Thursday 6th June,200210843العددالخميس 25 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عبر جريدتهم « الجزيرة ».. عبر جريدتهم « الجزيرة »..
عشاق الأخضر يشخِّصون واقع المنتخب ومستقبله
دراسة تحليلية للهزيمة والفوز

الهزيمة التي تكبدها المنتخب السعودي لاشك أنها أوجعت مشاعر محبي الرياضة ومشجعي المنتخب.
الهزيمة ربما شكلت نكسة للرياضة في المملكة، فالرياضة تحظى بنصيب وافر من الدعم المالي والمعنوي. وهناك رغبة ملحة في تحقيق العالمية في المسابقات الرياضية ليس كمشاركة فقط إنما لتحقيق الفوز والحصول على مراكز متقدمة والحظوة بالميداليات والجوائز.
لو كانت الهزيمة بهدف او هدفين لهان الأمر وقبلت النتيجة كوضع طبيعي، أما ان تكون ثمانية أهداف فهي هزيمة ماحقة. في السنغال ربما ان الرياضة لا تحظى او ليست لديها الإمكانات المادية والمنشآت الحديثة والاندية المتطورة كما في اندية المملكة ومع ذلك حققت نصرا قويا على فرنسا القوية.هذه المقدمة معروفة للجميع وفي هذا النثار السريع أريد أن ابدي وجهة نظر إنسان ليس له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالرياضة ولا يعرف فيها شروى نقير وغير متابع لها إطلاقا. ولكن من وحيها خطرت هذه الأفكار. الهزيمة في نظري لها سببان نفسي وحضاري وسوف ألقي ضوءاً خافتا حول السببين:
السبب الأول سيكلوجي او نفسي:
أرجع السبب الرئيسي للهزيمة من الناحية النفسية الى مدرب المنتخب السيد ناصر الجوهر فهو يتحمل المسؤولية الكبيرة لكونه واضع استراتيجية اللعب وملهم اللاعبين، إذا لم يكن هناك تدخلات قهرية من أطراف أخرى في قيادته للفريق.
المدرب يفترض فيه إلى جانب امتلاكه القدرة على تدريب اللاعبين على المهارات وتنفيذ خطة اللعب أن يكون قائدا روحيا ملهما لفريقه. نعني بالقيادة الروحية القدرة على خلق المحفزات المعنوية من عشق للعب وشوق إلى الانتصار والفوز اي جعل اللاعب في حالة مصيرية لتحقيق الهدف من اللعب لان الناحية المعنوية جزء رئيسي في اتقان المهارات الفنية.
ان هذه الموهبة هي منحة من الله تعالى للإنسان فهي مثل المواهب الاخرى كالرسم والشعر وغيرهما.
إذا كان المدرب لا يملكها كفطرة وموهبة او كانت خافته فله ان يطورها في نفسه بأن يكثف قراءاته في دراسة علم النفس السلوكي ونظريات البرمجة اللغوية العصبية التي تهتم بتطوير الشخصية وتغيير السلوك السلبي للإنسان الى السلوك الايجابي بشكل سريع ومثمر.قد يكون هناك خلل حصل بين المدرب واللاعبين وهذا يتحمله اللاعب لان اللاعب في هذه الحالة يفترض فيه ان يطبق تعليمات مدربه.طبعا الخلل الحاصل بين المدرب واللاعب ان وجد فهو بسبب اختلاف القواعد السلوكية وليس حول الهدف مما يجعل اللاعب في حالة ضعف معنوي ويتنامى هذا السلوك لدى اللاعب مما يضعف الحافز لديه والرفض المبطن لتعليمات المدرب.كذلك يفترض في المدرب لو وجد ضعفا معنويا لدى بعض لاعبيه ان يكثف تأثيره النفسي على قيادي اللعب لخلق التأثير على بقية اللاعبين الذين يتقبلون الايحاء وسرعة التأثير لأجل دعم المعنويات.هذه الحالة النفسية عموما تنطبق على كثير من سلوكياتنا في الحياة كعلاقة الاب مع أبنائه والمدير مع موظفيه.
السبب الثاني: حضاري:
لاعبونا ينتمون الى العالم النامي والنظرة السائدة في عقولنا كما في العقل الغربي بأننا عالم متخلف حضاريا وماديا فدورنا في مسيرة الحضارة المعاصرة سلبي فلا نملك مرجعية في اي حقل من حقول المعرفة فلم نسمع نظرية معاصرة تنسب الى العالم الاسلامي او العربي حتى الرياضة نفسها هي نتاج غربي ومرجعيتها غربية وتطوير قوانينها غربي.
ومما زاد الطين بلة الاحداث التي حدثت مؤخرا فعززت فكرة صدام الحضارات وأصبحت الهوة اكثر اتساعا وتحول السلوك الغربي على مستوى الرأي العام او النخب الى سلوك مستفز ولم يعد مرغوبا فينا بين ظهرانيهم.. ودون الدخول في الاستطراد في هذا الموضوع والتفاصيل فيه لدينا شعور نفسي بالإحباط. والهزيمة تجاه الغرب القوي المتحضر والمتقدم. هذا الشعور موجود في ذهنية لاعبينا لأنهم جزء من النسيج الاجتماعي وهذا الشعور ان لم يكن بارزا في عقلهم الواعي فهو مستقر في عقلهم الباطن وكثير من سلوكياتنا التي تعيق بعض مهاراتنا هو نتيجة لأفكار سلبية عن انفسنا متراكمة في عقلنا الباطن تظهر الى النور ان وجدت مناسبة تحتم ظهورها.تقابل عقل متفوق في كل شيء مستعل علينا ينظر إلينا بكل دونية واحتقار. مع عقل عربي متخلف في كل شيء هنا دخلنا في حالة الصراع الحضاري بين القيم كذلك الغربي دخل بمهارة أكثر اتقانا وبهدف واضح ومحدد وفريق عمل اعتاد على العمل الجماعي ضمن مؤسسة ينتمي لها بكل جوانحه مما يعزز ثقته بمدربيه.
هذا الاحساس بالتفوق الحضاري والتقني جعل معنوياته عالية بينما فريقنا إحساسه بالنقص امام الغربي خلق ضعفا في المعنويات ادى الى الهزيمة النفسية والحقيقية في اللعب مما جعله يسلم بالخسارة ربما قبل دخوله الملعب.يرد اعتراض ان السنغال دولة من العالم الثالث وقد تكون اقل منا تقدما واقل امكانية من فرنسا ومع ذلك هزمتها لأن السنغال تنتمي الى المنظومة الفرنكونية التي مصدرها الثقافة الفرنسية التي تسعى الى تعزيز ثقافتها لدرجة خلق حالة تماهٍ او توحد بينها وبين من يريد ان ينتمي الى ثقافتها فالسنغال تجد نفسها متماهية مع الثقافة الفرنسية وتكسب الدعم من فرنسا ولغتها الثانية هي الفرنسية وكتابها وشعراؤها يكتبون نتاجهم باللغة الفرنسية ولن ننسى شاعرهم ورئيس السنغال السابق (سنجور).

عبدالرحمن ابراهيم الحقيل

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved