مع بداية موسم التمور
الزراعة توضح الآفات الحشرية التي تصيب النخيل وتدعو المزارعين للحد منها

* تقرير - سلطان بن عبدالله المواش:
نصحت الإدارة العامة للارشاد والخدمات الزراعية بوزارة الزراعة والمياه المواطنين للحد من الآفات الحشرية التي تصيب التمور المخزونة وغيرها.
ونظراً لأهمية محصول التمور باعتباره أحد المنتجات الزراعية الهامة ذات القيمة الغذائية المرتفعة.. وكأحد السلع الاستهلاكية الرئيسية والتي تستهلك طازجة أو رطبة أو مجففة أو محفوظة.
واشارت الإدارة العامة للارشاد بالوزارة أنه تصاب التمور بالعديد من الآفات الحشرية التي تحدث بها أضراراً بالغة فتقلل من قيمتها الاقتصادية مما يسبب كسادها لدى المنتجين وتحتاج هذه الآفات إلى مكافحة مستمرة للحد من خطورتها وانتشارها. فقد قالت الإدارة في هذا السياق إن أهم الآفات الحشرية التي تصيب التمور المخزونة في المملكة «دودة البلح الكبرى - دودة التمر - دودة المخازن أو الواحات - خنفساء الحبوب النشارية - خنفساء نواة التمور والبلح» ولتخفيف مستوى الاصابة في تمور المزارعين الواردة لمصنع التمور بالاحساء وغيره رأت الإدارة العامة للارشاد والخدمات الزراعية بالوزارة أنه يتعين تطبيق جاد لمواصفات قيول التمور.
ويمكن الحد من الاصابة الحشرية من خلال «مواصفات مخزون التمور - القضاء على الاصابة المستوطنة - جني الثمار» أما المواصفات لتخفيض نسبة الاصابة بالتمور فهي مخازن ذات مواصفات تمنع دخول الآفات الحشرية الزاحفة منها والطائرة ويمكن تحقيق هذا بإنشاء مخزن ذي أرضية أسمنتية لا يقل سمكها عن 3 سم وجدران وأسقف وأبواب محكمة الاغلاق ونوافذ مغطاة بشبك «سلك» لا يسمح بدخول الحشرات الطائرة وأن يكون المخزن بعيداً نسبياً ما أمكن عن أشجار النخيل ومسكن الانسان وحظائر الحيوانات ولا يكون المخزن في أرض منخفضة يتجمع حوله الماء أو تتركز حوله رطوبة.. أما عن القضاء على الاصابة المستوطنة فقالت الإدارة العامة للارشاد الاصابة المستوطنة هي الاصابة الحشرية في بقايا التمور المتروكة من الموسم السابق في المخازن أو حولها أو في صناديق التحميل أو في وسائل نقل التمور.. ويتطلب هذا ازالة جميع بقايا التمور في المواضيع المذكورة أعلاه في نهاية الموسم ورش المخزن «بالديازينون» رشاً وافياً شاملاً الأرضية والجدران والأسقف داخلياً وخارجياً وحول المخزن ويفضل عدم تخزين أي مادة غذائية في المخزن مع التأكد من غلق الأبواب وجميع النوافذ إن وجدت كما يجب فحص المخزن وصناديق التحميل ووسائل النقل قبل ثلاثة أسابيع من بداية تخزين المحصول الجديد وتنظيفها جميعاً من بقايا التمور والمواد الغذائية بمبيد الديازينون.
أما عن جني الثمار فلا بد من الوقت المناسب لكل صنف من أصناف التمور عند الجني قبل جفافها لأن جفافها على الأشجار قد يعرضها للاصابة بالحشرات كما يفضل عدم ترك التمور تتساقط على الأرض واختلاطها بالتمور المتساقطة سابقاً والتي يحتمل اصابتها بالحشرات والفطريات.
