Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
الإرهاب على الطريقة الأمريكية

لدى جميع الأمريكيين صورة نمطية محددة للإرهابيين فهم ذو ملامح شرق أوسطية ومسلمون.
ولكن هذه الرؤية القاصرة تصرف الأمريكيين عن تهديد أشد خطورة يتمثل في جماعات إرهابية أمريكية داخلية مثل جماعة دافيد بروجرت. يبلغ بروجرت من العمر 32عاما ويعيش في ولاية مونتانا الأمريكية ولديه خطة إرهابية في حالة تنفيذها تجعل عملية الحادي عشر من سبتمبر مجرد «لعب عيال».
تهدف خطة بروجرت ليس فقط إلى قتل عدة آلاف من الأمريكيين ولكنها تهدف إلى إثارة ثورة دموية وانقلاب ضد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بمساعدة أعضاء جماعته المسلحة التسعة.
يقول الضابط الأمريكي جيمس دوبونت أن خطة بروجرت كانت تعتمد على استخدام الأسلحة الآلية والقنابل الأنبوبية واستخدام حوالي 30 ألف طلقة لاغتيال حوالي26 مسئول محلي في ولاية مونتانا ثم الالتفات إلى أفراد الحرس الوطني عندما يحضرون إلى ساحة المعركة لتصفيتهم.
وبعد أن يتم التخلص من السلطات التي أقامت حلف الأطلنطي تعود الوطنية الأمريكية الحقيقية وتنتهى الثورة بعودة أمريكا إلى حكم المسيحيين البيض دون غيرهم.
ويقول دوبونت أن أجمل ما في هذه القضية هو أن أعضاء مثل هذه الجماعات مازالوا من بين الأغبياء الذين يقتلون أنفسهم في البداية.ورغم الكشف عن مؤامرة بروجرت وإحباطها فإن مؤامرات الجماعات الأمريكية المسلحة مازالت مستمرة، ففي ميتشجان خطط أعضاء الجماعات المسلحة الأمريكية لتفجير مبنيين فيدراليين. كما خططت جماعة المبشرين لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية بدءا بقاعدة فورت هود بولاية تكساس في يوم فتحها للزوار حيث يتم قتل آلاف من هؤلاء الزوار.
أما الجماعات المسلحة في ولاية كاليفورنيا فقد خططت لتفجير مستودعات غاز البروبان. أما إحدى الجماعات المسلحة في فلوريدا فقد تآمرت لنسف إحدى محطات الطاقة النووية الأمريكية.لو كان المسلمون هم الذين كونوا مثل هذه الجماعات وتبادلوا المعلومات بشأن كيفية إنتاج غاز الأعصاب السام لكنا قد وضعناهم في السجون مدى الحياة وعلى الفور. ولكن الأمريكيين مازالوا أسرى أفكارهم المسبقة فراحوا يبحثون عن الإرهابيين المسلمين في أدغال الفليبين وفي ضواحي ديرويت ونسينا من يقومون بصنع المتفجرات بطريقة أفضل من هؤلاء المسلمين لمجرد أنهم بيض البشرة وبعيون زرقاء.
والحقيقة أن أعضاء الجماعات الأمريكية المسلحة لا يختلفون عن أعضاء تنظيم القاعدة الذين تطاردهم أمريكا في كل مكان، فكل منهم يتحرك بدوافع دينية متطرفة.
أيضا هناك بيل الذي يقضي عقوبة السجن حاليا والذي تعتقد السلطات الأمريكية أنه كان ينتج غاز الأعصاب وغاز السارين السام في مكان تابع له.
وقد قاد بيل هجوما كيماويا ضد بعض مكاتب الحكومة الأمريكية من قبل وكتب كتابا نشره عبرالإنترنت تحت عنوان «سياسات الاغتيال» يحدد الكتاب بدقة شديدة نظام اغتيال المسئولين الأمريكيين من خلال عقود مكتوبة مع القتلة مع دفع المقابل عبرالإنترنت بما يوفر أكبر قدر من التأمين لطرفي العقد، ليس هذا فحسب بل إن أعضاء الجماعات المسلحة في ولاية مونتانا يقولون إن الحكومة الأمريكية هي المتورطة وراء تدمير مبنى مركز التجارة العالمي حتى تستطيع إعلان حالة الطوارئ وإسقاط الكثير من حقوق المواطنين الأمريكيين.
إذن في النهاية يجب أن نتخلى قليلا عن التركيز على التهديدات الخارجية وتجاهل الخطر الذي يكمن في الداخل الأمريكي، ولكن حتى الآن فإن ما أخشاه هو أن تواصل إدارة الرئيس بوش تركيزها على محاربة الإرهاب في الخارج وتترك الإرهاب في الداخل ينمو ويخرج عن السيطرة.

نيكولاس كريستوف/ نيويورك تايمز

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved