ربوا على الانصاف فتيانَ الحِمى
تجدوهمُ كهفَ الحقوق كُهولا
فهو الذي يبني الطباع قويمةً
وهو الذي يبني النفوسَ عُدولا
ويقيم منطقَ كلِّ أعوجِ منطقٍ
ويُريه رأياً في الأمور أصِيلا
وإذا المعلمُ لم يكن عدلاً مشى
روح العدالة في الشباب ضئيلاَ
وإذا المعلمُ ساءَ لحظ بصيرةٍ
جاءت على يده البصائِرُ حُولا
وإذا أَتى الإرشاد من سبب الهوى
ومن الغرور فسمِّه التضليلا
وإذا أُصيبَ القومُ في أخلاقِهمْ
فأقمْ عليهم ومأتماً وعويلا
إني لأعذُرُكم وأحسب عِبئَكُمْ
من بين أعباءٍ الرجالِ ثقيلا
وجد المساعدَ غيرُكمْ وحُرمتمُ
في مصرَ عونَ الأمهاتِ جَليلا
وإذا النساءُ نشأنَ في أمِّيَّةٍ
رضع الرجالُ جهالةً وخُمولا
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه
من همِّ الحياة وخلفاهُ ذليلا
فأصاب بالدنيا الحكيمةَ مِنْهُما
وبحسنِ تربيةِ الزمانِ بديلا
إن اليتيمَ هو الذي تلقى لهُ
أمَّاً تخلت أو أباً مشغولا
نرجو إذا التعليمُ حرّكَ شجوَه
ألا يكون على البلاد بخيلاَ
قل للشباب اليوم: بورك غرسكم
دَنَتِ القُطوفُ وذُللِّتْ تذليلا
حيُّوا من الشهداء كل مغيَّبٍ
وضعوا على أحجاره إِكليلا