Tuesday 18th June,200210855العددالثلاثاء 7 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لافتة لافتة
«الفكر المضلل»
عبدالله محمد الموسى

الأزمات التي تمر على الشعوب والدول تكشف عن معادن أبنائها ومدى إخلاصهم وولائهم لأوطانهم وقضاياهم المصيرية.
وما يجرى في العالم الإسلامي والعربي اليوم من أحداث مهولة حيث تكالبت عليه قوى الشر من كل جهة حتى أنه لم يسلم من نهش بعض بني جلدته ممن باع دينه بدنياه ووطنه وأمته سعياً وراء شهرة مزيفة ودولارات بخسة ينفقها على وسائل متعته ولهوه.
لقد كشف هذا الواقع الأليم والمأساوي الذي تعيشه أمتنا اليوم عن الوجه الحقيقي لبعض رموز الفكر الضال المضلل اذ خرج أصحاب النفاق والمستغربون من الغرب بوجوههم الحقيقية بعد ان كانوا يخفونها ويدسونها في التراب كعادة أهل النفاق في كل مصر وعصر.
خرجوا هذه المرة يتباكون على معبد يهودي تعرض للاعتداء ومستوطنين محاربين لا يتورعون عن قتل أبناء فلسطين وتشريدهم خارج أوطانهم دون وجه حق فإذا ما قتل أحد افراد هذه الفئة الباغية الطاغية المستعمرة تباكى عليه هؤلاء الأفاكون وأعلنوا عن تضامنهم مع شركائهم وأصدقائهم الإسرائيليين بحجة الدعوة إلى السلام والتحرر ومجاراة الغرب في تنكرهم للديانات السماوية وكافة المثل والأخلاق.
وصدق الشاعر حيث يقول:


جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها صديقي من عدوي

نحمد الله ان عرت لنا هذه الأحداث المؤلمة ادعياء الوطنية والتحرر وأظهرت لنا تضامنهم المطلق مع العدو الصهيوني عدو الله ورسله والإنسانية جمعاء.
لقد ظهر حملة النياشين والفائزين بجوائز نوبل وبيغن وشارون وكل الجوائز التي نعرفها أولا نعرفها لا لعمل إبداعي أنتجوه وإنما لفكر ماسوني وعلماني يحاولون بثه بين بني جلدتهم من العرب والمسلمين.
وطالما أنهم يشكلون الطابور العفن والمروج لأفكار أسيادهم ويتجرأون على محاربة الإسلام نهاراً جهاراً فلن يحرمهم الغرب من فتات موائده وسيبرز أسماءهم عبر وسائل إعلامه المشبوهة وسيردد ترّهاتهم صباح مساء ويلمع صورهم لكي ينفذوا بقية الخطط المرسومة لهم.
لقد أثلج صدري ما نشره ملحق الأربعاء العدد (14245) وفي صفحتين متقابلتين ومع شخصين من أبرز المدافعين عن الإسلام وقضايا الأمة العربية والإسلامية وهما الأستاذين د.حسن الهويمل ود.عاصم حمدان فجزاهما الله على ما كشفاه من خفايا هذه الفئة الضالة المضلة خير الجزاء.
نحن هنا لا نريد أن نكشف عن الأسماء فقد أضحى الكثير منها وخاصة رؤوسهم في العراء وسينكشف لنا المزيد منهم مهما اتقنوا صفة النفاق وصدق الشاعر حيث يقول:


ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم

ورغم مازرعه هؤلاء بين شبابنا من فكر منحرف إلا أننا لا نريد إثارة الفتنة والتشفي والتشنيع بهم ولكن لا يمكن ان نسكت على مواقفهم المشينة الشاذة ونجعلهم يتمادون في غيهم.
إننا نطالب هؤلاء وغيرهم بالاحتكام إلى الدين أولاً والعقل ثانيا والرجوع لطريق الصواب وعندها سيجدون أيدينا ممدودة لهم كما هي ممدودة لكل إنسان ينشد الطريق السوي ويحارب الظلم ويدافع عن كرامة الإنسان في أي بقعة من العالم.
إننا نطالب أصحاب هذا الفكر الذي أثبت عقمه ولم يفلح حين كانت الماركسية في أوج مجدها ان كان لها مجد ولن يفلح اليوم رغم هبوب رياح التغريب والعلمنة والكفر والتنكر لسائر الرسالات السماوية.هل يصدق هؤلاء ولو مرة واحدة ويعلنو لنا عن توبة نصوح تجبّ ما قبلها أم يتمادون في ركوب موجة الشيطان سعياً وراء جائزة صهيونية جديدة.إننا نذكرهم بيوم سنقف فيه جميعاً أمام أعدل الحاكمين ونحاسب على أعمالنا ما خفي منها وما علم فهل نعّد لهذا اليوم عدته آمل من الله ان يمنّ علينا جميعا بهدى من عنده وان يلهمنا الصواب وان يدلنا على طريق الحق قولاً وعملاً إنه سميع مجيب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved