Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كلماتك كالغيث حيثما حل نفع!! كلماتك كالغيث حيثما حل نفع!!

تعقيباً على مقال «الشاعر العشماوي» «استبدال الذي هو أجمل بالذي هو أدنى» للأستاذ حمد القاضي المنشور يوم الثلاثاء 9/3/1423هـ.
أقول: أظن أن الأستاذ حمد القاضي استطاع بمقالته أن يقدح زناد الأنصار والمعارضين، وربما كانت شرارة كلماته إيذاناً باندلاع نيران حرب لا تقل ضراوة عن البسوس، وهو بإيقاد جذوة المعركة هذه استطاع أن يتمرد على زمن السلم و«السلام»!إنَّ من يقرأ كلمات الأستاذ الفاضل لا يشك في أن الشاعر «العشماوي» طلق الشعر طلاقاً بائناً لا رجعة فيه.. بيد أنه حينما استقام عود اللغة لشاعرنا، وخضع أمام جبروت شعره فصيحها، واستطاع أن يذلل أكنافها، وأتته المعاني صاغرة منقادة، وانحنت أمام هيبة شعره قامة البلاغة، وتمكن من ترويض الحوشيّ، وتنافست كلمات اللغة على احتلال مقاعد شعره، مطأطئة قوافيها: حينها استطاع أن يجعل من الشوك ورداً، ومن الحنظل شهداً، ومن القفر والبلقع خضرة تغري بالإقبال عليها والتنعّم فيها.
أيها الأستاذ ما الذي يضير أن يكون شاعرنا ثائراً وقد استوى على جوديّ الشعر فما غاضت مياه أرضه ولا أقلعت سماؤه؟!
إننا نريده أديباً نستمد من مخزون فكره أطايب القول حين يقطفه منوَّراً ناضجاً فيقدمه بأي طبق شاء لنقبل عليه بأبطن خاوية جوعى إقبال النهم فنجد فيه ما يسدّ جوعتنا، ولا نبالي حينها على أيّ هيئة قُدم؛ أليس شهياً لذيذاً؟ ألم نستمتع بمذاقه الفريد المميّز؟؟في النثر أيها الأستاذ مالا يستطيعه الشعر، ذلك أنه أقدر على إيصال الفكرة من صنوه، بمرونته التي تسمح لذي القلم أن يناقش ويحاور دون قيد وزن ولا قافية، ولا أقول هذا تقليلاً من أهمية الشعر، بل إنصاف لما استعرت له الرماد والمشي ووصفته بأنه أدنى، ولا أدري لِمَ نعتّ الزاوية بالرتيبة وها هي الشمس تبزغ كل يوم فما خلقت سأماً، وما غيّرت استمتاعنا بتنفس صبحها الذي تأتي به! على أن ما يكتبه شاعرنا يظل شعراً بروحه ونثراً بجسده.. وما زلنا بانتظار غيمة شعره وينبوع نثره.

منى بنت صالح المشيطي/القصيم بريدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved