Monday 17th June,200210854العددالأثنين 6 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أراد أن يمسك بالعصا من المنتصف.. فانكسرت أراد أن يمسك بالعصا من المنتصف.. فانكسرت
كاظم... القيصر الذي هوى في «قصة حبيبين»
الضياع بين الأغنية الشعبية والفصحى أربك الألبوم

* رؤية - تركي بسام:
هل ذهب كل ما قاله كاظم الساهر مع الريح حينما صرح أكثر من مرة ان ما سيقدمه في هذا الألبوم سيكون مختلفا وهو الذي أراد أن يمسك العصا من الوسط فكسرها دون أن يعلم فلا هو بالذي أعطى الأغنية الشعبية حقها، ولا هو الذي واصل على طريقه الذي أوصله لملايين الجماهير في كل أرجاء الوطن العربي وقد حاول كاظم جاهداً أن يمزج بين هذين اللونين لكنه فشل فشلاً ذريعاً ويبدو انه لم يركز كثيرا على كيفية خروج الأغاني بالشكل المناسب، رغم انه كان يراهن على أنها العودة القوية له، لكن الواقع يقول انها النكسة القاصمة ل«كاظم» وأكبر دليل على ما أرمي إليه ان من لحن جميع الأغاني هو كاظم، فكيف له «كملحن» أن يمزج بين هذين اللونين، لدرجة أن من يستمع الى الألبوم لا يعرف أيها الشعبية من العربية.
الكلمات
كاظم يدور في محيط واحد ومن الواضح انه لا يريد الخروج منه، وأقصد بذلك انه هو من يفكر في صناعة الأغنية ثم يطلب ان تكتب على اثرها الكلمات برؤيته والبركة في «كريم الحراقي» الذي ارتبط اسمه بكاظم رغم انهما كثنائي لم يعودا مغرمين بنجاحاتهما فتعاونهما مكرر وفي هذا الالبوم «قصة حبيبين» اجتمع كاظم وكريم في خمس أغان هي: «ياناس»، «دلع»، «كل مر»، كان صديقي»، «عيد وحب» وكون المؤدي والملحن واحدا والشعر واحدا في خمس أغان يعني التقليل من فرص النجاح المطلوبة.
كما تعاون كاظم مع «كاظم السعدي» في أغنية «هانت عليك» وهي نوعا ما جميلة وكاظم السعدي لأول مرة يتعاون معه كاظم الساهر ومن ضمن الشعراء أيضا «فاروق جويدة» وكأن كاظم يريد لنفسه أن يفتح بعدا آخر ففاروق مفكر ومثقف عربي وشاعر حداثي وجاء التعاون في «لواننا» جميلا حمل بعداً آخر.
ويبدو انه اللقاء الأخير ما بين الشاعر الراحل نزار قباني وكاظم الذي جمعهما في «يدك» لأن المعلومات تقول ان آخر نص يحتفظ به كاظم عنده لنزار هو هذا، وأن أبناء «نزار» قرروا عدم منح أي فنان نصوصا إلا بعد أخذ حقوقهم.
ويبدو ان التشابه سيلاحق كاظم حتى في موضوع الكلمات رغم اننا لا نريد ان نعزوه الى تضخم الأنا عند كاظم، لذلك جاء ليجرب نفسه شاعراً وهو الشيء الذي لا يمكن أن نقبله لسبب بسيط فكاظم أحس انه قادر على كتابة «خواطر» ولديه جميع الامكانيات لكي يفرضها على المتلقي لذلك كتب قصيدتين «ضلي زيدي» و«للا» وهذه الأغنية بالذات لا تحمل أي معنى للكلمة المغناة.
اللحن
لماذا.. أتحدث عن اللحن، فكاظم هو من لحن الألبوم كاملا لنفسه، وهذا الموضوع بالذات ربما ستكون القشة التي ستطيح بكاظم، لانه وبدون الدخول الى التفاصيل فإن «الروح» التي تلحن القصائد لابد ان يوجد بها تشابه وهذا ما نلحظه في ألحان كاظم الساهر، بل هذا الشيء الذي يجعل محمد عبده متفوقا على كاظم وهو تقبله لألحان ملحنين متخصصين لانه يغير الروح التي تسود جو الأغنية كما ان التغير يفتح مجالا أرحب للفنان ولوجود أفكار لحنية جديدة ليست لديه.
والمشكلة الحقيقية هي أن الموزعين للألبوم مختلفون وهم أكثر من أسماء الشعراء فالذين قاموا بتوزيع الألحان هم: د. فتح الله وعمرو عبدالعزيز وحسام كامل وسالم عبدالكريم وهشام نياز وإبراهيم الراديو.. وكاظم الساهر نفسه الذي وزع احدى الأغاني.. والسؤال المطروح هنا، هل كان لتغيير الموزعين اثر في تغيير أجواء الأغنية، وهل كان كاظم يقصد شيئا معينا بهذا التغيير، أم أن المقولة الشائعة التي تتردد بين المهتمين في مجال التوزيع الموسيقي صحيحة، وهي أن من يوزع كل الأغاني هو كاظم لكنه ينسبها الى بعض الأشخاص، وهذا واضح جدا في أن التوزيع كان متشابها وحتى الآلات الموسيقية المستخدمة تستخدم في كل الأغاني فكيف اختلفت الأسماء وبقيت روح التوزيع واحدة.
أخطاء عامة
1) من الأخطاء التي وقع فيها كاظم هي انه نهج تكثيف الأغاني وهي موجة عارمة اجتاحت أغلب الفنانين لعدم ثقتهم في اختيار اغنيات أقل وضمانا لكسب مزيد من الجمهور مع أن هذا يشتت ذهن المستمع، وكاظم غنى «12» أغنية وهي أول مرة يقوم بها.
2) في ظل زحمة الأغاني.. أصبحت مدة الأغنية قليلة وهذا مالا يتناسب مع كاظم الذي عرف عنه «الأغاني المكبلهة» وكانت سر نجاحه وهو ما لم يقم به في هذا الألبوم سوى أغنية واحدة هي «كان صديقي» ولم تكن بالمستوى المطلوب.
3) الألبوم يحمل اسم «قصة حبيبين» والمستمع يبحث عن هذه الأغنية بين الأغاني فلا يجدها ويعتقد أنه خطأ في اسم الألبوم.. لكن الواقع أن أغنية كان صديقي هي نفسها «قصة حبيبين».
4) اعتذر الفنان كاظم عن سوء الاختيارات في تصوير «الكليبات» ولكنه وعد ان يكون أكثر التزاما في الفيديو كليب، حيث ينوي ان يقتصر على الغناء دون تأدية أي دور وهذا ما يقوم به بعض الفنانين مثل «جورج وسوف» وغيره.
5) كاظم ينوي تصوير «كان صديقي» لكن المؤشرات تؤكد انه ينوي تصوير أكثر من أغنية خاصة اللون الشعبي.
6) هل فشل كاظم.. أم نجح في هذا الألبوم.. الجواب عند كاظم الذي لايزال يترقب ردود الأفعال.. وإن كان كاظم قد اجتهد.. لكن قد يكون اجتهاده بلا فائدة..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved