أسعدني كثيراً تعقيب د. فهد بن حمد القريني في يوم الاثنين الموافق 8 ربيع الأول عدد 10826 وسعادتي هنا مبعثها أنني حققت ما أريد وما أبحث عنه وب«الجزيرة» ذات الشأن وليس كل هذا من أجل الشهرة ولكن من أجل أمانة الشعر والتاريخ وفي سبيل تحقيق الحق أحق أن يتبع.. لأن هذا البيت نشر في مطلع قصيدة كتبتها انصافاً لأستاذ الجيل الأستاذ خالد المالك حينماكانت «الجزيرة» في مدة رئاسته الأولى لتحريرها بيتاً لكل صحفي ومثقف وأكاديمي وكان صدره أوسع من الفضاء ولا يزال.. ونشر القصيدة آنذاك وتسلمها رئيس التحرير وأصبح هذا البيت على لسان عشاق الشعر و ذلك قبل أكثر من عقدين ونصف أي ربع قرن وأكثر وذلك وصديق العمر بل أستاذي حمد القريني على قيد الحياة.. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته..
إنني أحب فيه خصالاً كثيرة وليس رابط التربة أو الجغرافيا الاقليمية هو الرابط فقط.. بل أنه من أنظف من عرفت وأصدقهم وأكثرهم حرصاً على الآخرة وشاعر يقتل المواطنة والولاء والوفاء بصفاء نية وعقيدة ولعلني أجد من المناسب ذكر محاسنه.. رغم أني كنت أود أن يكون على قيد الحياة من أجل أن يتحدث هو عن قصة البيت.. ولكن الحديث أمانة ولعلي أوفق في ذكر بعض الأحداث بعد هذا العمر..
أولاً.. البيت السابق بتركيبه للشاعر حمد القريني وقد أشرت إلى ذلك في اليمامة وأيضاً بعض اللقاءات الصحفية وعندما أدركت في هذه الآونة أن الكثير يحسبه من شعري أردت طرحه في منبر نال من الشهرة بهذا الموسم ما يطفئ الحسرة..
ثانياً: لقد فات علينا ذكر القصيدة عندما اتفقنا أن يكون هذا البيت راحلة يكتب عليه أكثر من شاعر..
ثالثاً: قصة البيت فحواها:
جاء إلى الرياض لاستلام مرتبه من الحرس الوطني فوج ابن غشيان حسن رحمه الله.. وبالتالي وجد أن الراتب موقوف عن الصرف.. وبالتالي مربي واتجهنا سوياً إلى أمير الفوج في منزله رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وقد رحب بنا كعادته بلطفه وأبوته وكرمه وقال: «يا حمد رح واستلم راتبك وعدك برأس طويق ما دام حكامنا حفظهم الله على الوجود» وبطبيعة الحال سررنا كثيراً وخاطب أمير الفوج المعني بذلك وبالتالي أعفي على أثر ذلك من المرابطة تقديراً لظروفه العائلية ولكونه شاعر الحرس الوطني الرسمي بالعرضة السعودية..
وبعدما ودعنا حسن بن غشيان غفر الله له.. كان القريني الشاعر يبحث عن رد جميل ومن ثم جاءت الفكرة وكنت أود أنه على قيد الحياة من أجل أن يكمل حرصا على المصداقية لذلك كان مدخل المديح قول أمير الفوج وعدك برأس طويق» وجاءت الفكرة وسبق إلى تركيب البيت الجميل.. جداً وذاعت شهرته وهو أكبر من أن يسرق أو يسطو عليه أحد.. ولكن امعاناً منا سوياً في تخليد الموقف كانت الاستعارة للبيت محرفة ولك أن تكتبها في من تريد وقد كتبت هذا ولم أشر إلى الحادثة أو الغرض من ذلك.. وقناعتي آنذاك في مدرسة الصحفيين بشهرته الواسعة خالد المالك رأيت فيها تحقيق الهدف المرجو - إلا أنني أذكر دائماً بالسبق لحمد القريني - إلا بهذه التهنئة لأنني أرغب الحديث عن موقف أمير الفوج حسن بن غشيان دائماً وأبداً وأتذكر أنني بعدما التحقت باليمامة عملت حواراً مطولاً معه بمناسبة اليوم الوطني إذا لم تخنِّي الذاكرة..
تعبيراً عن مشاعري تجاه أمير الفوج بعيداً عن أحقيته باللقاء وأنه خير من يتحدث عن ذكريات اليوم الوطني السعودي..
رابعاً.. أنني مدان بالشكر ما حييت لهذا المنبر والدكتور فهد القريني لتوضيح الحقيقية..
خامساً.. جرى في الشعر الشعبي عند الكثير من الشعراء تخليد للموقف الكتابة على بيت واحد والأمثلة كثيرة ويحضرني منها.. البيت الشارد الذي يقول شاعره الذي لم نتوصل إلى معرفة اسمه:
لا عني بالهوى لوع الوحش للطيار
مثلما لايع الحذرات فرخ صلبي
وهذا البيت عارضه أكثر من شاعر بدأ بالخمشي وإلى يومنا هذا..
سادساً.. عسى أن أكون أميناً على الأمانة والحديث عنها بما في نفسي تخليداً لنبل وكرم حسن بن غشيان واحترامه للأدب والشعر وانصافاً لصديق العمر الشاعر الكبير حمد عبدالعزيز القريني رحمه الله آمين ويشفع لي أن قصيدتي نشرت بهذه الجريدة وهو على قيد الحياة وأشرت للبيت وهو على قيد الحياة واللهم فاشهد لقد أبلغت..
وشكراً لقارئ سرقنا وقته..
راشد بن جعيثن |