كما نصحت إدارة الارشاد بفحص التمور بعد جنيها وقبل ادخالها المخزن والتأكد من خلولها من الاصابة الحشرية وعدم ادخال تمور مصابة في المخزن فهناك خطوات يجب اتباعها - تكييس العذوق كخطوة سبق تجربتها منذ فترة زمنية لمنع تساقط التمور على الأرض وبالتالي تعرضها لمياه الري والاصابة الحشرية ،واستخدام المصائد الضوئية عند توفر مصدر كهرباء نظراً لانجذاب الأطوار الكاملة لبعض آفات التمور، والمكافحة الوقائية لحلم الغبار باعتباره أحد آفات الثمار ويسبب تلفها وعدم قبولها في مصنع تعبئة التمور وامكانية اجراء التبخير الحقلي للتمور قبل تخزينها تجنباً لبداية اصابتها في الحقل.
وقالت إدارة الارشاد والخدمات الزراعية بوزارة الزراعة إن تغطية العذوق أي تكييس العذوق تقي التمور من الآفات وتستعمل أكياس خاصة بتغطية العذوق قامت بعض الشركات بتصنيعها بمواصفات قياسية وهي عبارة عن أكياس من نسيج مصنوعة من مادة «البولي اثيلين» عالي الكثافة ويفضل المعالج ضد الأشعة فوق البنفسجية وتشبه شباك الصيد ولكن بفتحات ضيقة وتصل أبعاد الأكياس بين 101* 94سم وتغلف بها العذوق ويوجد بالكيس رابطان علوي وسفلي لتسهيل تثبيت الكيس على العذوق واستخدامه.
وبينت الإدارة للاشارد في هذا السياق أن مواعد التغطية للتمور هو أثناء تدلية العذوق «التحدير» أو عند مرحلة الخلال قبل بداية مرحلة البسر وتبقى هذه الأكياس محيطة بالعذوق حتى نهاية جني المحصول وأما أصناف النخيل المخصصة للرطب فيمكن استعمال الفتحة السفلية لعملية جني الرطب لعدة مرات. «فائدة تغطية العذوق» هو الحفاظ على الثمار من التساقط وتقليل الفاقد من الثمار الناتجة عن أكل الطيور وتسهيل عملية الصرام وتقليل الأيدي العاملة حيث توفر حوالي 30% من الوقت اللازم لصرام النخلة كما توفر العمالة اللازمة لجمع الثمار المتساقطة باستمرار قبل موعد الصرام.
وأبرزت الإدارة العامة للارشاد والخدمات الزراعية جهودا جبارة في مجال الارشاد الزراعي بالمملكة ومنها هناك أمور ينبغي مراعاتها على الدوام للتقليل من الحشرات والآفات الزراعية وخاصة مع التمور وغيرها من الأشجار المثمرة.
الاهتمام بنظافة المزرعة وعدم ترك المتساقط أو ثمار الفاكهة الأخرى على الأرض مما يؤدي إلى انتشار الاصابة الحشرية ويجب التخلص منها باستخدامها كعلف حيواني أو بيعها أو اتلافها بطمرها في حفر عميقة. واجراء عمليات الخدمة الزراعية من عزيق وتقليب للتربة حول النخلة والري في المواعيد المحددة اضافة الأسمدة الكيميائية والعضوية في مواعيدها.. والحرص على مكافحة الحشائش وازالة السعف القديم من النخلة وتنظيفها من بقايا الليف والتخلص منها بحرقها أو نقلها خارج المزرعة. وفي حالة توفر مصدر كهربائي يجب استخدام المصائد الضوئية الجاذبة لمكافحة الأطوار الكاملة لبعض حفارات النخيل وآفات التمور المخزونة ويفيد تكييس التمور في نهاية مرحلة الخلال لمنع تساقط وتسهيل عملية الصرام.
وأثناء الجني يجب جني التمور في الوقت المناسب لكل صنف وعدم ترك الثمار على النخلة مما يعرضها للاصابة الحشرية وتساقطها على الأرض.
واستخدام الحبال لإنزال عذوق التمور من أعلى النخلة حتى لا يعرضها للتساقط على الأرض واصابتها بالآفات الحشرية ووضع التمور على فرش من القماش أو الحصر أو البلاستيك وبعد تكويمها تغطى بأغطية من البلاستيك وعدم خلط التمور المتساقطة اطلاقاً مع التمور المجنية حديثاً وضرورة تنقية التمور من الشوائب والتمور الرديئة بعد جنيها مباشرة قبل وضعها في السلال أو أوعية التداول ويفضل نقل التمور مباشرة بعد الجني وبدون تأخير للمصنع أو للسوق كما يجب التأكد من نظافة سيارة النقل قبل التحميل وتغطية التمور أثناء عملية النقل وبعد الجني. في حالة الرغبة في تخزين التمور بالحقل ينصح بأن يكون المخزن ذا أرضية أسمنتية وذا أبواب محكمة الغلق ونوافذ مركب عليها شباك لمنع دخول الحشرات وأن تنظف من بقايا تمور الأعوام السابقة ويفضل رش المخزن والمنطقة المحيطة بها بأحد المبيدات المناسبة قبل تخزين التمور بفترة كافية. وينصح بتبخير التمور بعد جنيها مباشرة وقبل تخزينها للقضاء على جميع أطوار الحشرات باستعمال بعض مواد التبخير الأقل خطورة مثل مادة الفوستوكسين وذلك تحت اشراف المختصين بالارشاد الزراعي أما عن عن عملية التبخير الحقلي للتمور فقالت الإدارة العامة للارشاد والخدمات الزراعية بالوزارة إن مواد التبخير تستعمل عندما يتعذر استخدام المبيدات السائلة وتكون على حالة غازية حيث من السهل انتشارها وتخللها للمسافات الصغيرة بين التمور بل تنفذ داخل التمور والحبوب والمواد الغذائية الأخرى للوصول إلى الآفة ومن ثم القضاء عليها.
وأشارت الإدارة الى أن انتشار استعمال بروميد الميثايل والفوستوكسين في تبخير التمور في مصانع تعبئة التمور لسهولة استخدامها ويمكن تبخير التمور بها في المزارع بعد جني التمور مباشرة وهو ما يعرف بالتبخير الحقلي ويعتبر الفوستوكسين أيسر هذه المواد لاجراء عملية التبخير الحقلي حيث يباع في صورة أقراص أو حبوب وتمتاز بأنها بطيئة التخلل نسبياً مما يجعلها أكثر أماناً على القائمين بالعمل.
* طريقة اجراء عملية التبخير الحقلي للتمور:
بمادة الفوستوكسين ضمن غرفة خاصة - يمكن ا جراء هذه العملية بسهولة في المزارع داخل غرفة خاصة للتبخير تعد وتجهز بحيث تتوفر فيها شروط السلامة من حيث الاغلاق المحكم وتأمين التهوية الجيدة وعدم قربها من أماكن الناس والحيوانات بالمزرعة وترتب السلال البلاستيكية المعبأة بالتمور وترص داخل الغرفة وتوضع أقراص الفوستوكسين في أطباق كرتونية أو معدنية وتوزع داخل الغرفة على أساس قرص لكل متر مكعب من حجم الغرفة وتغلق الغرفة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام للقضاء على الحشرات وأطوارها المختلفة، وبعد مضي ثلاثة أيام تهوّى الغرفة لمدة 24 ساعة على الأقل أو تبقى مغلقة إلى أن يحين موعد توريد التمور إلى مصانع تعبئة التمور أو إلى الأسواق. في حالة عدم توفر غرفة تبخير في المزرعة يمكن اجراء التبخير منصة بالمزرعة.. وتتم عملية التبخير بتجميع التمور فوق فرشة من البلاستك على أرض صلبة مرتفعة عن الأرض قليلاً «منصة» أو ترتيب السلال البلاستيكية المعبأة بالتمور عليها ويراعى عدم تكديس التمور زيادة على ارتفاع 40 سم وتغطى التمور بغطاء من البلاستيك سمك 150 ميكرون غير النفاذ وتوضع أقراص الفوستوكسين في أطباق من الكرتون المقوى أو من المعدن وتوزع تحت غطاء البلاستيك على أساس قرص لكل متر مكعب من حجم التمر أو السلال وكذلك تثبيت أطراف الغطاء البلاستيكي بالرمل أو التراب بحيث لا يسمح بنفاذ الغاز من أسفل وتظل التمور بهذا الشكل مغطاة لمدة ثلاثة أيام للقضاء على الحشرات وأطوارها المختلفة.. وبعدمضي ثلاثة أيام يتم كما سبق تهوية التمور لمدة 24 ساعة على الأقل أو تترك مغطاة على أن يتم تعريتها قبل توريد التمور إلى مصانع تعبئة التمور أو إلى الأسواق.
* ما يجب مراعاته عند اجراء عملية التبخير الحقلي:
لا بد من معرفة أن مواد التبخير خطرة جداً ولكن لا خطر لها عند مراعاة ما يلي: أن تكون غرفة التبخير أو منصة التبخير بالمزرعة بعيدة عن مكان ارتياد الناس وحيوانات المزرعة - لبس القناع الواقي من استنشاق الغاز أثناء اجراء عملية التبخير. ولبس القفازات الواقية للأيدي لضمان عدم ملامسة مواد التبخير.. والتخلص من الآثار المتبقية من الغاز بدفنها بعيداً عن المزرعة أو تجميع هذه الآثار في وعاء به بعض الماء وتقليبه جيداً ثم يتخلص منه بالصرف الصحي والاسراع في اغلاق الغرفة واتمام تغطية التمور بالبلاستيك بعد توزيع الأقراص لأن هذه الأقراص تبدأ بنشر الغاز السام بعد ملامستها لرطوبة الجو وبتأثير الحرارة بعد نحو ساعة من اخراجها من عبوتها واتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات لمنع جلوس الانسان أو الحيوان بجوار أمكنة التبخير خشية التسمم من أي كمية من الغاز يمكن أن تتسرب.
وأكدت الإدارة العامة للارشاد والخدمات الزراعية أنه لتجنب الاصابات الحشرية والحد منها قدر الامكان ينصح المزارعين.. جني المحصول في الموعد المحدد لكل صنف حيث إن التأخير في موعد الجني يسبب زيادة الاصابة الحشرية واستخدام الحبل في انزال العذوق على بساط نظيف وعدم خلط الثمار المتساقطة أو القديمة مع الثمار الطازجة النظيفة باستهلاكها كعلف للحيوان أو حرقها وتخزين التمور في صناديق من البلاستيك أو في أوعية مناسبة وحفظها بعيداً عن مصادر الحشرات الحية لحين توريدها لمصانع تعبئة التمور أو إلى الأسواق، والعناية بنظافة المزرعة وعدم ترك التمور أو ثمار الفاكهة الأخرى المتساقطة على الأرض من موسم لآخر لضمان عدم انتشار الحشرات، والاهتمام بمقاومة الحشائش وتقليم أشخار النخيل والتخلص من بقايا السعف القديم وتنظيف النخيل من بقايا الليف القديم، واستخدام المصائد الضوئية بالمزرعة قبل جني التمور وبعد الجني بفترة للتمكن من جذب أكبر عدد من الحشرات الضارة والتخلص منها، والعناية بالعمليات الزراعية من حيث عزق التربة وتقليبها حول النخيل واضافة الأسمدة العضوية والكيمياوية في مواعيدها المحددة، وعدم الاسراف في الري وتحسين الصرف، والزراعة على المسافات الموصى بها من قبل وزارة الزراعة والمياه في حالة تجديد المزرعة أو غرس فسائل جديدة وذلك بأن تكون المسافة بين نخلة وأخرى 10 أمتار على الأقل.