* يوكوهاما (اليابان) - (أ ف ب):
يخوض المنتخب السعودي لكرة القدم مباراة الفرصة الاخيرة لانقاذ هيبته اليوم الثلاثاء ضد جمهورية ايرلندا في الجولة الثالثة الاخيرة لمنافسات المجموعة الخامسة من مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان الذي يستمر حتى 30 حزيران/يونيو الحالي. وودع «الاخضر» البطولة من الدور الاول بعد ان لقي خسارتين متتاليتين، الاولى كانت تاريخية امام المانيا بطلة العالم ثلاث مرات بثمانية اهداف نظيفة ما تزال «لغزاً» على الجهازين الفني والاداري واللاعبين حتى الآن، والثانية امام الكاميرون صفر/1 لكن السعوديين قدموا في هذه المباراة عرضا جيدا وكانوا يستحقون فيها التعادل على الاقل حسب مدربهم ناصر الجوهر.
المنتخب الايرلندي انتزع تعادلين بنتيجة واحدة 1/1 من الكاميرون والمانيا، وقدم اداء جيدا في المباراتين، فكان افضل من الكاميرون في بعض فترات المباراة ونجح في تسجيل هدفه عبر مات هولاند، ولم يستسلم امام المانيا وحرمها التأهل المبكر الى الدور الثاني بعد ان خطف المهاجم روبي كين هدف التعادل في الوقت بدل الضائع.
ويملك المنتخب الايرلندي نقطتين ولديه ثلاثة حلول للتأهل الى الدور الثاني كما فعل عام 1990 عندما كان مدربه ميك ماكارثي لاعبا في صفوفه وقاده الى ابعد من ذلك ببلوغ ربع النهائي.
ففي حال فوز جمهورية ايرلندا باي نتيجة وانتهاء مباراة المانيا والكاميرون التي ستقام في التوقيت ذاته بفوز احدهما، ستتأهل معها الى الدور الثاني.
وفي حال فوزها بهدفين نظيفين ستتأهل مباشرة بغض النظر عن نتيجة المباراة الاخرى، اما في حال فوزها بهدف للاشيء وتعادل المانيا والكاميرون 1/1 فانها ستتعادل مع الكاميرون بنفس رصيد النقاط وفارق الاهداف، وسيتم الحسم بينهما عبر القرعة لانهما تعادلتا 1/1.
وَتَعِدُ المباراة بان تكون قمة في الاثارة لان المنتخبين يسعيان الى الفوز. السعودي من اجل تعويض ما فاته ومحو الصورة الهزيلة التي التصقت به بعد الخسارة الثقيلة امام المانيا ولانه «يريد العودة الى السعودية بنتيجة ايجابية»، والايرلندي لان لا سبيل له الا الفوز للبحث عن مكان في الدور الثاني حيث ان التعادل سيرفع رصيده الى ثلاث نقاط لن تكفيه لمنافسة المانيا والكاميرون المتصدرتين (4). وتلقى المنتخب السعودي اكثر من ضربة موجعة قبل مواجهة ايرلندا، اولا كشفت الفحوصات الطبية ان المهاجم عبيد الدوسري يحتاج الى عملية جراحية في الرباط الصليبي لركبته ما يعني انه سيغيب بضعة اشهر، كما ان قائد المنتخب سامي الجابر الذي غاب عن المباراة الثانية بسبب اصابة في كاحله وركبته، خضع الى عملية جراحية لازالة الدودة الزائدة.
وبرزت اصابة لنجم الوسط عبدالله الواكد الذي غاب عن التدريبات الجمعة والسبت الماضيين، وشارك فيها قليلا الاحد. ولكن مشاركته في المباراة ما تزال غير مؤكدة ما سيفقد الجوهر في حال غيابه ورقة مهمة لانه يشكل ثنائيا جيدا في منطقة العمليات مع المتألق نواف التمياط الذي ستتجه نحوه الانظار امام ايرلندا.
وتألق التمياط افضل لاعب سعودي وعربي وآسيوي عام 2000، بشكل لافت امام الكاميرون، وكان بامكانه التسجيل في اي لحظة من خلال اختراقاته المتكررة وتسديداته القوية، ولم يكتب له ان يكرر ما فعله سعيد العويران في مونديال 1994 عندما تخطى اكثر من نصف الملعب قبل ان يسدد كرة من خارج المنطقة ارتمى عليها الحارس الكاميروني في اللحظة الاخيرة لانقاذها.
وكان العويران سجل هدفا استعراضيا على الطريقة «المارادونية» في مرمى بلجيكا في الدور الاول من مونديال 94 عندما غربل اكثر من لاعب وسجل في مرمى الحارس ميشال بفاف، واختير هدفه سادس افضل هدف في تاريخ نهائيات كأس العالم من قبل الفيفا.
واجمع لاعبو المنتخب السعودي على انهم لا يستحقون الخسارة امام الكاميرون لكنهم اعربوا عن ارتياحهم للعرض الذي قدموه الذي اعاد اليهم الثقة ووعدوا «بتقديم الافضل ايضا امام جمهورية ايرلندا عرضا ونتيجة للعودة الى السعودية بنقاط المباراة الثلاث». وقد تكون الامور اوضح بالنسبة الى مدربي المنتخبين ناصر الجوهر وميك ماكارثي لانهما كونا منذ البداية فكرة عن مستوى منتخبيهما، فايرلندا تأهلت الى النهائيات بعد خوضها مباراتي الملحق الاوروبي الاسيوي ضد ايران، ففازت عليها 2/صفر في دبلن وخسرت امامها 1/2 في طهران، وايران حلت بدورها ثانية خلف السعودية في المجموعة الاولى من منافسات الدور الثاني للتصفيات الآسيوية.
واكد المشرف على المنتخب السعودي الامير تركي بن خالد: «ان المباراة المقبلة ضد جمهورية ايرلندا ستكون مهمة كما سائر مباريات كأس العالم ونأمل في ان نحقق نتيجة ايجابية وان نقدم عرضا جيدا افضل من العرضين السابقين امام المانيا والكاميرون»، رافضا اعتبارها اسهل من مواجهة المانيا والكاميرون بعد التجربة لها مع ايران :«بالعكس، فان كل المنتخبات لها منظار واحد».
ومن جهته، قال الجوهر: «ان جمهورية ايرلندا لا تقل باي حال من الاحوال فنيا عن المانيا او الكاميرون، وهي قدمت في المباراتين السابقتين لها مستوى جيدا وكانت ربما افضل منهما خصوصا انها حولت تخلفها امامها الى تعادل».
ويأمل ماكارثي في المقابل في ان يقود منتخبه الى تحقيق فوزه الاول بفارق اكثر من هدف لانه لم يحقق ذلك حتى الآن في 12 مباراة له في النهائيات لكنه لم يضغط على مهاجميه داميان داف وروبي كين قائلا: «لا اريد منهما ان يصدما ان لم يسجلا هدفا مبكرا لاننا اظهرنا انه بامكاننا التسجيل عندما نحتاج ذلك».
|