لا يخفى على الكثير من المهتمين بشأن التعليم وأهل التربية الدور المهم والفعَّال للقراءة ليس في كسب المعلومة فحسب لكن في تنمية المهارات اللغوية إذ إن القراءة هي مفتاح التعلم وأولى الخطوات الى عالم الثقافة والمعرفة فالقراءة تعد عاملاً هاماً وبارزاً في تكوين وتشكيل عقل الطالب وثقافته حيث تكسبه القدرة على التعبير السليم والفهم فاذا اصبح قارئا جيداً وخصوصا في مراحل التعليم الاولى التي تعد اللبنة الحقيقية في مسيرة التعليم فان هذا سينعكس على تقدم الطالب في بقية المواد وفروع المعرفة في مراحل التعليم المختلفة. ان القراءة تفيد الفرد في حياته حيث تفتح امامه ابواب الثقافة والاطلاع على نتاج العقل البشري.
لاشك ان القراءة تعد عملية ذهنية معقدة وسواء كان المراد بالقراءة نطق الكلمات او كان المراد بها التعرف على الكلمات للوصول الى تحصيل المعنى، الا ان هناك دوراً هاماً للوالدين في تنمية حب القراءة بما يتناسب مع الميول والرغبات حيث يؤكد كثير من الباحثين في مجال تعليم القراءة ان كثيراً من الطلاب المتميزين في القراءة قد نشأوا في بيئات ذات اهتمام بالقراءة كأن يكون الوالدان لديهم اهتمامات في مجال القراءة ومن ثم يحاولون صنع الجو المناسب لابنائهم لتعلم القراءة.
تقول الباحثة الامريكية MARY LEONHARDT ميري ليو نهاردت (1977)، ان هناك اسبابا تؤكد على الآباء ضرورة مساعدة ابنائهم في محبة القراءة ومن هذه الاسباب ما يلي:
1- يجب ان يحب الأطفال القراءة ليصبحوا قراء جيدين ومتميزين فالطفل عندما يحب القراءة فانه سينفق وقتا كبيراً في القراءة مما سيجعله متفوقا في القراءة وبالتالي يساعده هذا في التفوق في المواد الاخرى.
2- ان القارىء الجديد يكتسب المهارات اللغوية المعقدة فهو يتحدث ويكتب ويتعامل مع الافكار المعقدة بصورةج أفضل من غيره.
3- القراءة تساعد الأطفال في التعرف والاطلاع على مجموعة كبيرة من المراجع مما يجعل عملية التعلم لديهم تسير بشكل يسير.
4- في المرحلة الثانوية يكون التفوق واضحاً للطالب القارىء اذا باستطاعته التفاعل مع مختلف المواد التي تتطلب مهارات مختلفة وبالتالي فان الطالب القارىء يصبح متفوقاً في دراسته الجامعية.
5- القراءة تعطي الاطفال القدرة على تحديد وجهات النظر في الموضوعات التي يتعرضون لها كما انها تساعد الاطفال على فهم آراء الآخرين.
لهذه الاسباب وغيرها كثير يتضح بجلاء اهمية القراءة بشكل عام، واهمية الدور الملقي على عاتق أولياء الامور من الآباء والامهات في سبيل ترغيب ابنائهم في القراءة وتوفير الكتب المناسبة لهم من حيث السن والميول.
لقد شاهدت بنفسي - أثناء دراستي - في الولايات المتحدة الامريكية عناية الآباء بالقراءة لابنائهم وقيامهم بتسهيل حصول ابنائهم على الكتب المناسبة لاعمارهم وميولهم، بل ان كثيراً من اولياء الامور يشاركون في البرامج الصيفية التي كانت تعقد من اجل مساعدة الطلاب الضعفاء في القراءة. اني هنا أدعو اولياء الامور كل اولياء الامور الى اعطاء هذا الجانب القدر الكبير من الاهمية فلقد حان الوقت لأن نتجاوز مرحلة توفير المتطلبات المدرسية للأبناء واخذهم من والى المدرسة الى المشاركة بفعالية في المرحلة التعليمية لبناء جيل قارىء مثقف.
الدكتور/ فهد بن علي العليان استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية
|