* لقاء حادي العنزي
تم مؤخراً في مكتبة الملك فهد الوطنية القضاء نهائياً على مشكلة التأخير في الرد على طلبات الباحثين وذلك بعد تطوير البنية التحتية لأنظمة تخزين واسترجاع المعلومات. أكد ذلك أمين المكتبة الأستاذ/ علي بن سليمان الصوينع خلال حديثه ل«الجزيرة» والذي أعلن فيه عن إنشاء فرع جديد للخدمات النسائية يكون مستقلاً في إدارته ومقتنياته وذلك ضمن المبنى الجديد للمكتبة والذي سيتم البناء فيه قريباً، وتصحبه تطورات هيكلية في أعمال المكتبة وإداراتها وخدماتها بما في ذلك إنشاء فروع للمكتبة في المدن الرئيسية. مشيراً إلى أن المكتبة تنوي حالياً إقامة عدد من معارض الصور في الشرقية والقصيم وحائل، وأنها تخطط للبدء في المرحلة الثانية من الأرشيف الوطني للصور التاريخية والذي من المتوقع أن يضيف حوالي ثلاثين ألف صورة نادرة بعضها لم يسبق عرضه أو نشره من مصادر أخرى فيما تم البدء في الإعداد لنظام حماية التراث الوطني المخطوط ويجري حالياً التخطيط لإقامة المعرض الدائم للكتاب السعودي والذي يشارك فيه مئات الناشرين السعوديين والمؤلفين والأفراد من جميع مناطق المملكة. كما أعلن عن إنشاء بعض الأقسام الخاصة بفئات معينة من الباحثين وتقديم خدمات معلوماتية جديدة ومطورة بالإضافة إلى تطوير شبكة المعلومات وتحسين أداء النظم الآلية وتطوير موقع المكتبة على شبكة الإنترنت وتعزيز حركة نشر الكتاب السعودي على نطاق واسع وغيرها من الموضوعات الأخرى.
وفيما يلي نص الحوار:
معارض جديدة
* نظمتم وشاركتم في عددٍ من المعارض، كان آخرها معرض«فهد: سيرة ومسيرة» والذي أقيم بمناسبة الاحتفاء بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم.
هل تخططون لتنظيم معارض جديدة تتحدث عن القيادات أو الشخصيات التي خدمت الوطن؟
- في الحقيقة لدينا بمكتبة الملك فهد الوطنية الأرشيف الوطني للصور التاريخية وهو غني بالصور عن الشخصيات السعودية الريادية في مختلف نواحي الحياة السياسية والإدارية والثقافية، مما يستفيد منه الباحثون ويطلع عليه زوار المكتبة عن طريق الحاسب أو بالشكل الورقي، هذا إلى جانب اللوحات الفنية التي عملتها المكتبة لمعظم الشخصيات الفكرية والأدبية في المملكة، حيث يوجد لكل أديب رسم ملون وقد تكون جاهزة للعرض في الأوقات والمناسبات الوطنية.
أما ما يخص المشاركات فقد شاركت المكتبة خلال العام في أكثر من عشرين معرضاً متنوعاً داخل المملكة وخارجها، وكذلك تنظيم معارض داخلية متخصصة، منها معرض الصور التاريخية الذي أقيم في خمس مدن سعودية، وكذلك معرض«فهد: سيرة ومسيرة» الذي أقيم بمقر المكتبة ونظمت المكتبة أيضاً المعرض الأول لجماعة ألوان للفنون التشكيلية ودعمته ضمن الإطار العام للاحتفاء بالذكرى العشرينية.
* كيف وجدتم الاقبال على هذه المعارض؟
- لاقت المعارض قبولاً وصدى طيباً على المستوى الثقافي لارتباطها بمناسبات وطنية، حيث كانت المعارض مفتوحة للزيارات من الرجال والنساء والمهتمين بالصور والفنون.
* ماذا لديكم لاستمرارية مثل هذه الأنشطة الثقافية؟
- تعتزم المكتبة التخطيط لإقامة المعرض الدائم للكتاب السعودي الحديث، وذلك بمشاركة مئات الناشرين السعوديين، والمؤلفين والأفراد من جميع مناطق المملكة، حيث سيخصص لكل ناشر وحدات عرض مستقلة لعرض الكتب الجديدة، وسيكون المعرض واجهة للإطلال على أحدث الإصدارت السعودية في مكان واحد، حيث نأمل أن يسهم ذلك في التعريف بالكتاب وحركة النشر الحديثة في المملكة، ويطلع عليه زوار المكتبة من المثقفين والباحثين والطلبة والوفود الرسمية التي تزور المكتبة.
التطورات الهيكلية
* لكن.. ماذا عن التطورات الهيكلية في أعمال المكتبة وإدارتها وخدماتها وانشاء الفروع لها؟
- تعلمون ان المكتبة تسعى حاليا لاستتمام مشروع المبنى الجديد الذي سبق ان أعلن عن إنشائه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة ا لرياض والمشرف العام على المكتبة، وذلك استجابة لاحتياجات التوسع المتسارع التي تشهدها المكتبة، حيث أصبح المبنى الحالي ضيقا ومكتظاً بالمقتنيات والموظفين.
وبالطبع سوف يصحب توسعة المبنى تطورات هيكلية في أعمال المكتبة وإدارتها وخدماتها بما في ذلك انشاء فروع في المدن الرئيسة. وذلك لمواكبة حركة النشر والابداع وزيادة الطلب على المعلومات لاسيما بعد ان انجزت المكتبة هذا العام تأسيس البنية البحثية لأنظمة المعلومات والشبكات بعيدة المدى التي تتيح الإدارة المركزية للأعمال الفنية الموزعة في مواقع متباعدة.
* أقمتم عدداً من المعارض للصور التاريخية، هل تنوون إقامة معارض جديدة في بعض مناطق المملكة، وأين؟
- استمراراً لأعمال الأرشيف الوطني للصور التاريخية تنوي المكتبة إقامة معرض الصور التاريخية في بعض المناطق مثل الشرقية والقصيم وحائل، خصوصا مع استمرار المشروع في مرحلته الثانية، حيث يتم عرض صور جديدة تلائم الأماكن والمناسبات التي عرضت فيها؛ هذا مع عرض اجزاء من الارشيف في بعض المعارض المحلية الكبيرة مثل الجنادرية ومعارض الكتب وكذلك المشاركة في المعرض خارج المملكة بعد الترتيب لذلك في الأوقات والأماكن المناسبة للفعاليات الثقافية والوطنية.
التسجيل الشفهي
* لديكم مشروع التسجيل الشفهي الذي يتم مع عدد من العلماء والأدباء وفي مختلف مناطق المملكة.. إلى أي مدى وصلتم في هذا المشروع، وكيف رأيتم نتائجه؟
- مشروع التسجيل الشفهي الذي يتم مع العلماء والأدباء السعوديين من أقدم الأنشطة التي بدأتها المكتبة لخدمة التاريخ الثقافي للمملكة، وهو يسير بشكل جيد في مختلف مناطق المملكة. وتقتني المكتبة مجموعة من التسجيلات السمعية والمرئية لمعظم الأدباء من الأحياء، وبعضهم انتقل إلى رحمة الله بعد ان تم التسجيل معهم، وكثير منهم لا يوجد لهم مصادر موثقة عدا هذه التسجيلات ولازالت المكتبة تدعو وتستقبل العديد من الشخصيات الثقافية الريادية في مجالات التعليم والثقافة والأدب، كما تستفيد المكتبة من المعلومات المسجلة في توثيق التراجم وأسماء المؤلفين. ومن المؤكد انه كلما تقادمت المصادر التاريخية زادت أهميتها في ظل نقص المعلومات عن بعض الشخصيات والجوانب التاريخية لتطور الحركة الثقافية والتعليمية.
مشكلة تسرب الموظفين
* تعاني المكتبة من مشكلة تسرب الموظفين، هل لديكم دراسات جديدة للقضاء على هذه المشكلة؟
- خفت حدة مشكلة تسرب الموظفين مؤخرا وذلك يعود لضيق فرص العمل في السنوات الأخيرة؛ إلا ان ذلك لا يشمل حملة الشهادات العليا وبعض التخصصات، حيث لازالت المكتبة تحتاج إلى كفاءات عالية من حملة الماجستير للاشراف وتحسين أداء الأعمال المهنية التي تحتاج إلى قدرات ومهارات متقدمة في التحليل والتخطيط والتطوير؛ إلى جانب إجادة اللغات الأجنبية والتعامل مع مصادر المعلومات والتقنيات الحديثة في بيئة عمل المكتبة التي تعتمد بالكامل على التشغيل الآلي والشبكات. ومما يزيد الحاجة للمتخصصين المهرة ان مكتبة الملك فهد الوطنية تعد من أسرع المكتبات العربية نموا في مقتنياتها من الإيداع والشراء والإهداءات التي ترد في لغات عدة، إلى جانب أعمال التوثيق المكثفة وخدمات المعلومات الموجهة للباحثين والخبراء، حيث تظهر إحصائيات إنجازات المكتبة تسارع وتيرة النمو الكمي والنوعي في جميع قطاعات المكتبة بشكل يفوق المعدلات المعتادة للمكتبات المشابهة. وهذا مدعاة فخر العاملين في المكتبة الذين يسعون إلى تحقيق مزيد من الانجازات النوعية والمطورة. وكما هو معروف فان مجالات العمل في قطاع المكتبات والمعلومات تتطور بشكل سريع يوافق التطور النوعي في طلبات مجتمع المستفيدين مما يستوجب رفع كفاءة العاملين في المكتبة عن طريق الابتعاث والتدريب الداخلي والخارجي وهو ما تقوم به المكتبة حاليا. إلا ان طموحات المكتبة والرغبة في تجاوز العوائق الزمنية وتحسين الأداء وتطوير خدمات جيدة، كل ذلك يستلزم الابقاء على الكفاءات المدربة التي يصعب تعويضها وزيادتها في تخصصات علوم المكتبات والمعلومات والحاسب الآلي واللغات الأجنبية.
تأخر الرد على الباحثين
* يعاني بعض الباحثين من تأخر المكتبة في الرد عليهم.. متى يتم الانتهاء ايضا من هذه المشكلة، وأين يكمن الخلل من وجهة نظركم؟
- لم يعد هناك مشكلة في سرعة الرد على طلبات الباحثين بعد تطوير البنية التحتية لأنظمة تخزين واسترجاع المعلومات، إلى جانب تطوير الأداء في قطاعات الخدمات والدراسات المرجعية والأقسام الخدمية الأخرى في المجموعات العامة والإيداع والدوريات وخدمات المستفيدين ويتراوح معدل وقت الإجابة على الاستفسارات مابين خمس إلى ثلاثين دقيقة للأسئلة الواضحة والمحددة من قبل الباحثين العارفين. وهناك الكثير من الباحثين الذين يستخدمون فهارس المكتبة وهم في منازلهم عن طريق الانترنت فيحضرون إلى المكتبة لطلب المراجع والبحوث المحددة مسبقا ومشكلة الخدمات المعلوماتية لم تعد في سرعة الاستجابة؛ بل في كثرة عدد الباحثين وتنوع احتياجاتهم وتفاوت مستوياتهم التعليمية حيث ان بعضهم، خصوصا المبتدئين والمبتدئات في الجامعات، يأتون إلى المكتبة بدون خطة بحثية واضحة مع شكوى بعضهم من خدمات المكتبات التي ينتمون إليها؛ بل ان بعضهم يطلب تجهيز الإجابة مع أنه مكلف من استاذه بالبحث عنها في بطون الكتب والمراجع. ومع ان المكتبة تستخدم نماذج واضحة لتحديد عناصر المعلومات والأسئلة المطلوب اجابتها إلا ان اختصاصي البحث المرجعي يضطر إلى اطالة وقت الحوار مع المستفيدين حتى يصل إلى لب الموضوعات المطلوبة بشكل واضح يرضي المستفيد وقد يكون ذلك على حساب وقت باحثين آخرين لاسيما وقت الذروة في المساء، وهي فترة ضيقة يكتظ فيها الباحثون والباحثات من طلبة الجامعات ويمكن القول بان طبيعة الأسئلة المرجعية ومستوى عمقها والهدف من استخدامها والتخصصات العلمية من العوامل التي تحدد مدة الإجابة إذ ان المكتبة تقدم سلسلة من الخدمات المعلوماتية المتفاوتة في مستوى تجهيزها من الاجابة البسيطة إلى الإرشاد المرجعي والتحليلي وجمع المعلومات من مصادرها وإعداد التقارير وطباعة المستخرجات وترجمة المعلومات وتوصيل الوثائق بالفاكس أو البريد والتصوير وغرف البحث وحجز الكتب ومناولة الكتب في عدد من الأقسام والمجموعات الموزعة على ثلاثة أدوار واسعة كما تقوم المكتبة عند الحاجة بتكوين مجموعات متخصصة أو مكتبات مصغرة مؤقتة بحيث تكون قريبة المتناول لخدمة الاحتياجا البحثية الطارئة للباحثين وطلبة الجامعات.
المبنى الجديد
* أعلنتم مؤخراً عن المبنى الجديد وان المساحة الاجمالية لمباني المكتبة ستكون بحدود (75) ألف متر مربع وذلك لاستيعاب التطورات الحالية والمستقبلية.
فماهو نصيب الخدمات النسائية من هذه المباني؟
- تعلمون ان المكتبة تحظى برعاية ومتابعة صاحب المسو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على المكتبة ومن ضمن ذلك المبنى الجديد للمكتبة والذي سيضم فرعاً مخصصاً للخدمات النسائية ومستقلاً في إدارته النسائية وفي مقتنياته وخدماته ونتوقع ان يكون الفرع النسائي رحبا ومميزاً في تجهيزاته وخدماته المرتبطة بالشبكة المركزية للمكتبة بحيث تكون جميع مقتنيات المكتبة الوطنية في أقسامها كافة متاحة للمستفيدات مما يهيئ التسهيلات المريحة لأعمال الباحثات في مختلف التخصصات والمستويات الأكاديمية كما نتوقع ان تسهم الإدارة النسائية في المشاركة بالأعمال الفنية من فهرسة وأبحاث ببليوجرافية وزيادة الانتاجية والأداء استجابة للزيادة المطردة في مقتنيات المكتبة وخدماتها الفنية المختلفة.
* ماذا عن المشاريع التي تم البدء بها؟
- مشاريع المكتبة التي في الواقع أو في البال كثيرة ويأتي تنفيذها بعد الدراسات حسب الامكانات المتاحة، سواء كانت خططا قريبة المدى أو بعيدة بشرط ان تكون منطلقة من مهام المكتبة وأهدافها الأساسية.
وبدون الإشارة إلى الخطط والبرامج المستمرة للقطاعات الفنية في الايداع وتوثيق الانتاج الفكري السعودي وتنظيم المعلومات وخدماتها المتنوعة والبحوث والنشر والمعارض والتعاون مع المكتبات والهيئات المحلية والخارجية فان لدى المكتبة بعض المشاريع التي تم البدء بها أو هي في مراحل الدراسات النهائية مثل المبنى الجديد للمكتبة والمرحلة الثانية من الارشيف الوطني للصور التاريخية، حيث يتوقع إضافة حوالي ثلاثين ألف صورة نادرة بعضها لم يسبق عرضه أو نشره في مصادر أخرى مع تطوير قدرات الاسترجاع لارشيف الصور وإتاحته للبحث على شبكة الانترنت واصدار كتب مصورة فاخرة لبعض الموضوعات التاريخية في المملكة التي وثقتها الصور القديمة.
ومن المشاريع التي بدأت المكتبة في الاعداد لتنفيذها نظام حماية التراث الوطني المخطوط الذي يمنح المكتبة مسؤولية جمع المخطوطات من المكتبات والهيئات والأفراد وحفظ صورها في المكتبة مع عدم اخراجها من المملكة إلا بإذن المكتبة وإيجاد موقع تخزيني لها خارج مبنى المكتبة وإصدار فهارس للمخطوطات. وتعتزم المكتبة تحديث بعض أعمالها وإصداراتها من المراجع مثل إعادة اصدارات طبعات محدثة من (القائمة الاستنادية للمؤلفين السعوديين) والأدلة الأخرى التي أصدرتها المكتبة قبل سنوات وعليها طلب من الباحثين والمكتبات.
* وماهي المشاريع التي تتوقعون الانتهاء منها قريباً؟
- تسعى المكتبة لاستكمال بعض المشاريع والأعمال والتي هي في مراحلها الأخيرة مثل تطوير شبكة المعلومات وتحسين أداء النظم الآلية وتطوير موقع المكتبة على شبكة الانترنت وتزويده بمعلومات حديثة ذات طبيعة مرجعية يحتاجها متصفحو الانترنت مثل نشر (دليل الناشرين السعوديين) على الانترنت يليه النشر الالكتروني لبعض المراجع المتعلقة بمصادر المعلومات السعودية مما يسهم في مساعدة الباحثين وتعزيز حركة نشر الكتاب السعودي على نطاق واسع.
أفكار مستقبلية
* وماذا لديكم من أفكار مستقبلية؟
- هناك أفكار عديدة تحتاج إلى بلورة ودراسات جدوى وسيتم البدء بها وجمع المعلومات الأولية والتنسيق مع المكتبات والهيئات المناسبة حيث تنوي المكتبة إنشاء بعض الأقسام الخاصة بفئات معينة من الباحثين وتقديم خدمات معلوماتية جديدة أو مطورة علما بان بعض الأفكار والخطط قد لايتم تنفيذها إلا مع انتهاء المبنى الجديد لأنها مرهونة بوجود حيز كاف للإدارة والمقتنيات والخدمات.
|