Sunday 26th May,200210832العددالأحد 14 ,ربيع الأول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

على ضفاف الواقع على ضفاف الواقع
والجرح رخيص.. يُهدى في خيانات كثيرة
غادة عبدالله الخضير

(1)
مبتدأ.. ل غادة السمان:
طويلة هي أظافر الليل السود...
حين يحاصرك بالسهو..
ويسيّجك بالذكرى..
ويستبيح حجرات النسيان..
فينبش صناديقها..
وبالجمر يرسم على صفحة القلب..
صورة لوجه كان ربيع القلب..
تتأمله وتشهق..
ويلتحم الضحك بالبكاء..
وتهرب من فراشك..
وعبثا تغسل وجهك بالماء البارد..
كيف تطفىء حريق القلب بغسل جلد الحواس..؟؟؟
(2)
بعض الرسائل تقرأ ابتداء من الألم وانتهاء إليه.. كلمات اقرأها.. واحلم أن قلمي يحمل ذات النبض والإحساس والقدرة على جعل الكلمة هي الرغيف الذي نلتهمه عندما.. نريد أن نعيش الشعور.. ونتخلص من هذا الجوع المتعاظم.. للروح التي تغذي الحياة بداخلنا.. وللملامح التي نتقاسم معها.. الخبز والملح..
تسندنا الكلمة من السقوط المبكر في هاوية الملل.. خاصة عندما تعبىء بالصدق ويقصد بها وجوه تعرف قراءة مابين السطور جيدا.. تتمعن بالحرف كما تتمعن الأم بوليدها ثم تهمس باسمه..
فيبتسم.. ومن فرح يغفو..
«لم أصبحت حياتنا صحراء قاحلة لايمرها الربيع؟
لما لم نعد نجد ذلك القلب النبيل الذي يحضن أحلامنا؟
لما لم يعد يجد الشعراء مزيدا من العذوبة في الحب ليكذبوا؟
لما أصبحنا نكتب حروفنا بخجل ونحن نستمع إلى القلب يملِّي رسائله إلى أنثى سافرت ولم تعد؟
لما نخبئ أحلامنا بالآخر الجميل داخل صناديق العالم المادي ثم نقفل عليها بألف باب وباب؟
لما أصبحت الأحلام نوعا من التسلية..
الحب نوعا من الاقنعه..
والجرح رخيص يهدى في خيانات كثيرة؟؟؟
لما لم يعد أحد يسأل عن الشمس لما لم تعد تشرق والقمر لم يعد يضيء؟
هل حقا أغنتنا الكهرباء أم رضينا بكل هذا الظلام؟
لما اصبح الأمس شيئا لا يهمنا.. واليوم حدث نكمل به حبات المسبحة والغد لا يستحق أن ينتظر؟
لما يجب علي أن اسأل دائما ولا أجد من يجيب؟ لا اسمع إلا صدى الأسئلة؟
آه.. أيتها النفس المعذبة متى أتوب من طرح الأسئلة؟
أيتها الأقدار شكرا لك..
انحني لهذا العطف احتراما..
اقبل يدي تلك الليلة التي وهبتني إياها..
وانت أيتها الحياة..
حياتي..
تعلمين كم عانينا.. كم بكينا.. وتعلمين أنني أستطيع أن اعد لك لحظات السعادة التي عشناها سويا.. فلا تجزعي.
وأنت أيتها الجروح..
لا ترحلي كوني بقربي فقد أصبحت مدمنا لك.. صار منظر النزيف مألوفا لدي.. وان كنت
ستفعلين فبربك لا تعودي إلي مرة أخرى..
وأنت أيتها الآمال.. الأمنيات.. الأحلام.. اعلم أنكم مثلي تشعرون بشيء جديد يحرك الجليد..
المتكوم هنا منذ عصور..
لكنني أحذركم من الطموحات التي تقتل وليكن لكم طريقا للعودة حتى إذا بحثنا عن الحزن
وجدناه!!
وأما أنت..
أنت أيتها القادمة.. من المجهول الذي اعرفه ولا اعرفه.. فرفقا بعمر من الغربة عشته.. بين أعاصير الوحدة والألم والإحساس بالقسوة والجرح واليتم..و..
وان كنت ستفعلين مثلما فعل أبطال دموعي السابقة.. ان لم تكوني أكثرهم قسوة..
فحنانيك بعض عدل.. قولي انك تتسلين.. معجبة بشيء ما.. تعطفين علي .. اكذبي وسأصدق..
ولكن بربك الذي يحفظ لك عمرك.. وكل من تحبين.. لا تقولي أنا سنحب.. سنتعلم أن نكتب شعرا من جديد.. لاتقولي ذات حماس انك أحببتني.. فعندها سأصدق كل شيء فمنذ قرون لم اسمع أنثى تقولها بصدق.. وأنا محتاج أن اصدق.. ولن اصدق انك تكذبين..
انني متهور جدا.. اكثر مما تتصورين.. سأحبك.. والله سأفعل.. وان كنت ستفعلين مثلما فعلوا
تبخلين مثلهم ترحلين بين دهاليز الماضي وتعيدينني إلى هجاء الأسئلة.. فإنني استحلفك بالله
واسأل فيك كل المشاعر الطاهرة.. لا تفعلي.. بربك لا تفعلي..
أو اعترفي من الآن بكل شيء فقط.. مهما يكن قرارك لا ترحلي..«إنّا غريبان هاهنا»..
ليتني قلت شيئا يجعلني لا اندم.. أحس براحة عظيمة.. الآن أستطيع أن أنام بعمق فقد كنت محتاجا أن أقول هذا الكلام لأحد يفهم ما بين السطور..
شكرا لك..
هل انتظر ما يفرحني؟؟؟
لايهم أنا متعود على الانكسارات..
ليتني لم أزعجك بهذا البوح..
(3)
واتكئ على الحرف..
أتوسده ليلا..
يمنحني الإغفاءة..
ومن ثم يأخذني إلى نفوذ الحلم..
ابحث فيه.. ومن خلاله..
عن ملامح تشبهني تماما..
لكنها ليست أنا..
تعرفني جيدا..
لكنها تحتار في أمري..
ملامح تختنق.. رئتيّ مشاعرها..
عندما اغلق البياض..
على لغتي..
واعتزل الحرف..!!!

ص ب 28688 الرياض 11447

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved