Monday 10th June,200210847العددالأثنين 29 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عقب تماثله للشفاء ..الأمير محمد بن سعود يشن في حديث جريء وصريح لـ « عقب تماثله للشفاء ..الأمير محمد بن سعود يشن في حديث جريء وصريح لـ «
الجزيرة » هجوماً على البنوك السعودية والفساد الإداري
وزارة المعارف مسؤولة عن انهيار حضارة عريقة في المنطقة

  * حاوره : حمّاد حامد السالمي- عليان صالح آل سعدان
تميز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة بالصراحة المطلقة في حديثه للصحافة او حتى في لقاءاته مع المسؤولين او المواطنين بشكل عام، ولا يتردد سموه اطلاقاً في قول الحقيقة والبعد عن المجاملة وقد حقق سموه بصراحته المطلقة كثيراً من الانجازات القائمة حالياً في منطقة الباحة كشواهد على جهد ومتابعة سموه لمجمل المشاريع التي خصصت للباحة ووصل سموه بالباحة الى مكانة متقدمة في بعض الخدمات الأساسية كالطرق والكهرباء والهاتف والصحة والتعليم نظراً لمتابعة سموه شخصياً لكل كبيرة وصغيرة تحتاجها منطقة الباحة واشتهر سموه بملاحقة الوزراء في حكومة خادم الحرمين الشريفين والتعقيب عليهم شخصياً لتحريك كل ما يخص منطقة الباحةوسرعة الانتهاء منه للبدء في مطالبات جديدة واستطاعت الباحة المكونة من مدينة الباحة وخمس محافظات هي بلجرشي والعقيق والمخواة والمجرة وقلوة وأكثر من 2500 قرية يتجاوز عدد السكان فيها أكثر من 800 ألف نسمة استطاعت ان تحقق في مجال خدمات الكهرباء 99% من الخدمات في مجال الكهرباء ولاشك ان هذه النسبة من الخدمات التي تحققت في مجال الكهرباء في الباحة وارتبطت الباحة كمدينة رئيسية بالمنطقة مع كافة المحافظات والقرى التابعة للمنطقة بشكل عام وتوفر التعليم لابناء وبنات الباحة في كل مدينة ومحافظة وقرية وفتحت الكليات والمعاهد للبنين والبنات وتوفرت خدمة الهاتف في كل متجر ومنزل بالباحة عامة ولا يشغل بال سموه الآن سوى سرعة الانتهاء من افتتاح فرع لإحدى الجامعات وازدواجية طريق الجنوب وتوفير مياه الشرب بالقدر الكافي لابناء المنطقة وكذلك ازدواجية الطريق الذي يربط بين الباحة ومطار العقيق.
«الجزيرة» التقت بسموه في طريق عودته براً للباحة وهنأته بنجاح العملية الجراحية التي اجريت لسموه مؤخراً في العاصمة الرياض ودار مع سموه حديث مطول جداً امتد لأكثر من ساعتين كانت بدايته عن السياحة في الباحة وما تبذله إمارة منطقة الباحة من جهود كبيرة في هذا المجال.
لا ظاهرة للهجرة من الباحة والوطن للجميع
جهود كبيرة جداً
وقال سموه في هذا: ان الباحة قد قطعت شوطاً كبيراً جداً في مجال السياحة، وهذا العام اتوقع عدم استيعاب الباحة لاعداد المصطافين مما يضطر اكثر المصطافين الى الاعتماد على المخيمات في المواقع السياحية للسكن فيها، وامارة المنطقة وبقية الاجهزة الحكومية وخاصة الأمنية تعمل بكل جد واجتهاد لخدمة كل المصطافين بصورة عامة وخاصة هؤلاء الذين لا يجدون السكن وينصبون الخيام في المواقع السياحية ونوفر لهم كل الخدمات بالقرب منهم وخاصة الخدمات الأمنية.
زيادة عدد الشقق
نحن مستمرون في زيادة عدد الشقق المفروشة في الباحة وحولها وهناك أكثر من 13 ألف تصريح صدرت من الباحة لإقامة شقق مفروشة البعض منها ينفذ والباقي في طريقه للتنفيذ وهذا بالطبع سيحقق الحاجة لاستيعاب المصطافين القادمين للطائف واذا تطلب الأمر التوسع أكثر في هذا المجال فإن الطريق أمام المستثمرين في مجال إقامة الشقق المفروشة في الباحة مفتوح أمامهم وفق ضوابط معينة.
الأسعار معقولة
وعن الأسعار في هذه الشقق المفروشة قال سموه: اعتقد ان الباحة هي الأقل عن باقي مناطق الاصطياف وادعوكم لزيارة الباحة للتأكد من ذلك، ولم نسمع عن هذه المشكلة، كل الذي نسمع عنه ان الشقق لا تستوعب اعداد المصطافين القادمين للمنطقة، لكن بالنسبة للأسعار فلم تردنا أي شكوى بهذا الشأن اطلاقاً.
برامج ومهرجانات
وأكد سموه ان لجنة التنشيط السياحي برئاسة الأمير فيصل بن محمد وكيل امارة منطقة الباحة تعد سنوياً برامج ومهرجانات سياحية في الباحة للترفيه على المصطافين وتقام هذه البرامج في مواقع مختلفة بالباحة وخاصة في المواقع السياحية كغابة رغدان وغيرها من المواقع السياحية الأخرى المنتشرة في ارجاء الباحة بكثرة وتتواصل هذه البرامج والمهرجانات يومياً منذ بداية فصل الصيف حتى نهايته برغم قلة الدعم المادي الذي تعاني منه لجنة التنشيط السياحي بالباحة من قبل رجال الأعمال في المنطقة الذين تعود عليهم مثل هذه البرامج بفائدة كبيرة عند قدوم المصطافين للباحة. وما يدعم الباحة للاقبال عليها اكثر من غيرها من مناطق الاصطياف أنها خالية من التلوث تماماً.
شركة زراعية
ورد سموه بسؤال عما اذا كان هناك توجه لانشاء شركات زراعية بحكم طبيعة المنطقة، وتعويضاً للآمال التي خيّبتها شركة الباحة قال سموه: هذا شيء عظيم جداً في حقيقة الأمر وكنت أول من دعا الى اقامة مثل هذه الشركات في الباحة، حتى لو توحدت جهود ابناء المنطقة لإقامة شركة زراعية موحدة ولا شك ان ذلك سيحقق فائدة كبيرة ستنعكس على تطوير منطقة الباحة زراعياً وحتى الآن مازلت انادي أهالي منطقة الباحة وخاصة الذين ذهبوا برؤوس أموالهم لخارج المنطقة للاستثمار فيها، وأكد لهم ان عملية الاستثمار زراعياً في منطقة الباحة مفيدة جداً وألا يدعوا هذه الفرصة تفوتهم ونحن سنقدم لهم كل الامكانات والتسهيلات في المنطقة لإقامة مثل هذه المشاريع والدولة ستقدم لهم القروض اللازمة، المطلوب فقط من أبناء المنطقة التحرك في هذا المجال ونحن سنكون لهم عوناً في دعم مثل هذه المشاريع الزراعية في منطقة الباحة بشكل عام ومناطق تهامة بشكل خاص.
مشكلة المياه في الباحة
وعن مشكلة المياه وتفاقم هذه المشكلة لدرجة ان اسعار الوايتات تصل في بعض الأحيان الى 500 ريال للوايت الواحد قال الأمير محمد بن سعود: هذه المشكلة عرضت على سيدي سمو ولي العهد شخصياً إبان زيارته للمنطقة ووجه سموه الكريم آنذاك بإقامة مشروع مياه وادي عردة الذي يوشك حالياً على الانتهاء وهذا المشروع لاشك سيحل جزءاً كبيراً من مشكلة المياه في الباحة، وفي الباحة مشاريع سدود مياه قائمة كسد وادي العقيق عندما تتوفر مياه الأمطار لا توجد أي مشكلة للمياه في الباحة. لكن المشكلة تحدث عندما تنقطع الأمطارعن الباحة، وفي الفترة الماضية تعرضت منطقةالباحة لجفاف لأكثر من 3 سنوات ومن هنا بدأت مشكلة نقص المياه في الباحة وأكثر ما تعتمد عليه الباحة هي مياه الآبار والسدود التي تشكل الأمطار مصدرها الرئيسي.
مشروع التحلية ليس الحل
ومضى سموه يقول في هذا الجانب الهام بأن مديرية الزراعة والمياه توفر مياه الشرب للمواطنين في القرى النائية عن طريق صهاريج المياه، ونحن ندرس الآن إقامة مصادر أخرى للمياه في منطقة الباحة من خلال إقامة العديد من السدود الجديدة وحفر الآبار لتوفير المياه، وتطرق سموه الى مشروع التحلية وايصال المياه المحلاة من البحر للباحة وقال: هذا الموضوع قيد الدراسة حالياً وولاة الأمر - حفظهم الله- يولون هذا الموضوع اهتماماً كبيراً جداً، لكن هل حققت مياه التحلية الحلول الكافية والنهائية لتوفير المياه بالطبع لا، فمثلاً مدينة الطائف من أقدم المدن التي بدأت التحلية تضخ لها ومازال يعاني سكانها من حين لآخر من نقص في المياه وكذلك منطقة عسير اذاً مياه التحلية لا تحل مشكلة المياه إذا لم تكن الكميات التي تضخ كبيرة جداً.
أفضل من الجامعات
وعن التعليم الذي قطع شوطاً كبيراً في منطقة الباحة باستثناء التعليم الجامعي قال الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة: هذا الموضوع من أهم ما يشغل بالي هو وطريق الجنوب وازدواجيته وطريق الباحة -العقيق والمياه لا يشغل بالي شيء أكثر من هذه المشاريع التي نقلتها لولاة الأمر وأكدوا لي حرصهم على توفير هذه الخدمات الأساسية لأبناء منطقة الباحة. وكما اسلفت سابقاً فالتعليم بكل مراحله متوفر حالياً في منطقة الباحة بشكل عام.
وافتتحت معاهد وكليات للبنين والبنات والتي نعتبرها في هذا الوقت افضل من الجامعة والاقبال على اكمال الدراسات العليا في الكليات والمعاهد أكثر من قبل الطلاب والطالبات في الباحة، ومع ذلك جارٍ العمل على قدم وساق لسرعة فتح فرع لأحد فروع الجامعات في المملكة في منطقة الباحة، كما ان الدراسة جارية ايضاً لافتتاح جامعة أهلية في الباحة، وبطبيعة الحال يجب ان يعرف الكل ان كل ما نتطلع الى تحقيقه نستطيع ان نحققه بسرعة المهم ان الجهد متواصلة والمطالبات مستمرة والذي لا يتحقق اليوم بالتأكيد سيتحقق في القريب العاجل.
لا مشكلة في الهجرة
وعما اذا كانت الباحة تعاني من الهجرة لأسباب عدم توفر فروع للجامعات مثلاً قال الأمير مثلما قلت سابقاً ان الاقبال على اكمال الدراسة العليا في الكليات والمعاهد أكثر فخريجو هذه المعاهد والكليات هم الأكثر حظاً في سرعة العثور على فرصة العمل في القطاعين الحكومي والأهلي والبلد في حاجة اليهم أكثر ، لهذا نحن في الباحة لا نعاني من مشكلة الهجرة. أهل المنطقة يرغبون الحياة في مناطقهم وبين جماعاتهم او بالقرب منهم في نفس المنطقة وما يوجد من أبناء المنطقة وخارجها حالياً لا يشكل هذا هجرة بسبب عدم توفر الجامعة، او غيرها وفي هذه المنطقة يعيش الكثير من أبناء مناطق أخرى من المملكة لظروف أعمالهم ولا نسمي ذلك هجرة فالوطن للجميع.
الآثار والتراث
وعرج الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة على الآثار التاريخية في منطقة الباحة وعدم الاهتمام بها وقال في هذا الصدد: لقد كتبت لوزارة المعارف عدة مرات ووضحت لهم ما تتعرض له الآثار التاريخية في الباحة من انهيار كبير وخاصة الحصون والقلاع والقرى الأثرية وفي مقدمة هذه القرى الأثرية قرية ذي عين.
وفي الحقيقة ان هذه الآثار والقلاع الأثرية معرضة للاندثار وبصورة نهائية أمام عيوننا ووضحنا ذلك لوزير المعارف أكثر من مرة ولكن بدون جدوى وانا هنا وعبر جريدة «الجزيرة» ألوم المسؤولين في وزارة المعارف وعلى رأسهم الوزير وكافة المسؤولين عما تتعرض له الآثار من انهيار وضياع في منطقة الباحة وكحضارة عريقة جداً لم تقدم وزارة المعارف أي خطوة لصيانتها او المحافظة عليها.
مكافحة الفساد
وتطرق الأمير محمد بن سعود قبل ختام حديثه الخاص ل«الجزيرة» للفساد الإداري بشكل عام وقال إنه داء خبيث بدأ ينتشر ويجب سرعة القضاء عليه وملاحقة الواقعين فيه حتى يتم بترهم من هذا المجتمع النظيف ولن يتحقق ذلك بدون التعاون بين المواطن والاجهزة المختصة لمكافحة هذا الفساد اينما كان واينما وجد.
وعلى اخواني المواطنين ان يدركوا انهم الأكثر ضحايا لهذا الفساد وبالتالي عليهم ان يتعاونوا مع الجهات المختصة للقضاء عليه وعدم التردد في الإبلاغ عن الأشخاص الذين يمارسون عملية الفساد في هذا الوطن الغالي، وقد تركت وزارة الداخلية عدة أبواب مشرعة أمام المواطن للتعاون في هذا المجال والإبلاغ عمن يرتكبون الفساد الإداري.
هجوم على البنوك
واختتم الأمير محمد بن سعود حديثه ل«الجزيرة» بهجوم شديد على كل البنوك في المملكة وتساءل سموه أين هذه البنوك من دعم وتشجيع الأعمال والمشاريع الاستثمارية في داخل الوطن فلا يوجد بنك واحد أقام أي مشروع محلي، على الرغم من اعتماد هذه البنوك على رؤوس أموال مودعة من قبل مودعين سعوديين تستثمر هذه البنوك أموالهم لحسابها الخاص في الخارج لدرجة ان بعض المودعين الذين يرغبون في سحب مبالغ كبيرة جداً لا يتمكنون من الحصول عليها إلا بعد يومين أليس ذلك غريباً؟.
وكشف سموه ان أكثر من 60% من أرصدة البنوك السعودية موجود في خارج المملكة وهذا بالطبع له تأثير كبير على مسيرة التنمية الاقتصادية في هذا الوطن، ودعا الى فرض رسوم على كل البنوك الربوية وحسم نصف الارباح التي تحققها من ايداعات المودعين فيها واكثر من السعوديين بنسبة 90% والاستفادة من هذه الارباح الربوية في تنفيذ مشاريع لخدمة هذا الوطن في مختلف المجالات.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved