Monday 27th May,200210833العددالأثنين 15 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
التكنولوجيا الأمريكية والإرهاب

منذ أن علمت أن المشتبه في قيامه بالتخطيط وتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر محمد عطا قد وضع خطة الهجمات باستخدام جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وموقع شركة الطيران الأمريكية «أمريكان إيرلاينز» وكذلك استخدام عدد من زملائه لموقع شركة السياحة الأمريكي «ترافل سيتي دوت كوم» وأنا أتساءل كيف تنظر شركات التكنولوجيا الأمريكية في وادي السيليكون إلى كارثة الحادي عشر من سبتمبر، وهل قدمت لهم هذه الكارثة أي مؤشر على عالم الشبكات الذي قامت هذه الشركات ببنائه.في خلال زيارة إلى جامعة ستانفورد ووادي السيليكون وجدت الفرصة مناسبة لطرح هذه الأسئلة على عدد من المتخصصين الذين التقيت بهم وقد وجدت إدراكا متزايدا من جانب هؤلاء الفنيين بأن الشبكة الفريدة لتكنولوجيا وادي السيليكون التي كانت موجودة كانت قائمة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر من أول الإنترنت وحتى برامج التشفير الفائقة يمكن أن تستخدم وبطريقة مذهلة من جانب الأفراد أو المجموعات الصغيرة لعمل الخير وعمل الشر أيضا.كما وجدت اعترافا بأن كل هذه التكنولوجيات أقيمت على أساس درجة عالية من الثقة في كيفية استخدامها ولكن هذه الثقة انهارت، إذن فشركات التكنولوجيا أدركت أنها ليست مهددة فقط من جانب الشركات المنافسة ولكن أيضا من جانب بعض المستخدمين الذين يتعاملون مع منتجاتها.
إذن فقد أصبح السؤال الآن بالنسبة لهذه الشركات هو كيف أضمن ألا تستخدم التكنولوجيا التي انتجتها ضدي؟،وقد كانت الشركات في الماضي تعتبر أن عدوها مثلا هي الشركات المنافسة مثل مايكروسوفت وليس المستخدمين مثل محمد عطا.
فقد كانت فلسفة وادي السيليكون تقوم على أساس أن الابتكارات الناجحة يجب أن تمضي في المسار التالي: تقديمها لعدد أولي من المستخدمين ثم إقناع عدد كبير من المستخدمين بها وأخيرا تسويقها على أوسع نطاق،ولكن اتضح الآن أن هناك مسارا شريرا آخر لهذه الابتكارات وهو المسار الإجرامي الذي يبدأ بحصول مجموعة من المنحرفين عليها ثم ينقلونها إلى منحرفين آخرين واستخدامها لتحقيق أهداف شريرة. فعلى سبيل المثال قد يكون المتورطون في هجمات الحادي عشر من سبتمبر اتصلوا ببعض باستخدام برامج معينة تتيح إرسال صورة طفل بالبريد الإلكتروني وهي تحتوي على وثيقة مضغوطة تتكون من 300 ورقة من التعليمات السرية المكتوبة والمسموعة أيضا.
قافلة من العربات العسكرية الهندية تتجه نحو الحدود مع باكستان «أ.ف.ب»

توماس فريدمان / نيويورك تايمز

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved