدت لتنقذ الناس من الظلمات إلى النور فهي أمة الدعوة،
ولم يفرق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في عرض دعوته بين كبير وصغير، وذكر وأنثى وقريب وبعيد وأهم واجبات المدعو أن يستجيب لدعوة الحق، فلا يمنعه من الاستجابة مانع سواء أكان عادة اعتادها أم جهلاً أم كبراً في نفسه، أم ضعفاً في شخصية الداعي أم تقصيراً منه.
* ، فإذا كان من حق المدعو أن يدعى، فمن واجبه أن يستجيب فلا يعرض، {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا \سًتّجٌيبٍوا لٌلَّهٌ وّلٌلرَّسٍولٌ إذّا دّعّاكٍمً لٌمّا يٍحًيٌيكٍمً..الآيه} *الأنفال: (24).
* . فالدعوة تحتاج إلى الحكمة والرفق، اوالعلم يزينه الحلم ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال :(إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله).. الحديث، فبدأ بالتوحيد ثم الصلاة وهكذا، بدأ في الأهم ثم المهم بالحكمة والتدرج.. فلا بد أن يراعى حال المدعو من حيث الميول والثقافة والاحاسيس الطبيعية في الإنسان، لذا يراعى ايضاً في وسيلة الدعوة سواء أكانت حسية أم عقلية ما يخدم الدعوة كالكتاب الجيد، والحجة البينة، والاقناع العقلي من خلال الحوار والندوة والمحاضرة الجيدة.وواصل الشيخ عبدالله الصالح قائلاً: وقد استخدمت الأمة في تبليغ الدين تعاقب الازمان كل وسيلة متاحة مباحة، قاعدتها في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى) والقاعدة الشرعية «الوسائل لها أحكام المقاصد» فالوسيلة حكم الغاية، فإذا كانت الغاية واجبة فإن الوسائل واجبة من أجل توصيل الدعوة.
واشار مدير مركز الدعوة والارشاد بالرياض إلى أن الاسلام لا يعرف فصلاً في الحكم في المبادئ البشرية، بل إن الوسائل، ولا يقر بأن الغاية تبرر الوسيلة كما هو الحال في المبادئ البشرية، بل ان الوسائل لها حكم الغايات والاساليب لها حكم المناهج، فأي وسيلة نص الشرع على النهي عنها بوجه من الوجوه فهي وسيلة ممنوعة ينبغي للداعية تجنبها أو التنزه عنها بحسب النهي إما نهي تحريم أو كراهة، وأما الوسائل التي لم ينص الشرع على شرعيتها، ولم يأت النهي عنها، فالاصل في الشيء الاباحة ما لم يعرض له عارض يخرجه من هذا الاصل كأن يختلف في الوسيلة أهل العلم بين الاباحة والتحريم أو يختلط فيها الحرام والحلال.
وأكد فضيلته أن علماء ودعاة هذه البلاد التزموا في دعوتهم النهج الصحيح في استخدام الوسائل والاساليب في الدعوة بما لا يخالف مبدأ شرعيتها هذا، وقد شهدت وسائل الدعوة تطوراً عبر السنين من الدعوة الشفهية باللسان إلى الكتابة ثم الوسائل المسموعة والمقروءة، واشار إلى أنه من التقدم العلمي لم يقف المهتمون بالدعوة عند وسيلة معينة، وانما اخذوا بكل ما يعينهم على ابلاغ كلمة الله واخذوا بكل جديد ومفيد، بل وموصول للمطلوب.
* ، والاصل في حكم تبليغ الدعوة أنه واجب منوط بالامة افراداً وجماعات، بل هي واجب عيني على كل من يعلم انه يستطيع حمل رسالة الحق والخير ويؤديها إلى الناس كافة اداء صالحاً يدفع عنها الشبه والاباطيل، وينقيها من الخرافات والاساطير، وقال : نحن معاشر دارسي الإسلام نحمل أمانة هي واجبنا الأول في هذا العصر الذي ابتليت فيه الانسانية بما أتلف اعصابها من تقدم مادي مظلم، وحضارة زائفة انفلت فيها زمام العقل وطغت في جنباتها ظلمات الالحاد، وانحسرت القيم عن حياة كثير من الناس.
* ، وسواء علينا أطال هذا الزمن أم قصر، فإننا يجب أن نؤكد أن التطلع إليه هو أمل الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، كما هو أمل الدعاة إلى الله، بل أمل المدعوين إليه كذلك، وإن هذا الهدف العظيم لن يتحقق إلا إذا سبقته الدعوة بنوعيها الجماعية والفردية وسبقته التربية الذاتية، والمنهجية، وسبقه الإعداد الجيد والاستعداد الواعي.
وأكد مدير مركز الدعوة والارشاد بالرياض أن ثمار الدعوة ظاهرة في المجتمع، فصفاء العقيدة وبعدها عما يناقضها، في الجملة سمة يتصف بها عموم المسلمين في هذه البلاد حيث الغالبية منهم يعرف بصفاء العقيدة ومعرفة حقيقة الاخلاص وتحقيق التوحيد، حتى إن الاطفال في أول ما تلقون من الدروس معنى كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويتوسعون فيه حتى آخر مراحل التعليم العام والعالي المتخصص وغير المتخصص غالباً، وقضية التوحيد هي أبرز قضايا العصر، إذا دخلت على كثير من الناس مدخولات هذه الحضارة الضالة عن الحق، والآفات العقلية، والنزاعات والاهواء جعلت توحيدهم لله مشوباً بكثير مما يجب أن ينقى منه.
واضاف قائلاً: ونشهد في هذه الازمنة انفتاحاً متنامياً على العالم في كل المجالات، واصبحت هذه البلاد مقصداً لمن اراد العيش والاستقرار، ولا يخفى ما في تلك البلدان من قصور في الدين وتقصير في الواجب، لذا فإننا نشجع دعاتنا في تبصير المسلمين في دينهم، ورد الضال، وحمل مشعل الهداية، ودعوة الناس إلى الخير، وغاية ما أقول في هذا الجانب ان المسلمين لم يتأثروا في بلادنا- والحمد لله- بالعادات والتقاليد الشرقية والغربية، وإن كان يوجد مجاراة لبعض التقاليد والعادات المستوردة فهي حالات قليلة لا يعتد بها، ويوجد ذلك بقلة في المدن الكبرى في المملكة.
ومضى الشيخ عبدالله الصالح قائلاً: وأما عموم المسلمين، فالمسلم يحافظ على عاداته واخلاقه ومظهره العام فضلاً عما يكنه جوهره من العقيدة الصافية، والحفاظ على تأدية شعائر الإسلام، وانظر إلى اثر التغريب والغزو الفكري في مناطق اخرى من العالم الاسلامي تجد المرأة تلبس لباساً غير محتشم بينما هي في بلادنا تلبس اللباس الساتر الضافي الذي يضفي عليها الهيبة والجمال، بل قد يكون اقرب اللباس إلى هدف الشرع الحكيم، وقل ذلك في الاخلاق والعادات فالشهور العربية يحفظها عندنا الاطفال وتستعمل في المكتبات وتنتشر باللغة العربية الفصحى في المراسلات والمخاطبات، مشيراً إلى أن ومن آثار الدعوة التي يجدها المسلمون في بلادنا- ولله الحمد- المواعظ، والدروس، واقامة الذكر حيث توقف الاعمال، ويتجه الناس لاداء الصلوات الخمس، وذلك كله كائن في المساجد، والاحياء، والوزارات والمصالح وكثير من الشركات، وينشط الدعاة، والعلماء، في القاء الكلمات وسائر الاعمال الدعوية التي تدعو إلى المحافظة على شعائر الإسلام.
واردف فضيلته يقول: ونجد أثر الدعوة في قلة ارتكاب كبائر الذنوب من شرك، وسحر وكهانة، وشرب المسكر من مخدر ومفتر، بل إن الشرع الحكيم يهدف إلى استقامة السلوك والانصاف بالأمانة والانضباط، وهذا ما نلاحظه في أثر نشاط الدعاة في شهر رمضان، والحج وغيرها من الازمان من قلة الجريمة واختفاء مظاهر الفساد وظهور شعار الإسلام.
ولاحظ فضيلته أن الدعوة الإسلامية قيامها على الاصلين العظيمين من تحقيق التوحيد ونصرة السنة ومتابعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في متابعة الدورات الشرعية وجميع الأعمال التي يصل صداها إلى جميع ديار الإسلام، بتوجيه ودعم من ولاة الأمر- حفظهم الله-، بل إنه اصبح جملة من الناس في بلادنا اقرب الناس إلى السنة في اداء الصلوات والحرص على اجتناب البدع وهذا إنما كان والله أعلم نتيجة العناية بهذا الاصل وتبصير الناس به وضرب الامثلة في كل وقت وحين وتعليم العامة والخاصة بذلك، وتعزيز ذلك في الدروس والمحاضرات والندوات وهذا ما تحرص عليه في توجيهاتنا للدعاة كل حين، والمملكة العربية السعودية هي رائدة العمل الإسلامي ترى أن من أهم واجباتها أن ترعى كل جهد إسلامي مخلص.
وقال فضيلته: لذا فإن الوزارة تستغل موسم الحج العظيم في الدعوة، وتبصير المسلم في دينه حيث ينطلق أكثر من نصف الدعاة والعلماء المشاركين في التوعية الإسلامية في الحج من منطقة الرياض ويختار افضلهم علماً وخلقاً، واصفاً الدور المنتظر لهذه المعارض بأنه دور بارز في حث الناس رجالاً ونساءً على القيام بالدعوة إلى الله بمختلف وسائلها، وابراز دور الوزارة والجهات الدعوية المشاركة في تبليغ هذه الرسالة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved