|
أمير الشعراء أحمد شوقي وإبراهيم طوقان شاعر فلسطيني والشاعران تجمعهما مناسبة عظيمة واحدة وهدف علمي وفكري وثقافي ومعرفي رائد، لقد نظم شوقي قصيدة مشهورة عن المعلم والتعليم وواجب المعلم وفد ألقيت هذه القصيدة العصماء والعظيمة الرائعة وهي من درر شاعر العرب الكبير شوقي في حفل أقامه نادي مدرسة المعلمين العليا، وجاء طوقان فعارض قصيدة شوقي بقصيدة أخرى من وزن قصيدة أمير الشعراء وقافيتها عن المعلم ومصائب الزمان التي يحملها فوق رأسه وشوقي في قصيدته المعارضة يبلغ غاية الاحسان وينال شرف اعجاز البيان في لغة سمحة ومعان ثرية وخيال خصب وصور شعرية رفافة أما طوقان فقد أجاد وأفاد ووصل درجات الاحسان والجودة فشاعريته أصيلة وقصيدته تلمح فيها الجزالة والسبك الرفيع والمعاني الصادقة والخيال الخصب المجنح وقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي في المعلم فهي في «الشوقيات، الجزء الأول صفحة 180» وهي بعنوان «العلم والتعليم وواجب المعلم» وقد القيت في نادي مدرسة المعلمين العليا لتكريم وتعظيم المعلم بالقاهرة.
2 انهيار صرح المعلم في الأمم العريقة:
3 معلمو مصر:
4 واجب المعلم:
والقصيدة طويلة وقد اخترت منها هذه الابيات السابقة . وإبراهيم عبدالفتاح طوقان ولد عام 1905 ميلادي وتوفي رحمه الله عام 1941 ميلادي. شاعر كبير من شعراء فلسطين المسلمة المجاهدة وله ديوان شعر مطبوع عدة طبعات تلقى تعليمه في المدرسة الغربية في نابلس حيث نال منها الشهادة الابتدائية من عام 1914م الى 1918 ميلادي، ثم مدرسة المطران في القدس ونال منها شهادة البكالوريا «الثانوية» من عام 1918م الى 1922م وانتقل منها الى الجامعة الامريكية في بيروت من عام 1923 الى عام 1929م حيث صار شاعر الجامعة كما لقبته صحف بيروت، وعمل في وظيفة معلم اللغة العربية في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس على كره شديد من اسم معلم ووظيفة التعليم وظل شاعرنا طوقان في وظيفته هذه عاماً كاملاً من عام 1929م الى 1930م ثم انتقل الى وظيفة مدرس في قسم الادب العربي في الجامعة الامريكية التي تخرج منها فدرَّس فيها عامين قدم بعدهما استقالته من وظيفته وعاد الى ليعمل معلماً في المدرسة الرشيدية في القدس حيث نظم قصيدة «الشاعر المعلم» التي عارض فيها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي التي يقول في مطلعها:
كما قدمنا، وانتاب المرض طوقان وقضى وقتاً طويلاً في المستشفيات للعلاج ثم قدم استقالته الى المدرسة الرشيدية ليعمل في دائرة بلدية نابلس ثم بعد ذلك في القسم العربي في اذاعة القدس عام 1936م وشاهد احداث فلسطين الدامية وكتب فيها كثيراً من قصائده الخالدة وفي الثاني من شهر مايو عام 1941م انتقل الى رحمة الله سبحانه وتعالى وكان طوقان شديد التأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي محافظاً على عمودية القصيدة مجدداً في معانيه وصوره وأخيلته شهد له كبار النقاد والشعراء بالتفوق والابداع الشعري الرفيع وقصيدة طوقان «الشاعر المعلم» هي: «شوقي» يقولُ ومادَرى بمصيبتي:
ويكادُ يفلقُني الأميرُ بقولِه:
شوقي من هو؟ فقد ولد عام 1868م وتوفي 1932م وهو أمير الشعر والشعراء في العصر الحديث ووارث تراث العبقرية الشعرية بعد البحتري وابن المعتز وابن الرومي والمتنبي والمعري والشريف الرَّضِيّ ومهيار الديلمي وسواهم بايعه شعراء العروبة عام 1927م بإمارة الشعر العربي وكان من بين الذين بايعوه خليل مطران وحافظ ابراهيم وسواهما من اعلام الشعر العربي المعاصر وطوقان يعارض بقصيدته قصيدة شوقي فقصيدة أمير الشعراء وقصيدة طوقان تتفقان في الوزن والقافية وقصيدة طوقان نقض لأفكار ومعاني قصيدة شوقي وعلى الجملة فالمعارضة هي أن يعمد الشاعر لقصيدة مشهورة فينظم قصيدة على وزنها وقافيتها فينقض في قصيدته أفكار ومعاني القصيدة الأولى التي يعارضها، شوقي ينوه بالمعلم وطوقان يزوري هذه المهنة لأنه يرى عدم تقدير وإجلال هذه الرسالة الخالدة والتي هي رسالة ووظيفة الأنبياء والرسل والمصلحين في كل أمة ومجتمع، وشوقي يبين عظمة المعلم وواجبه في تعليم الأجيال وطوقان أفكاره ومعانيه جيدة تدور حول كثرة أعباء المعلم التي تكاد تذهب بحياته جملة، لقد عارض طوقان شوقي ولكن لم يتسن له أن يصعد إلى منزلة وسدة شوقي الشعرية أو أن يصل إلى مستواه في البلاغة والشعر والبيان، حقاً أن عظمة شوقي لاتدانيها عظمة شاعر آخر، إنه شوقي رب البيان ومفخرة الشعر ومعجزة الالهام والمستحوذ على قصب السبق عند كل رهان أما طوقان فأقل منزلة من شوقي في عالم الشعر والشعراء. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |