Monday 17th June,200210854العددالأثنين 6 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
إيران وأمريكا والأغلبية الصامتة

قد تكون مفاجأة أن تعرف أن الإيرانيين كانوا من أكثر الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط التي أبدت تعاطفا مع الأمريكيين في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإذا قمت بجولة في شوارع إيران ستجد ليس فقط أنها الدولة المسلمة التي تعاطفت مع الأمريكيين بعد كارثة سبتمبر ولكن أيضا ستجد أن إعادة العلاقات بين أمريكا وإيران واحدة من أهم القضايا التي تشغل الشارع الإيراني رغم تجريم المتشددين في إيران مناقشة هذه القضية بصورة علنية.
وبعيدا عن الحظر الرسمي فإن العلاقات بين أمريكا وإيران هو الموضوع رقم واحد في الشارع الإيراني، ولا تنتهي أي محادثة بين أي إيراني وأي زائر أمريكي دون طرح السؤال: متى تعود العلاقات بين البلدين مرة أخرى؟.
لكن ما سبب كل هذا الاهتمام؟ بداية.. هناك شعور عام وربما يكون غير صحيح تماما أن كل متاعب الإيرانيين من انتشار البطالة إلى الشعور بالعزلة عن العالم وغياب الاستثمارات الأجنبية سوف تنتهي بمجرد عودة العلاقات مع أمريكا ورفع الحظر الأمريكي عن إيران.
ولكن وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش لإيران بأنها أحد أضلاع محور الشر ألقى بمزيد من الزيت على النار المشتعلة في إيران ودعم موقف المتشددين الرافضين لأي تطبيع مع أمريكا وقالوا للإصلاحيين إن هذا الموقف يؤكد أن أمريكا لن تقيم علاقات طبيعية مع الجمهورية الإسلامية.
وعلى الجانب الآخر هناك ثلاث مدارس في السياسة الأمريكية بالنسبة للموقف من إيران. المدرسة الأولى تقول إذا كانت أمريكا قد نجحت في تغذية هذا الجدل الدائر في إيران فإن الواجب المواصلة من خلال إعادة العلاقات مع إيران. المدرسة الثانية ترى أن هناك خطراً يحدق بالنظام إذا استمرت عزلته الدولية.
أما المدرسة الثالثة فتطالب بضرورة الإطاحة بنظام الحكم الحالي في إيران تماما كما هو الموقف من النظام العراقي، وفي إيران أيضا هناك ثلاث توجهات نحو امريكا . الأولى تقول: انه لا يمكن تحديث إيران بدون عودة العلاقات مع الأمريكيين والثانية ترى أن إيران ستكون أفضل كلما ظلت بعيدا عن الأمريكيين الذين لا يثقون فيهم على الإطلاق. والثالثة ترى أن الإيرانيين سيكونون أقوى كلما تمسكوا بمواجهة أمريكا.
وحتى الآن فالمعسكرات الثلاثة في الدولتين لديهم من القوة ما يمكنهم بهامن إعاقة أي تحرك من جانب المعسكر الآخر سواء لتحسين العلاقات أو حتى زيادة توترها.
ولكن أسوأ ما في الموقف الحالي هو الأغلبية الصامتة في البلدين التي تريد تطبيع العلاقات في الوقت الذي يرتفع فيه صوت المتشددين، ففي العام الماضي قرر المتشددون في إيران تحويل السفارة الأمريكية في طهران إلى متحف للثورة الإيرانية حيث جرى افتتاحه في الرابع من نوفمبر الماضي لكن تم إغلاقه بعدامتناع الناس عن زيارته.
باختصار أنا لا أعرف ما الذي يمكن أن يحدث ولكن ما أعرفه هو أنه إذا أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول غدا استعداده للسفر إلى طهران ووضع كل القضايا على مائدة البحث وإنهاء العقوبات فسوف يشعل النار في طهران.

توماس فريدمان / «نيويورك تايمز»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved