صدر كتاب«اليمامة في صدر الإسلام» باللغة الإنجليزية في لندن عام 2002م وهو من مطبوعات دار إثيكا للنشر بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز بالرياض. يقع الكتاب في 165 صفحة من القطع المتوسط، ويزين الغلاف صورة درهم إسلامي ضرب في اليمامة في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي. والكتاب من تأليف الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر.
جاء الكتاب في ثمانية فصول: الفصل الأول عبارة عن مقدمة ناقش فيها المؤلف النظرية الإقليمية وتعريفاتها المختلفة من لدن علماء السياسة والجغرافية والاجتماع والأنثروبولوجيا. أما الفصل الثاني فجاء بعنوان:«الوضع الطبيعي» وفيه حديث عن جغرافية اليمامة. والفصل الثالث بعنوان:«الوضع والتنظيمات الاجتماعية» وهو حديث عن قبائل اليمامة وعن خريطة السكان. أما الفصل الرابع فهو بعنوان:«الاقتصاد» ويركز هذا الفصل على الإنتاج الاقتصادي في اليمامة والتجارة. وجاء الفصل الخامس بعنوان: «السياسة الإقليمية» وينقسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث سياسية. والفصل السادس عنوانه:«السياسة والدين» وهو حديث مسهب عن التداخل بين الدين والسياسة، وعن علاقة اليمامة بالإسلام، وعن بزوغ ظاهرة التنبؤ في اليمامة، وتزعم مسليمة لها. وجاء الفصل السابع بعنوان:«الفتح الإسلامي» وهو حديث عن حرب الردة في منطقة اليمامة ونتائجها. وجاء الفصل الأخير بعنوان:«إدارة اليمامة» حيث بحث المؤلف الوضع الإداري في اليمامة قبل الإسلام وبعده، وتطرق للضرائب. واختتم الكتاب بأهم النتائج التي توصل إليها الباحث مع قائمة موسعة لمصادر الكتاب ومراجعه.
يناقش الكتاب ويدرس أحوال منطقة اليمامة في المائة سنة قبل الإسلام والمائة سنة بعده. ويحاول المؤلف أن يجد أجوبة لأسئلة افتراضية حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والسكان والدين في منطقة اليمامة. ويبحث الكتاب في مصداقية النظرية الإقليمية ومدى صحة انتشارها في صدر الإسلام في وسط الجزيرة العربية.
ويبين المؤلف أن اليمامة شهدت عدة حروب طاحنة بين السكان المحليين والجيوش الإسلامية الظافرة، والمرسلة تباعاً من المدينة ودمشق في القرن الأول الإسلامي. حيث برز خلال تلك المعارك الشعور الإقليمي المتدفق وهو شعور انتشر في مستوطنات اليمامة وحمله أبناء اليمامة وزعماؤها، وهو شعور أدى، في أزمنة مختلفة، إلى حفظ استقلال منطقة اليمامة عن القوى السياسية المجاورة. ويرى المؤلف ان الشعور الإقليمي في منطقة اليمامة بني أساساً على عدة عوامل لعل أهمها: العوامل الاقتصادية، والتماسك والتضامن الأهلي ضد طموحات القوى السياسية المجاورة، والموقع الجيوسياسي المتميز. ويجادل مؤلف الكتاب من أن تحليلاً متأنياً للجغرافية السياسية في منطقة اليمامة قبل الإسلام كفيل بأن يكشف النقاب عن أسس ذلك الشعور الإقليمي ومدى فعاليته ودوره الذي لعبه في رسم الخريطة السياسية والاجتماعية للمنطقة.
واستعرض مؤلف الكتاب إمكانيات اليمامة المائية والمناخية، حيث كانت تنقسم إلى منطقة حضرية وزراعية متطورة، يحيط بها مناطق صحراوية جرداء، ولقد كانت كل منطقة تشتهر إما بإنتاج محصول زراعي معين، أو بالتعدين والصناعة أو بالتجارة والتبادل التجاري.
ثم يذهب المؤلف إلى الطموح السياسي السائد آنذاك، الذي حمل لواء تطبيقة ثلاثة من القادة في أزمنة مختلفة وهم: هوذة بن علي، قبل الإسلام، ومسيلمة الكذاب ونجدة بن عامر بعد الإسلام. وكل قائد من هؤلاء الثلاثة سعى للهدف نفسه وهو استقلال اليمامة عن القوى السياسية المحيطة. ولكن اختلف التطبيق وتباين السعي، وهو أمر يوضح أن الروح والشعور الإقليمي كان القوة المحركة لكثير من الحروب والحركات السياسية في منطقة اليمامة في صدر الإسلام.
|