* طهران من باريسا حافظي رويترز:
بدأت الولايات المتحدة باعلانهاايران جزءاً مما يسمى «محور الشر» تفقد أصدقاءها القلائل داخل الجمهورية الإسلامية وكان احدث من انضم لمعسكر مناهضيها الرئيس محمد خاتمي.
واسدل خاتمي الذي كان قد بدأ مفاتحات تاريخية تجاه «العدو السابق» بعد انتخابه رئيسا عام1997 الستار على مبادرات التقارب الاسبوع الماضي داعيا حلفاءه في البرلمان للتخلي عن مساعي تحسين العلاقات مع واشنطن.
وقال «عندما تستخدم قوة كبرى نبرة متشددة ومهينة ومهددة في الحديث الينا فان بلادنا سترفض التفاوض أو ابداء اي مرونة».
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وصف ايران مراراً بانها جزء فيما يسمى «محور الشر» مع العراق وكوريا الشمالية بسبب مزاعم عن رعايتها «للإرهاب» وجهودها للحصول على أسلحة دمار شامل.وتنفي ايران هذه الاتهامات وتؤكد ان برنامج تسليحها تقليدي تماماً وان الهدف منه هو الردع. ويقول حلفاء خاتمي ان لهجته الجديدة المتشددة لا تعني تغيراً في رغبته في علاقات افضل وانه سيخففها إذا غيرت واشنطن موقفها.
وقال محمد علي ابطحي نائب الرئيس وموضع ثقته «خاتمي لم يغير موقفه. بل احبطته نبرة بوش المهينة، انه يشعر ان عليه الدفاع عن كرامة بلاده».
وابلغ رويترز «لا يوجد زعيم يكون مستعداً للتفاوض عندما يهان وتهان بلاده... خاتمي تحدث بلهجة متحضرة للغاية مع الأمريكيين وهذا هو ما تلقاه في المقابل».
وحاول خاتمي الذي ترزح بلاده تحت وطأةعقوبات أمريكية واسعة النطاق مخاطراً باغضاب المتشددين التقرب الى الولايات المتحدة من خلال حديث تلفزيوني وجهه للشعب الأمريكي في عام 1998.
ورحب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت بيل كلينتون بهذه المفاتحة وعرض اجراء محادثات مباشرة لتحسين العلاقات التي قطعت عندما استولى ايرانيون على مقر السفارة الأمريكية في طهران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 التي اطاحت بالشاه الذي تدعمه الولايات المتحدة.
لكن المحافظين في ايران منعوا الرئيس من اتخاذ المزيد من الخطوات.
وأوشكت طهران وواشنطن على بدء اتصالات بعد ان ادان خاتمي هجمات 11 سبتمبر ايلول وعرض التعاون لمكافحة الإرهاب/ تحت مظلة امريكية لكن المتشددين كبحوا جماحه مرة أخرى.
وقالت السيدة كولاي الاصلاحية البارزة وعضو البرلمان «لا اعتقد ان موقفه تغير. انه فقط يشعر ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث مع امريكا». وأضافت لرويترز «اضعناالعديد من الفرص. وإذا رصدنا تغيرا في السلوك الامريكي يمكننا انتهاز الفرصةهذه المرة».
يقول المحللون ان حديث خاتمي المتشدد رسالة لواشنطن للتعامل مع ايران باسلوب اكثر دبلوماسية. ويقولون ان من شأن ذلك ان يعطي الرئيس فرصة أكبر للمناورة في الداخل.
ويرأس خاتمي مجلس الأمن القومي الذي يتخذ القرارات في القضايا الاستراتيجية لكن اعداد المحافظين داخل المجلس تفوق اعداد انصار خاتمي من المعتدلين.
وقال عبد العلي نمازي المدعي العام مؤخراً ان المجلس تبنى حظراً على اجراء محادثات مع واشنطن. ونقل نمازي عن مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي قوله «لا يصرح لأي كان وعلى أي مستوى الحديث عن العلاقات».
وفي الاسبوع الماضي هددت السلطة القضائية الايرانية المحافظة بمحاكمة أي من يدعو لاقامة علاقات مع الولايات المتحدة بعد ان اجتمع اعضاء البرلمان الاصلاحيون مخالفين الخط الرسمي للدولة لبحث سبل تخفيف حدة التوترات.
ويبدو ان تدخل خاتمي يهدف كذلك لتجنب مواجهة بين البرلمان الاصلاحي والسلطة القضائية. ويلقي العديد من الاصلاحيين اللوم على منتقديهم من المحافظين في عدم تحقيق التقارب مع الولايات المتحدة في عهد ادارة كلينتون التي يعتقدون انها كانت اكثر مرونة.
وقال المحلل الليبرالي فاريبورز ريسدانا «اضعنا العديد من الفرص. كان بامكاننا كسب الكثير من كلينتون... الآن يتعين علينا التعامل مع امريكا التي تتحدث بلغة الحرب».
لكن يقول ابطحي انه رغم اختلاف التيارين الايرانيين على اغلب الامور الا انهما يتفقان على شيء واحد «قد تكون هناك فرص ضاعت لكن هذا بالتأكيد ليس الوقت المناسب للحديث مع أمريكا».
|